اللواء حسين بن معلم لـ "حوار في الذاكرة" : بن جديد سلم سلطاته تدريجيا لرئاسة الحكومة بعد 5 أكتوبر

قال آخر مدير ديوان للرئيس الشاذلي بن جديد اللواء حسين بن معلم في الحلقة الأخيرة من شهاداته حول تاريخ الجزائر السياسي في برنامج حوار في الذاكرة إعداد وتقديم رضوان حرياتي، : انه تسلم منصب مدير الديوان برئاسة الجمهورية قبل اقل من ثلاثة أشهر من استقالة الشاذلي شهر جانفي من سنة 92 ولم يتمكن من إدارة الأمور على أحسن وجه لان المعلومات التي  كانت تأتيه من الحكومة شحيحة.

 

 

وأضاف اللواء بن معلم أن الرئيس الشاذلي بن جديد سلم معظم سلطاته إلى رئاسة الحكومة بقيادة سيد احمد غزالي الذي كان يستشير وزير دفاعه خالد نزار وكذلك وزير الداخلية العربي بلخير، كما عاد اللواء إلى أسباب سقوط الحكومات الواحدة تلو الاخري بعد أحداث أكتوبر 88 أي حكومة قاصدي مرباح و مولود حمروش. مذكرا بنية الشاذلي بن جديد في محاولته بناء ديمقراطية حقيقية في البلاد .

  سمعت باستقالة الرئيس الشاذلي عبر التلفزيون.

 بالرغم من المنصب الذي كنت اشغله في رئاسة الجمهورية إلا أن الشاذلي بن جديد لم يطلعني على  قراره الذي سمعته عبر التلفزيون كغيري من المواطنين ...واذكر أن بن جديد شعر في المدة الأخيرة بضغط كبير عليه من طرف المسؤولين و الشعب. خاصة في موقفه من نتائج التشريعيات التي جرت سنة 1991 حيث اتصل بي وقال لي إننا لم نشارك في تنظيم هذه الانتخابات  ولكن إذا طلبت منك رئاسة الحكومة المساعدة فقدم لهم يد العون.

 غادرت قصر المرادية  بعد أربعة أيام من استقالة الشاذلي .

 انزعج مدير ديوان الشاذلي بن جديد من الطريقة التي عومل بها بعد استقالة الشاذلي ، حيث توجه صبيحة السبت إلى قصر المرادية من اجل تسيلم المفاتيح والملفات وجلب أغراضه الشخصية . وعند مدخل الرئاسة  اعترضه احد الأعوان من الحرس الجمهوري وكان محرجا وابلغه بأنه  ممنوع من الدخول وفقا لتعليمات تلقاها ؟ وقال حسين بن معلم أن خالد نزار ارجع  هذا الإجراء إلى ترك فرصة لمحمد بوضياف العائد من المغرب لاختيار رجالاته .

  ارفض الحديث عن العشرية السوداء وزروال هو  من أعادني إلى الحياة السياسية مرة أخرى.

 خلال الحلقة ألح مقدم البرنامج بالسؤال  على اللواء حسين بن معلم لمعرفة موقفه من العشرية السوداء ودخول البلاد في دوامة من العنف، إلا أن الضيف رفض الإدلاء  بأي تصريح معتبرا الفترة جد حرجة ولا يملك المعلومات الكافية لوضع اليد على مكمن الجرح .

بعدها شرح اللواء حسين بن معلم أسباب عودته إلى الساحة السياسية في فترة زروال وقال: انه لبى طلب صديقه الرئيس السابق اليامين زروال حين أراد تشكيل مجلس الأمة وذلك من اجل إخراج الجزائر من أزمتها .

 نصحت زروال بعدم الاستقالة ...

 أكد حسين بن معلم أن فترة زروال جاءت في ظروف صعبة إلا إن الأخير لم يتحمل وقع الضغوطات التي مورست عليه أثناء تأدية واجبه اتجاه الوطن مبرزا وطنية الرجل وتفانيه في خدمة البلاد

واعتبر قرار استقالة اليامين زروال غير صائب لأنه استشار عديد الشخصيات التي كان يثق بها ونصحوه بالاستمرار. مضيفا انه سمع بهذا القرار وهو خارج الوطن و تأسف كثيرا عليه .

  في الجزء الثاني من الحلقة أجاب اللواء حسين بن معلم على عدة أسئلة متفرقة

 بومدين يتحمل مسؤولية نقل رفات العقيدين عميروش وسي الحواس .

أجاب اللواء حسين بن معلم السكرتير الشخصي للعقيد عميروش على سؤال من مقدم البرنامج يقول : بعد استقلال الجزائر  تقلدتم مناصب عالية في الدولة  لماذا لم تبلغوا السلطات ولم تقوموا بالبحث عن رفات العقيدين سي الحواس وعميروش هل كنتم متخوفين من الرئيس بن بله والرئيس هواري بومدين .

و أجاب بن معلم أن عملية البحث جرت في فترة هواري بومدين بعدما جاء احد الأوروبيين الذي اشترط تزويجه من امرأة جزائرية مقابل دلهم على مكان رفات العقيدين. وتكتمت السلطات على هذه المسالة وتم نقل الرفات إلى قيادة الدرك الوطني ووضعهم في الأرشيف إلى غاية مطلع الثمانينات حيث أمر الشاذلي بن جديد بدفنهما في مقبرة العالية .

أنا نزيه ولم استغل منصبي.

أكد بن معلم انه لم يستغل منصبه قط لمصالحه الشخصية حينا كان جنرالا و في سؤال عن شركته الخاصة قال انه يستغرب أن يلام جنرال اخذ التقاعد وأسس شركة خاصة به .

كنت صادقا خلال 11 حلقة

أكثر من ثلاثة أشهر من انجاز هذا البرنامج عبر اللواء حسين بن معلم عن سعادته للحديث عن مسيرة حياته و تاريخ الجزائر حيث أكد انه كان صادقا معنا طيلة كل هذه الحلقات وانه اخفي بعض الحقائق التي يعتبرها لا تمثل شيئا لتاريخ الجزائر .