جثمان الراحلة نورة يصل أرض الوطن و سيوارى الثرى اليوم الخميس

سيوارى جثمان الفنانة نورة التي وافتها المنية الأحد الماضي اثر مرض عضال عن عمريناهز72 عاما بمقبرة سيدي يحي بأعالي العاصمة اليوم الخميس بعد أن تلقى عليها النظرة الأخيرة بقصر الثقافة مفدي زكريا. 

وكان قد وصل ظهر أمس الأربعاء جثمان الفقيدة نورة قادما من باريس (فرنسا) إلى مطار هواري بومدين الدولي بالجزائر العاصمة ليحمل النعش فيما بعد المسجى بالعلم الوطني من قبل فرقة من الحماية المدنية.

وكان في انتظار جثمان الفقيدة بالمطار وزيرة الثقافة, نادية لعبيدي مرفوقة بالعديد من الشخصيات الفنية والثقافية وكذا الإعلامية على غرار وزير الإعلام الأسبق لمين بشيشي والممثل سعيد حلمي والمطربة نرجس وكذا مدير الديوان الوطني للثقافة والاعلام, لخضر بن تركي والأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد.

  وبالمناسبة عبرت وزيرة الثقافة عن أسفها في تصريح للصحافة عن "فقدان الساحة الثقافية الجزائرية لمثل هذه الشخصية التي كانت تمثل الثقافة الجزائرية بألوانها فغنت باللغة الأمازيغة والعربية" مضيفة "أن الفنانة نورة ستبقى خالدة في الذاكرة الجمعية للجزائريين".

وسيتم إقامة مراسم عزاء صباح غد الخميس ابتداء من الساعة الحادية عشر (11.00سا) بقصر الثقافة مفدي زكرياء بالجزائر العاصمة قبل أن يوارى جثمان الفقيدة الثرى ظهر غد بمقبرة سيدي يحي بالعاصمة.

و كان المئات من محبي الفنانة نورة و نجوم الفن قد ألقوا النظرة الأخيرة على جثمانها أمس بباريس.

و قد توفيت رائدة الطرب عن عمر يناهز ال72 عاما بمستشفى بباريس إثر مرض عضال حسبما علم لدى محيطها الفني بالعاصمة الفرنسية، و قد تدهورت حالتها الصحية مؤخرا مما ألزمها المستشفى خلال الأسبوعيين الماضيين، أين وافتها المنية يوم الأحد الفارط.
 

الرئيس بوتفليقة يعزي عائلة الفقيدة و يلقبها بـ"أيقونة" الأغنية الجزائرية

و قد أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في برقية تعزية بعث بها إلى أسرة الفقيدة فطيمة باجي المدعوة نورة، أن الراحلة ستظل "أيقونة للأغنية الجزائرية داخل الوطن و خارجه".

وجاء في برقية الرئيس بوتفليقة: "ودعت الجزائر و الوسط الفني نجمة من رواد الطرب الأصيل, المغفور لها بإذنه تعالى, الفنانة فطيمة باجي المدعوة نورة, هذه السيدة التي وقفت حياتها منذ أكثر من نصف قرن على خدمة الأغنية الجزائرية في مجمل طبوعها و أنواعها".

و أضاف رئيس الجمهورية أن مسار الراحلة "قد أكسبها الإحترام و التقدير بالنظر إلى التزامها أداء الأغنية الأصيلة في اختيار الكلمات و انتقاء الألحان و الأداء الجيد بما حباها الله به من صوت عذب شجي".
كما أعرب رئيس الجمهورية في برقيته عن أمله في أن "تقتدي أجيالنا الصاعدة في هذا المجال الحيوي الذي يصنع الذوق الرفيع بهذا الرعيل في كفاحه المستميت إبان حقبة الظلام الاستعماري من أجل مقاومة النسيان و الممارسات الشنيعة للإحتلال البغيض الذي كان يرهبه كل شيء أصيل في الجزائر بما في ذلك الفن و الغناء".

نورة...مسيرة العمالقة

و تعتبر الفنانة نورة من أشهر مطربات الجزائر ولها جماهيرية كبيرة في تونس، وهي من مواليد سنة 1942 بشرشال، واسمها الحقيقي "فطيمة باجي " ، واشتغلت في إذاعة الجزائر في الخمسينيات من القرن الماضي، وقدمت حصصا للأطفال وقد أعجب بصوتها الملحن عماري معمر وكان هو من قدمها للجمهور.

ويبلغ رصيد نورا الغنائي نحو 500 أغنية، حيث أدت عميدة الطرب الجزائري الأغاني القديمة للتراث القبائلي والوهراني والأوراسي والأندلسي والصحراوي بمساعدة زوجها الموسيقار كمال حمادي.

وفي عام 1965 أصدرت نورا ألبوما كانت كل أغانيه باللغة الفرنسية من بينها "حياة" لميشال برجي Noura_Dallal و"باريس في محفظتي" لكمال حمادي.

وحصلت على "القرص الذهبي في عام 1971 عن "يا ناس أماهو" لبيعها أكثر من مليون قرص لدى شركة "باتي ماركوني" وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتوج فيها فنانون مغاربيون بجائزة من هذا الحجم.

وحازت الراحلة على الوسام الثقافي من رئيس الجمهورية التونسية في 1974 واختيرت نجمة المهرجان للأغنية العربية بليبيا في 1975 كما تم تكريمها في 2003 من قبل وزارة الثقافة الجزائرية ونظم كذلك حفل تكريمي على شرفها في 2012 بالجزائرالعاصمة.

ومن أغانيها التي اشتهرت بها "يا ربي سيدي" و"يا بنات الحومة" و"يا طيارة" و"عميروش" و"يما قوليلي" و"توحشناك" و"إذورار جرجرة عزيزان" وغيرها.

ثقافة وفنون