أطفـال يبيعون براءتهم في تجارة الخبز على قارعة الطرقات السريعة

أطفال في سن البراءة أجبرتهم قساوة الظروف الاجتماعية والاقتصادية والتسرب المدرسي بإنتهاج سبل غير قانونية وأمنة لكسب لقمة العيش، وذلك ببيع الخبز المطلوع والمواد الغذائية على قارعة الطرقات السريعة خاصة في الأوقات الحارة أوخلال شهر رمضان المعظم، فهناك من يرى أن الظاهرة أفرزتها ظروف اجتماعية قاهرة والهروب من شبح التسول المتفشية في الأوساط الاجتماعية رغم الإجراءات القانونية المشددة التي بادرت إليها السلطات من أجل استئصالها نهائيا من جذورها.


ولتشخيص ظاهرة إقحام البراءة في ممارسة التجارة في الأماكن الغير مرخصة وغياب تشريع قانوني يكرس هذا النشاط، تجول ميكروفون للقناة الثانية للإذاعة الجزائرية في بعض شوارع العاصمة لاستطلاع أراء الباعة وراء استفحال الظاهرة وتحديد الأسباب الحقيقية من تفاقمها، فهناك من يرى أن ممارسة هذا السلوك التجاري هو وسيلة لكسب لقمة العيش ومساعدة الأولياء في مواجهة مصاعب الحياة الاجتماعية في غياب أدنى احترام لمعايير وشروط النظافة والأضرار التي قد تتربص بالمواطن، حيث يكون الخبز معرضا للغبار والجراثيم الناجمة عن الخبز المباع في الأماكن التي تنعدم فيها النظافة، في حين هناك من يعتبر أن هذا السلوك أفرزته عادات وتقاليد راسخة في عمق العائلات التي تمتهن هذه المهنة، ففي شهر رمضان خاصة يكثر الإقبال على هذه المادة إلى درجة الازدحام المروري،لاسيما في الفترة المسائية وساعات قبل الإفطار من أجل اقتناء مواد غذائية قد تكون منتهية الصلاحية في كثير من الحالات جراء التهاون واللامبالاة من قبل المستهلك.

ولتفسير خطورة الظاهرة سواء على صحة المواطن والمستهلك وأهم المخاطر الصحية التي تنجر عن هذا الاستهلاك الفوضوي والنابعة أصلا من تجارة فوضوية بعيدة كل لبعد عن التأطير القانوني اعتبرها حسن منور المكلف بالاتصال على مستوى الفيدرالية الوطنية لحماية المستهلك بالظاهرة الخطيرة، حيث يتم استهلاك مادة ضرورية مثل الخبز دون أن نعرف كيفية إعدادها وأصل المادة ، إذ يصنع في البيوت في غياب الرقابة دون معرفة المكان وتشخيص شروط نظافة الأشخاص، إذن يجب أن تكون رقابة صارمة على هذا النشاط وأن تقدم للطفل أعمال على أساس سنه ومستواه العلمي والذهني والثقافي.  

المصدر : الإذاعة الجزائرية    

وسوم:

مجتمع