يبحث وزراء الخارجية العرب في وقت لاحق هذا الإثنين بالقاهرة خلال اجتماع طارئا لهم التصعيد العسكري الإسرائيلي الخطير على قطاع غزة المتواصل منذ سبعة أيام و الذي خلف إلى حد الآن 173 شهيدا فضلا عن أكثر من 1260 مصابا معظمهم من المدنيين.
وأكدت الجامعة العربية - في تقريرها بشأن "التصعيد والتطورات الجارية جراء العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة والتدابير اللازمة لمواجهته" - ضرورة التحرك السريع لاتخاذ التدابير اللازمة للوقف الفوري لإطلاق النار وتوفير الحماية للفلسطينيين ودعم الجهود المبذولة لفرض الالتزام ببنود اتفاق الهدنة الذي جرى في نوفمبر 2012 بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وحذرت من مخاطر عدم التحرك الجدي والفعال من قبل المجتمع الدولي لوقف هذا العدوان وحالة التدهور الخطيرة للأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة التي تنذر بأفدح العواقب والتداعيات على أمن المنطقة برمتها وعلى السلم والأمن الدولي.
وحثت الجامعة - في تقريرها المقرر عرضه أمام الإجتماع الوزاري العربي الطاريء مساء اليوم - واشنطن بإلزام إسرائيل احترام تعهداتها السابقة وخلق الشروط التي تسمح بإطلاق مسار تفاوضي جاد يؤدي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت أن التصعيد العسكري الإسرائيلي والذي يدخل في إطار العقاب الجماعي إضافة إلى حملة الاعتقالات في الضفة والغارات الجوية التي تشنها طائراتها على القطاع أصبح أمرا لا يجب الصمت تجاهه ويتطلب تدخل المجتمع الدولي من خلال مؤسساته القانونية والإنسانية لحماية الشعب الفلسطيني من هذا التصعيد الذي شمل تدمير منازل وممتلكات وخطف وتهديد وإطلاق ذخيرة حية إضافة إلى العقوبات التي فرضتها إدرة السجون الإسرائيلية على الأسري المضربين عن الطعام.
واعتبرت الجامعة العربية بيان مجلس الأمن الدولي الذي صدر يوم 10 يوليو الجاري لا يرتقي إلى مستوى جرائم العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
عباس يطالب باعتبار غزة "منطقة دمار واسع تحتاج إلى دعم دولي عاجل
وفي ظل حالة التدهور الخطيرة للأوضاع في غزة طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس المجتمع الدولي والأمم المتحدة بإعتبار قطاع غزة "منطقة تتعرض لدمار واسع
تحتاج إلى كل أشكال المساعدة العاجلة".
ودعا إلى جهد دولي لإنقاذ الشعب الفلسطيني في غزة "على ضوء استمرار العدوان الإسرائيلي ضد المدنيين وتصاعده بكل أنواع الأسلحة".
وأصدر عباس أوامره لرئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله بالاستمرار في إرسال المساعدات الغذائية والدوائية إلى غزة "من أجل تخفيف المعاناة عنهم ولدعم صمودهم في مواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع وبذل كل الجهد مع كل الجهات العربية والدولية لتقديم الدعم والمساندة".
كما قرر إرسال عددا من الوزراء إلى القطاع فورا ورفع تقارير فورية عن احتياجات سكان القطاع.
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 173 شهيدا و1260 مصابا
وحسب حصيلة جديدة أعلنت عنها وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) فإن حصيلة العدوان الاسرائيلي المتواصل على مدن قطاع غزة منذ بدئه وحتى هذا صباح السابع له الى 173 شهيدا من بينهم 37 طفلا و 24 امرأة و12 مسنا الى جانب 1260 مصابا
وذكرت الوكالة أن أربعة مواطنين من بينهم طفلة أصيبوا بجروح مختلفة في ىغارة من طائرة حربية استهدفت اليوم منزلا لعائلة زيارة في مدينة غزة مضيفة أنه تم نقل الجرحى الى مستشفى الشفاء غرب المدينة لتلقي العلاج.
وشنت الطائرات الحربية الاسرائيلية سلسلة غارات عنيفة على كافة مناطق القطاع مستهدفة منازل المواطنين شرق منطقة جحر الديك جنوب شرق مدينة غزة باطلاق سبعة صواريخ مما أدى الى اشتعال النيران وأضرار في المكان.
كما قصفت طائرة حربية أرضا زراعية في منطقة المغراقة جنوب مدينة غزة وألحقت أضرارا في منازل المواطنين القريبة من الاستهداف اضافة الى استهداف خزانات المياه التابعة لبلدية غزة فى منطقة مسلخ البلدية غرب حي الزيتون في المدينة.
من جهتها أعلنت كتائب عز الدين القسام - الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية "حماس" - أنها أطلقت عددا من طائرات بدون طيار لتنفيذ مهام داخل العمق الاسرائيلي.
وقالت كتائب القسام في بيان عسكري مقتضب اليوم "إنها سيرت عددا من طائراتها بدون طيار إلى عمق الكيان الصهيوني" مشيرة الى أنها ستنشر تفاصيل العملية لاحقا.
وكانت مصادر اسرائيلية أعلنت صباح اليوم ان صاروخ " باتريوت" اعترض طائرة بدون طيار فوق مدينة أسدود قادمة من قطاع غزة.
بدورها أعلنت "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي أنها قصفت اليوم مفاعل "ناحال سوريك" النووي جنوب تل أبيب وقاعدة بلماخيم الجوية بصاروخين
من طراز "براق 70".
وقاعدة بلماخيم الجوية هي مطار عسكري إسرائيلي ووكالة فضاء تقع بالقرب من مدينة ريشون لتسيون القريبة من تل أبيب ويوجد في هذه القاعدة العديد من المروحيات والطائرات بدون طيار وهي بمثابة مركز الإطلاق صواريخ "ارو" الفضائية.
وزارة الصحة الفلسطينية: الوضع الانساني والطبي في غزة يدخل نفقا مظلما
وقد أدى نفاذ جميع المستلزمات الطبية في قطاع غزة بالمستشفيات إلى رفع الراية الحمراء إيذانا منها بدخول المرحلة الحرجة في تأدية واجبها تجاه المصابين من جراء العدوان الإسرائيلي حسب ما ذكر المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة.
وأكد القدرة في تصريحات صحفية أن الوضع الانساني والطبي في قطاع غزة دخل في نفق مظلم محذرا من خطورة الاوضاع الانسانية في غزة.
أفاد تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة /أوتشا / بأن عدد المنازل المدمرة أو دمرت بشدة جراء العملية العسكرية الإسرائيلية 940 منزلا مما نتج عنه نزوح 5600 فلسطيني.
وأشار التقرير إلى أنه يوجد حاليا 16 ألف فلسطيني يعيشون في مدارس وكالة الأونروا في شمال غزة كما أشار إلى أنه تم قطع إمدادات المياه على أكثر من 31 ألف شخص عقب تدمير 7 خطوط مياه رئيسية في بيت حانون ومدينة غزة وخان يونس مضيفا أنه تم توزيع وقود طارئ بلغ 013ر28 ألف لتر من على المنشآت الحيوية لضمان ضخ محطات المياه ومعالجة الصرف الصحي.