فيما يتواصل العدوان الهمجي على قطاع غزة لليوم الثامن على التوالي حاصدا المزيد من الضحايا الأبرياء حيث التحق صباح هذا الثلاثاء شهيدان بقافلة شهداء المحرقة الإسرائيلية في القصف المسعور الذي لم يستثني دور العبادة و مقرات المنظمات الإنسانية فضلا عن بيوت المواطنين و مساكنهم
و على صعيد العمل الدبلوماسي و في جوّ التصعيد الإسرائيلي المتواصل،قرر وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماعهم الطارئ ليلة أمس الاثنين، دعم المبادرة المصرية بوقف إطلاق النار و إنهاء العدوان الإسرائيلي، حرصا على أرواح الأبرياء و حقنا للدماء، مطالبين كافة الأطراف المعنية بإعلان قبولها المبادرة و التزامها بما نصت عليه و دعوة الأطراف الدولية و الإقليمية إلى قبولها .
كما قرر المجلس الوزاري تكليف المجموعة العربية في نيويورك بالتحرك المكثف لدعم طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس توفير حماية دولية للشعب و الأراضي الفلسطينية.
دعم طلب عباس بوضع الأراضي الفلسطينية تحت الحماية الدولية
في ذات السياق قرر المجلس دعمه طلب دولة فلسطين بوضع أراضيها تحت الحماية الدولية وصولا إلى إنهاء الاحتلال و تمكين فلسطين من ممارسة سيادتها، بالإضافة إلى البدء في التحرك العاجل على الصعيد الدولي لدعم هذا الطلب. و طالب الوزراء العرب إسرائيل بالوقف الفوري لعدوانها على قطاع غزة وضمان عدم تكرارها وتحميلها المسئولية الكاملة عن كافة الأضرار البشرية والمادية التي لحقت بالشعب الفلسطيني جراء هذا العدوان الغاشم. وأعلن البيان عن تكليف المجموعة العربية في نيويورك بمواصلة التحركات لاستصدار قرار عن مجلس الأمن يلزم إسرائيل بإيقاف عدوانها على قطاع غزة حال استمرارها في عدم الالتزام بتنفيذ ما صدر عن بيان المجلس في 12 جويلية .
كما أشار البيان إلى تكليف المجموعة العربية في جنيف بالتحرك لدى مفوضية حقوق الإنسان ومجلس حقوق الإنسان لعقد جلسة خاصة لمناقشة العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وأقر البيان القيام بالإجراءات اللازمة لدعم الطلب الفلسطيني المقدم للحكومة السويسرية- بصفتها الدولة المودع لديها اتفاقيات جنيف- لدعوة كافة الأطراف لاجتماع فوري لتأكيد المسئولية الجماعية للدول المتعاقدة لاحترام الاتفاقيات حول توفير الحماية للشعب الفلسطيني.
حظر استيراد المنتجات الإسرائيلية
وطالب مجلس الجامعة كافة الدول بحظر استيراد منتجات المستوطنات الإسرائيلية القادمة من الأراضي الفلسطينية المحتلة ومطالبتها أن تحذو حذو الاتحاد الأوروبي الذي يحظر على أعضائه تمويل مشاريع في المستوطنات الإسرائيلية وطالب المجلس وسائل الإعلام العربية والدولية القيام بحملات إعلامية مكثفة لرصد الانتهاكات الإسرائيلية.
وفي الختام أعلن مجلس وزراء الخارجية العرب البقاء في حالة انعقاد دائم لمتابعة المستجدات.
الجزائر تدعو إلى تحرك فوري لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة
من جهته و من القاهرة دعا وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة المجتمع الدولي إلى التحرك بشكل عاجل لإيقاف التصعيد الخطير في فلسطين و الوقف الفوري لإطلاق النار و الالتزام ببنود الهدنة المتوصل إليها في نوفمبر 2012.
حماس: "اي مبادرة تقضي بنزع سلاح المقاومة مرفوضة" و تعلن عدم تلقيها أية مبادرة بشكل رسمي
و في ردود الفعل حول بيان المجلس، أعلنت حركة حماس رفضها أي وقف لإطلاق النار بدون توصل لاتفاق شامل مؤكدة أن المبادرة التي أعلنتها القاهرة بشأن وقف إطلاق النار لم تصلها بشكل رسمي.
و في هذا الإطار قال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس أن ما يتم الترويج له بشان نزع سلاح المقاومة غير قابل للنقاش بحكم أن الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال و المقاومة بكافة الوسائل حق مشروع للشعوب المحتلة.
ميدانيا: عائلات تلجأ لمدارس "أونروا" هرباً من القصف
القصف الهمجي لآلة الحرب الإسرائيلية دفع العديد من العائلات الفلسطينية إلى ترك منازلها و التوجه إلى المدارس التي خصصتها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا لحمايتهم و إيوائهم.
و قد وصفت عائلات من غزّة، الوضع بالكارثي و قالت أن القصف الإسرائيلي استهدف عشرات المنازل المأهولة دون توجيه أي إنذارات للأهالي بذلك مما أجبرهم على التوجه إلى مدارس الأونروا بحثا عن بعض الأمان رغم أن التنقل إليها لم يكن بالأمر اليسير خاصة على الأطفال و المسنين و المرضى. كما عبر هؤلاء عن استمرار صمودهم حتى آخر رمق، و أن الهمجية و الإسرائيلية لن تردعهم عن المقاومة و التشبث بوطنهم.
و قد استهدفت الطائرات الإسرائيلية أكثر من 100 منزل خلال يومين فقط في غزة، معظمها دُمّر بشكل كامل دون توجيه أي إنذارات للأهالي بإمكانية استهدافها، فيما تضررت مئات المنازل الأخرى المجاورة لتلك التي يتم قصفها.
عدد الضحايا يستمر في الارتفاع مع كل فجر جديد
واصل الاحتلال الإسرائيلي هذا الثلاثاء و لليوم الثامن على التوالي عدوانه الهمجي على قطاع غزة، حيث ارتفعت حصيلة العدوان إلى إلى194 شهيدا وأكثر من 1400 جريح معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ.
و أفاد مراسل الإذاعة الجزائرية من غزة، خضر الزعنون، أنه بالرغم من الحديث عن المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار إلا أن يبقى العدوان الإسرائيلي على القطاع وسقوط ضحايا وجرحى هو سيد الموقف.
وحسب المراسل، سقط فجر هذا الثلاثاء شهيدان من المحافظة الجنوبية للقطاع وبالتحديد من خان يونس لينضمان إلى قافلة شهداء المحرقة الإسرائيلية، حيث يجوب الطيران الحربي الإسرائيلي أجواء القطاع طوال الوقت و لم يستثن القصف دور العبادة والمستشفيات وحتى مقرات الهلال والصليب الأحمر الدوليين.
كما أصيب اليوم عشرات المواطنين بحالات اختناق اضافة الى تسجيل اصابات مواطنين فلسطنيين بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط في مواجهات مع قوات الاحتلال بالخليل.
المصدر:الاذاعة الجزائرية