أوضاع إنسانية كارثية في غزة بعد التهدئة... وبان كي مون يؤكد أن الدمار صدم العالم ووصمه بالعار

تتواصل التهدئة وتتواصل معها عملية انتشال أشلاء الضحايا الذين قارب عددهم 1900 شهيد في اليوم الثلاثين من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ، حيث توقفت الآلة العسكرية الإسرائيلية عن التقتيل بعد إقرار هدنة لم تخترق منذ 24 ساعة، فيما الوضع على الأرض كارثي بسبب الدمار والقصف.

هذا ويسارع الفلسطينيون إلى انتشال جثامين الشهداء من نحت الأنقاض والدمار، حيث دخلت الطواقم الطبية التابعة لوزارة الصحة الفلسطينية المناطق الشرقية لقطاع غزة لانتشال جثامين ضحايا العدوان الإسرائيلي بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ لمدة 72 ساعة وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى خارج حدود القطاع. 

أوضاع إنسانية كارثية بغزة...

ويعتبر قطاع غزة منطقة "منكوبة" تتطلب معالجة فورية وعاجلة للأوضاع الإنسانية الكارثية الناجمة عن استهداف قوات الاحتلال المتعمد والمباشر للبنى التحتية الأساسية، خاصة الكهرباء والماء والمستشفيات ومراكز الإيواء والمنازل، يضاف إلى ذلك عمليات الإخلاء القسري والنزوح الجماعي لما يزيد على 500 ألف نسمة والتدمير الممنهج والشامل لأحياء سكنية تم تحويلها إلى ركام.

وأفاد مراسل الإذاعة الجزائرية من غزة خضر الزعنون، أنه بعد مرور 30 ساعة معلى  التهدئة المؤقتة في قطاع غزة لم يتم تسجيل أي خروقات لوقف إطلاق النار  ولكن في ضوء تحليق مكثف لطائرات الإستطلاع  الإسرائيلية  في  أجواء القطاع موضحا أن حصيلة العدوان بلغت نحو 1900 و أكثر من 9570 جريح، بينهم 2877 طفل  و1853 امرأة  و374 مسن.

وأضاف أن "153 من جرحى العدوان لا يزالون تحت العناية المركزة في مختلف مستشفيات القطاع" مشيرا إلى أن "العدوان خلف أيضا تدمير ما يزيد عن عشرة آلاف بيت ومسجد بشكل كامل وحوالي 35 ألف منزل بشكل كلي وجزئي وتدمير 134 منشأة صناعية وأكثر من 140 مسجد وقصف 142 مدرسة من قبل المقاتلات الحربية الاسرائيلية".

كما أبرز خضر الزعنون حجم الدمار والكارثة التي لحقت بالمواطنين الفلسطينين بغزة على مدار 30 يوما من العدوان الاسرائيلي برا وبحرا وجوا حيث تم إبادة أحياء بكاملها والتي تغيرت معالمها الجغرافية وعائلات فلسطينية مسحت بشكل تام من السجل المدني ناهيك عن الأوضاع الكارثية للنازحين الذين أجبروا على الهروب من منازلهم حيث تم تشريد قرابة نصف مليون فلسطيني وانتشار الأمراض.

  تواصل المفاوضات بالقاهرة والمقاومة الفلسطينة تؤكد اصرارها على تحقيق مطالبها

وعلى الصعيد السياسي، تواصلت اللقاءات التفاوضية غير المباشرة بين الطرفين الفلسطيني والاحتلال الإسرائيلي بواسطة مصرية إلى ساعات متأخرة من ليلة أمس الثلاثاء لم يكشف بعد الوسيط المصري تفاصيلها وتيحث هذه المفاوضات مطالب المقاومة الفلسطينية المتشبثة بإنهاء الاحتلال الاسرائيلي وإطلاق سراح الأسرى ووقف العنف ورفع الحصار على قطاع غزة مثلما أوضحه أبو مجاهد عن كتايب القسام في تصريح للقناة الإذاعية الأولى الذي أكد على إصرارهم على تحقيق مطالبهم التي تعد أدنى حقوق الفلسطينين لضمان حياة كريمة ونحن ننتظر تجسيد هذه المطالب وستكون الساعات القادمة حاسمة .

مطالب بتشكيل لجنة تحقيق أممية في إنتهاكات الإحتلال الإسرائيلي بغزة ...

طالب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان من المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة بزيارة قطاع غزة للوقوف أمام مسؤولياتها الأممية وما تمثله من مكانة إعتبارية واخلاقية لوقف العدوان والاطلاع على حجم التدمير المنهجي والمنظم لآلة الحرب الإسرائيلية والاستهداف العمد المتواصل للمدنيين والأعيان المدنية  المحمية بموجب القانون الدولي.

وطالب المركز في بيان صحفي صدر أمس الثلاثاء مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة بـ"الإسراع في تشكيل وبدء عمل لجنة التحقيق الأممية والمستقلة التي قرر تشكيلها في جلسته الخاصة بتاريخ 23 حزيران 2014  للتحقيق في إنتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي في الأرض الفلسطينية المحتلة  دون إبطاء بسبب القيود والإجراءات البيروقراطية". 

وجدير بالذكر قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن حالات الوفيات الكثيرة والدمار في غزة صدم العالم ووصمه بالعار ، مشيرا إلى أن أكثر من ألف فلسطيني الغالبية منهم من النساء والأطفال قتلوا .

وقال بان كي مون في جلسة عامة للأمم المتحدة حول الأوضاع في غزة اليوم الأربعاء إن الناس على الجانبين لديهم الحق بالعيش ولكن أيضا بالعيش بحياة خالية من الخوف ، وإن القتال طرح أسئلة مهمة جدا بما يخص احترام مبادئ التمييز والأعداد الكبيرة التي تضررت وفقا للقانون الدولي ، ولا شىء يجسد الحرب والرعب الذي أطلق على أهالي غزة والقصف على مرافق الأمم المتحدة الذين طلب منهم بالتحديد لتكون آماكن آمنة.

وأضاف أن القانون الإنساني الدولي يتطلب بوضوح الحماية من قبل كافة الأطراف للمدنيين والمرافق المدنية من ضمنها الكوادر والأماكن التابعة للأمم المتحدة،  وأن علم الأمم المتحدة يجب أن يحترم ويضمن الحماية لكل من هم بحاجة إليها ، وان هؤلاء الذين ينتهكون هذا الميثاق المقدس يجب أن يحاسبو ويقدموا للعدالة.

وحث بان كي مون كافة الدول الأعضاء "للاستجابة بسرعة بكل كرم للمناشدات، مشيرا إلى أن مهمتهم هي تلبية الاحتياجات الإنسانية الطارئة والملحة لأهالي غزة.

وأكد انه يجب أن تبذل الجهود "لتحقيق وقف إطلاق النار المستمر والذي هو السبب الرئيسي لإنهاء إطلاق الصواريخ من قطاع غزة وتهريب الأسلحة ورفع الحصار وإعادة غزة تحت حكومة فلسطينية واحدة تقبل وتوافق على التزامات منظمة التحرير الفلسطينية ، وحث كافة الأطراف لسماع المناشدات الدولية من أجل إنهاء النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين ختام عبر حل الدولتين".

المصدر: الإذاعة الجزائرية

العالم, الشرق الأوسط