العراق على أبواب أزمة سياسية حادة بعد رفض حزب "المالكي" تعيين "العبادي" لتشكيل الحكومة

رفض حزب الدعوة الإسلامية الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي تكليف حيدر العبادي، برئاسة الحكومة الجديدة، معتبراً أن القرار يشكل "خرقاً خطيراً" للدستور.

و عقب الإعلان عن قرار رئيس الجمهورية العراقية، فؤاد معصوم، بتكليف العبادي برئاسة الحكومة، وهو مساعد سابق للمالكي، وجه المالكي كلمة، عبر التلفزيون الرسمي، أعرب من خلالها  عن معارضته للقرار، و قال  أنه "الرئيس الوحيد" لـ"ائتلاف دولة القانون" و انه يحتفظ بحقه القانوني في رفع دعوة قضائية ضده في حال خرق الدستور.

واشنطن ترهن دعمها للعراق بالإسراع في تشكيل حكومة توافق وطني

و اشترطت الولايات المتحدة الأمريكية توسيع دعمها السياسي و العسكري و الاقتصادي للعراق بضرورة الوصول السريع لتشكيل حكومة توافق وطني شامل.

و قال كاتب الدولة الأمريكية للخارجية جون كيري في تصريحات أطلقها في مدينة سيدني الأسترالية التي يزورها حالياً- "نحن نحث (العبادي) على تشكيل حكومة جديدة بأسرع وقت ممكن والولايات المتحدة تقف على أهبة الاستعداد لدعم حكومة عراقية جديدة وشاملة لا سيما في قتالها ضد تنظيم الدولة  الاسلامية "داعش".

وأضاف "لن نعيد قوات أميركية مقاتلة إلى العراق، فهذا قتال ينبغي على العراقيين خوضه باسم العراق".

للاشارة كانت الولايات المتحدة قد شنت الاسبوع الماضي غارات على عدد من المواقع العراقية لدحر الجماعات المسلحة المتشددة  كما جاء على لسان وزارة دفاعها البنتاغون  الذي أعلن أن واشنطن "لا تخطط لتوسيع نطاق غاراتها الجوية في العراق موضحة أن أهداف الغارات ستظل محصورة بحماية الدبلوماسيين الأمريكيين في أربيل والأيزيديين المحاصرين في جبل سنجار

...و تقرر دعم الاكراد بالسلاح للتصدي لداعش

كما قررت الولايات المتحدة الامريكية تزويد الاكراد بالسلاح لمواجهة هذا التنظيم، حيث أكد جون كيري أن أمريكا  تحول السلاح عن طريق الحكومة العراقية للمقاتلين الأكراد و تدعمهم لمواجهة تنظيم داعش.

اجتماع طارئ للاتحاد الأوربي لدعم أربيل في التصدي لداعش

و كان مصدر دبلوماسي اوربي قد أعلن هذا الثلاثاء من بلجيكا ان سفراء البلدان الاعضاء في الاتحاد الأوربي يعقدون غدا الأربعاء اجتماعا طارئا في بروكسل لدراسة سبل تقديم المساعدات لحكومة أربيل و مدها بكل الوسائل  حتى تتمكن من التصدي لتنظيم داعش، و ان هذا الاجتماع جاء بطلب لوزيرة الخارجية الإيطالية التي ترأس بلادها الاتحاد الأوربي و من رئيس الدبلوماسية الفرنسية لوران فابيوس.

برلماني عراقي:أمريكا تسلح الأكراد لضرب الحكومة المركزية

و يرى اللواء المتقاعد و نائب البرلمان اسكندر وجور أن قرار واشنطن يدخل ضمن مخطط يستهدف ضرب الحكومة المركزية على حد قوله، و قال في تصريح للإذاعة الجزائرية ان دعم الولايات المتحدة للأكراد ليس بهدف التصدي لداعش و إنما هي حجتهم في ضرب الحكومة المركزية العراقية.

 زيباري: "العراق سيشهد كارثة إذا لجأ المالكي للانقلاب على الحكومة الجديدة"

أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري المعلقة مشاركته في الحكومة مع الوزراء الأكراد أن "العراق سيشهد كارثة إذا لجأ نوري المالكي (رئيس الوزراء المنتهية ولايته) للانقلاب على الحكومة الجديدة".

ونبه زيباري في مقابلة مع قناة (الحرة) الفضائية بثت ليل الإثنين إلى "احتمال أن يستخدم المالكي العنف عبر الجيش والقوى الأمنية ردا على تكليف رئيس الجمهورية فؤاد معصوم للقيادي في حزب /الدعوة/ حيدر العبادي بتشكيل الحكومة الجديدة ..موضحا أن هذا الاحتمال سيكون كارثة وانقلابا".

وأضاف أن "رئيس الوزراء نوري المالكي المنتهية ولايته خسر ثقة أقرب حلفائه وأصدقائه في الداخل وكذلك ثقة الولايات المتحدة وإيران والأمم المتحدة والمرجعية الشيعية".

ونفى زيباري"حصول خرق دستوري في تعيين العبادي ..مشيرا إلى أن /ائتلاف دولة القانون/ الذي يتزعمه المالكي لم يحصل على الأغلبية ولا حتى على الأكثرية مؤكدا أن /التحالف الوطني/ الذي أحرز الأغلبية اختار مرشحه".

وأشار وزير الخارجية العراقي إلى أن "الحكومة الجديدة أمام مهام رهيبة وتحديات هائلة" مضيفا "إذا تحدى المالكي الحكومة ومنع الآخرين من إدارة البلاد فسيكون انقلابا. وسيكون نهاية البلاد في كل شيء".

يذكر أن هوشيار زيباري وبقية الوزراء الأكراد جمدوا عملهم الحكومي بعدما اتهم المالكي الأكراد بإيواء تنظيمات متشددة من بينها "الدولة الإسلامية" (داعش) و"القاعدة".

 

العالم