جدة:اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي حول غزة و الدبلوماسية الجزائرية تواصل مساعيها لوقف العدوان على الفلسطينيين

بدأت اللجنة التنفيذية (وزراء  الخارجية) في منظمة التعاون الإسلامي بمدنية جدة غرب السعودية اليوم الثلاثاء اجتماعا طارئا على مستوى وزراء الخارجية هو الثاني من  نوعه خلال شهر حول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
 و يتراس الامين العام لوزارة الشؤون الخارجية عبد الحميد سنوسي بريكسي الوفد الجزائري الذي سيغتنم هذا الإجتماع لبعث الديناميكية التي تولدت عن دورة الجمعية العامة الأممية من أجل دعوة الدول الأعضاء إلى دعم الطلبات المعبر عنها بالمناسبة من قبل المجموعة الدولية".
وتتمثل هذه الطلبات في "تقديم الدعم الإنساني العاجل مع الرفع الفوري للحظر المضروب على غزة و العمل على إنهاء الاحتلال بالأراضي الفلسطينية في إطار تسوية دائمة قائمة على إقامة دولة فلسطينية مستقلة و ذات سيادة عاصمتها القدس".
 واعتبر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل رئيس الاجتماع في كلمة افتتاحية  ما يشهده قطاع غزة من صور مأساوية جراء العدوان الاسرائيلية "غير  مسبوقة وتتجاوز كل الحدود الانسانية"داعيا إلى القيام بالمسئولية  الجماعية نحو الفلسطينيين الذين يواجهون حربا "تستهدف وجودهم وهويتهم".
  ورأى أن إسرائيل لن "تتورع عن الذهاب إلى أي مدى  ودون حساب لنظام أو قانون أو شرعية أو إنسانية  لتحقيق اغراضها وأهدافها في استئصال الوجود الفلسطيني و فرض هيمنتها على المنطقة كقوة إقليمية مسيطرة طاغية".
وشدد الفيصل على أهمية إصلاح الأمة الإسلامية من الداخل حتى تستطيع مواجهة التحديات وخاصة استمرار إسرائيل في انتهاكاتها وحربها المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني مهيبا بالجميع لدعم صمود الفلسطينيين وضمان وحدتهم في إطار الوطن بعيدا عن الأجندات السياسية.
 وأشاد وزير الخارجية السعودي بالمبادرة المصرية  لإنهاء هذه الأزمة ووقف العدوان الإسرائيلي وتحقيق التهدئة   مؤكدا مواقف المملكة الثابتة الداعمة للقضية الفلسطينية في جميع المحافل الدولية.
  و من جانبه  أوضح الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد مدني في كلمة أن الاجتماع "يأتي لاتخاذ موقف يعبر عن الدعم الثابت لمنظمة التعاون الإسلامي لشعب فلسطين في محنته والجهود  التي بذلتها المنظمة لوقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة".
  ودعا إلى تركيز الجهود لضمان وقف  العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة وإنهاء الحصار الإسرائيلي غير القانوني للقطاع وفتح المعابر وتمكين المواطنين الفلسطينيين من العيش في مجتمع مستقر مع ضرورة العمل على  إحياء عملية السلام وتعميق حكومة الوفاق الوطني بين الفصائل الفلسطينية.
  كما طالب مدني  بالتوصل إلى قرار وموقف دولي حاسم تجاه عدم تكرار مثل هذه الاعتداءات والتجاوزات والانتهاكات الإسرائيلية وتوفير الحماية الدولية اللازمة للشعب الفلسطيني  والدفع بجهد جماعي  واتخاذ موقف داعم ومؤثر لعودة المفاوضات الخاصة بحل الدولتين في ظل مبادرة السلام العربية والإطار الذي أعلنته القيادة الفلسطينية لعودة تلك المفاوضات.

و يأتي الإجتماع في سياق جد صعب تطبعه الأزمة الإنسانية المنقطعة النظير بقطاع غزة و المخاوف التي تحيط بالمفاوضات الجارية من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.

 كما يأتي الاجتماع غداة الدورة  الطارئة للجمعية العامة الأممية التي انعقدت بمبادرة من الجزائر و دعم من بلدان حركة عدم الإنحياز و المجموعة العربية و منظمة التعاون الإسلامي و التي عرفت مشاركة 50 دولة منهم الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن .

و في ذات السياق المبادرة الجزائرية التي تداولها الجهاز الدبلوماسي عبر العالم و المتمثلة في استدعاء الجمعية العامة للأمم المتحدة لوقف العدوان على غزة سمحت بجلب الانتباه إلى مشروع لائحة أعده الأردن و فلسطين و هو الان قيد المناقشة.

و بشهادة المتتبعين  المبادرة حققت أهدافها بشكل كبير و المتمثلة أساسا في وقف العدوان الإسرائيلي و تجنيد المجتمع الدولي و السماح بدخول المساعدات الإنسانية و توفير الظروف "الأكثر ملائمة" لرفع الحصار و كذا استئناف مفاوضات السلام.

و لهذا  سيغتنم الوفد الجزائري المشارك في الإجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي الفرصة لبعث الديناميكية التي تولدت عن دورة الجمعية العامة الأممية من أجل دعوة الدول الأعضاء إلى دعم الطلبات المعبر عنها بالمناسبة من قبل المجموعة الدولية.

و تتمثل هذه الطلبات في تقديم الدعم الإنساني العاجل مع الرفع الفوري للحظر المضروب على غزة و العمل على إنهاء الاحتلال بالأراضي الفلسطينية في إطار تسوية دائمة قائمة على إقامة دولة فلسطينية مستقلة و ذات سيادة عاصمتها القدس.

المنظمة الإسلامية تأسست ردا على محاولة إسرائيل حرق المسجد الأقصى

أنشئت المنظمة في الرباط بالمملكة المغربية يوم 25 سبتمبرمن العام 1969 بعد عقد أول مؤتمر لقادة العالم الإسلامي عقب محاولة إسرائيل حرق المسجد الأقصى الشريف في 21 أوت من نفس السنة في مدينة القدس المحتلة، والتي أدانها في ذلك الوقت العالم أجمع وقد تضمن ميثاق المنظمة عند تأسيسها عهدا بالسعي بكل الوسائل السياسية والعسكرية لتحرير القدس من الاحتلال، ولكن مهمات المنظمة اتسعت بعد ذلك لتشمل متابعة قضايا العالم الإسلامي بشكل عام.

و تضم منظمة التعاون الإسلامي 57 دولة إسلامية موزعة على أربع قارات و تعد ثاني أكبر منظمة حكومية دولية بعد الأمم المتحدة،   وتعتبر الصوت الجماعي للعالم الإسلامي، كما أنها ترتبط بعلاقات مع الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات لحماية المصالح الحيوية للمسلمين، والعمل على تسوية النزاعات والصراعات التي تكون الدول الأعضاء طرفا فيها.  

و تحول اسم المنظمة من "منظمة المؤتمر الإسلامي" إلى "منظمة التعاون الإسلامي" في جوان من عام  2011 خلال الدورة الثامنة والثلاثين لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء التي عقدت في العاصمة الكزاخية أستانة.

وتسعى المنظمة بحسب ميثاقها إلى بلوغ  عدة أهداف و أبرزها حماية صورة الإسلام الحقيقية والدفاع عنها، وتشجيع الحوار بين الحضارات والأديان.

 

 

 

العالم