وزارة الفلاحة : عدم التقيد بقواعد السلامة " المحددة" أدى إلى تفشي الحمى القلاعية في 23 ولاية

أكدت وزارة الفلاحة و التنمية الريفية الاثنين أن عدم احترام المربين لقواعد السلامة المحددة من طرف الوزارة أدى إلى انتقال الحمى  القلاعية من ولاية واحدة إلى 23 ولاية في ظرف شهرين حيث عرفت العدوى انتشارا سريعا عبر ولايات الوطن  رغم الإجراءات الاستعجالية المتخذة .


  وأوضح المراقب العام للمصالح البيطرية بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية عبد المالك بوحبال أن عدم احترام المربين لقواعد السلامة المحددة من طرف وزارة الفلاحة في أوقات مبكرة وسعي العديد منهم للربح السريع أدى إلى انتشار المرض وصعوبة السيطرة عليه.

"نعرف أن المرض فيروسي وطرق تنقله عديدة لكن النسبة الأكبر تحدث عن طريق تنقل الماشية المصابة بالعدوى أو المريضة"  ويشرح بوحبال أن الإصابات المسجلة حتى  الأحد بالنسبة للولايات البعيدة عن مركز العدوى (الجلفة والشلف وغليزان وعين  الدفلى مثلا) تعود إلى التنقلات غير القانونية للمواشي والتي حدثت بعد 20 جويلية  الماضي،  مشيرا إلى أن  أعراض العدوى تستغرق مدة 15 يوما كاملة لتظهر على الحيوان المصاب.

وأكد أن عوامل انتشار المرض عديدة منها تنقل الأشخاص والمربين بين المستثمرات دون اتخاذ إجراءات التطهير ودخول الأجانب للمستثمرات وتوجيه المواشي غير المصابة للرعي في أماكن  مرت عليها مواشي مصابة بالعدوى أو مريضة ولم تظهر عليها الأعراض بعد.

وقام المربون برمي الحيوانات الميتة مباشرة في الطبيعة دون اتخاذ إجراءات صحية مما سبب الانتشار السريع للعدوى.

وتلعب شدة الرياح دورا هاما في نقل الفيروس -حسب بوحبال- سيما وأنها تنتقل عبر 3 إلى 10 كلم  من نقطة الإصابة وتصاب كل المنطقة على مدى هذه المسافة في ظرف ساعات قليلة  ويلزم البياطرة بإعلان المسافة المذكورة ضمن البؤرة المصابة.

       

  الأغنام غير مصابة بالعدوى لكنها ناقل جيد للفيروس      

ونبه بوحبال إلى دور الأغنام في نقل عدوى الحمى القلاعية  حيث قال "هذا الفيروس موجه للأبقار إلا أن الأغنام تساعد على نقله في صوفها رغم عدم إصابتها به  وهو ما يبرر غلق أسواق الأغنام أيضا".

ودعا المتحدث مربي الأغنام إلى تفادي تأسيس أسواق موازية للأغنام حرصا على حسر العدوى وحماية قطعانهم لكن " إلى حد اليوم الأغنام سليمة".

  وتقوم المصالح البيطرية بمنح أمر بعدم دخول أو خروج المواشي من المستثمرة المصابة حيث توجه الحيوانات المصابة والحيوانات المرافقة لها نحو الذبح الصحي  بالإضافة إلى منح أوامر للقيام بإجراءات التطهير المختلفة ومنها نثر الجير داخل المستثمرات وخارجها مع القيام بتلقيح الحيوانات في المستثمرات السليمة والمجاورة للمستثمرات المصابة  وأخذ عينات للتأكد من المرض والقيام بالتشخيص المخبري بالإضافة إلى تقديم طلب للولاية لمنع تنقل الماشية.

ومن جهتها تهتم مصالح وزارة الفلاحة ومصالح الأمن بتنفيذ إجراءات وقائية أخرى تتعلق بمنع نقل الماشية داخل الولاية الواحدة وبين الولايات إلا بترخيص المصالح البيطرية ومنع استيراد المنتجات الحيوانية وتكثيف المراقبة لمنع تشييد أسواق موازية.

كما كثفت المصالح ذاتها، الرقابة عبر الحدود لمنع تهريب الحيوانات المصابة بإخراجها أو إدخالها إلى الوطن  وعززت الخرجات الميدانية إلى المستثمرات للبحث عن أعراض المرض.

ويتم تلقيح البقر المتواجد حول بؤرة المرض والمناطق المجاورة لها  لتفادي انتقال العدوى  إضافة إلى إطلاق عمليات الذبح الصحي بالنسبة للأبقار المصابة والأبقار التي في محيطها رغم عدم إصابتها.

و"سمحت عمليات التلقيح من تقليل عدد الإصابات التي تعتبر غير هامة مقارنة بسرعة انتشار المرض" يؤكد نفس المصدر.                   

"الوثيقة الصحية" لنقل الماشية إجبارية   

وسيلزم المربون بعد محاصرة المرض باستخراج وثيقة "الشهادة الصحية" التي ترخص لهم نقل الماشية بين الولايات وداخل الولاية الواحدة.

وبخصوص عمليات تعويض المربين المبلغين عن المرض أفادت مصالح وزارة الفلاحة والتنمية الريفية أنه يتم في الوقت الحالي إحصاء عدد الحالات المعنية بالتعويض.

وتمر إجراءات التعويض بمراحل آلية -يضيف المصدر- بحيث يوقع المربي المبلغ عن المرض على وثيقة الذبح التي يقدمها الطبيب البيطري  وتوجه قائمة المربين المعنيين إلى مديرية المصالح البيطرية.

وتوجه المصالح البيطرية الملف إلى مديرية المصالح الفلاحية للولاية المعنية  هذه الأخيرة التي توجه الملف نحو بنك الفلاحة والتنمية الريفية "البدر"  الذي يتكفل بعملية التعويض.

وأكد المصدر نفسه أن الوزارة قدمت كل التسهيلات اللازمة لتمكين المربين من الحصول على تعويضاتهم في أقرب الآجال

8 حالات إصابة بالحمى القلاعية بولاية تيارت

تم الإعلان في وقت متأخر من ليلة أمس الأحد عن تسجيل  8 حالات إصابة مؤكدة بالحمى القلاعية بدوار "دزيرة" ببلدية "سرغين" بولاية تيارت.

و حسب رئيس المجلس الشعبي البلدي لسرغين يتعلق الأمر بالبؤرة الأولى بولاية تيارت حيث تم ذبح الأبقار المصابة بالمذبح البلدي لبلدية قصر الشلالة. 

و بخصوص أسباب تسجيل هذه الحالات أشار السيد حيدرة الطاهر إلى أن صاحب  المستثمرة التي سجلت بها حالات الإصابة كان قد اشترى بقرة من ولاية سطيف منذ حوالي 15 يوما أي 5 أيام قبل صدور قرار غلق الأسواق وضمها إلى قطيعه. 

و قامت مصالح البلدية بالتعاون مع لجنة الوقاية من الحمى القلاعية لدائرة  قصر الشلالة بعزل المنطقة و تطهير المستثمرة التي سجلت بها الحالات. كما انطلقت  حملة تطهير شاملة ستمس كل مستثمرات تربية الأبقار بالمنطقة.

الانطلاق في حملة استعجالية لتلقيح 4 ألاف رأس بقر بالجلفة

انطلقت مؤخرا بولاية الجلفة حملة استعجالية لتلقيح 4 ألاف رأس بقر لوقايتها من داء الحمى القلاعية  حسبما أفاد به الاثنين المفتش الولائي للبيطرة بن شريك مصطفى.

وأوضح المسؤول ذاته بأن هذه الحملة التي تندرج في إطار الإجراءات الاستعجالية المتخذة من طرف وزارة الفلاحة والتنمية الريفية تستهدف مستثمرات تربية رؤوس الأبقار بمحاذاة البؤر التي تم اكتشاف بها الإصابة وكذا تلك المستثمرات المتواجدة بالقرب من الولايات المجاورة التي عرفت ظهور بؤر لمرض الحمى القلاعية على غرار (المدية   المسيلة و تيارت).

وقد تم تجنيد حوالي 33 بيطري مفوض لتجسيد هذه العملية التي تهدف لحماية الثورة الحيوانية وبالخصوص رؤوس الأبقار التي مسها هذا الداء في الوقت الذي لم تسجل فيه إلى حد الآن أية حالة انتقال من الحيوانات المصابة إلى رؤوس الماشية والماعز.

وللإشارة تم التدخل منذ تفشي هذا الوباء في أربع بؤر بمناطق متفرقة من الولاية تم اكتشافها منها بؤرتين ببلدية فيض البطمة و بؤرة بالمنطقة الفلاحية "المعلبة" ببلدية المجبارة  يضاف إليهم البؤرة المكتشفة مؤخرا بمنطقة "المقسم" حيث مست عملية الذبح الصحي لرؤوس الأبقار المصابة إجمالا ب 18 رأسا وذلك في إطار منع انتشار العدوى في سبيل حماية هذه الثروة الحيوانية التي تقدر بالولاية بما يناهز 42 ألف رأس

مربو البقر تيزي وزو مدعوون إلى تطهير مزارعهم قبل تعويضهم

و دعت مديرية الفلاحة بولاية تيزي وزو المربين و الموالين الذين تضرروا من  مرض الحمى القلاعية إلى تطهير مزارعهم و هذا كشرط أساسي قبل تعويضهم.

  و أوضح مدير الفلاحة بولرياح بوسد أن الموالين الذين اكتشفت  بؤر لهذا المرض بمزارعهم ملزمون بتطهيرها في أقرب وقت وهذا للاستفادة من التعويضات التي أقرتها الوزارة داعيا إياهم إلى استخدام المبيدات المناسبة و القيام بعملية تجيير في حضور البيطري أو من خلال الاستنجاد بمكتب الصحة البلدي أو مؤسسة مختصة في المجال.

و أضاف أن ملفات التعويض التي يجب أن تشمل أمر بالذبح و رخصة للذبح صادرة عن بيطري هي قيد التحضير على مستوى القسمات الفلاحية ليتم إحالتها بعد ذلك إلى لجنة يترأسها المدير الفلاحي.

و حسب إحصائيات مديرية الفلاحة فقد سجلت الولاية إلى غاية اليوم إصابة  1295 رأس بقر بمرض الحمى القلاعية موزعة على 64 بؤرة مرض اكتشفت عبر 37 بلدية أين تم ذبح 1199 رأس و وفاة 27 حالة و 79 أخرى في انتظار ذبحها. و تحصي الولاية 110 ألف رأس يقر 47 ألف منها بقر حلوب حسب المصدر ذاته

المصدر : الإذاعة الجزائرية