بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ..الجزائر تسجل بارتياح هذا القرار وقافلة المساعدات الانسانية تعبر رفح إلى القطاع

سجّلت الجزائر بارتياح اتفاق وقف إطلاق النّار في غزّة الذي أبرم بالقاهرة بين الفلسطينيين و الإسرائيليين بعد 50 يوما من العدوان الإسرائيلي الذي خلف 2.143 شهيدا و دمر غزة التي تعاني من الحصار منذ 2006،  حسبما أفاد به بيان لوزارة الشؤون الخارجية.

و أوضح البيان أن الجزائر تسجل بارتياح اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي يضع حدا لخمسين يوما من الأعمال الإجرامية لإسرائيل التي أودت بحياة أكثر من ألفي شخص من السكان المدنيين الفلسطينيين العزل و خلفت خسائر مادية معتبرة.

و أضاف ذات المصدر أن الجزائر تدعو إلى احترام هذا الاتفاق قصد التمكن من إيصال المساعدات الإنسانية و الطبية و إعادة بناء المنشآت الحيوية لفائدة السكان المدنيين على غرار المدارس و المستشفيات.

و بعد عدة عمليات هدنة مؤقتة تكرر خرقها جاء وقف إطلاق النار الدائم باقتراح من مصر حيث جرت المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين و الإسرائيليين ووافق  عليه الطرفان.

و يبعث هذا الاتفاق و لو لفترة وجيزة  الكثير من الارتياح لدى سكان غزة الذين احتفلوا ب "النصر" عقب الإعلان عن هذه الهدنة الجديدة.

و أعلنت حركة حماس التي كانت وراء تكبد الجيش الإسرائيلي لأكبر خساراته منذ 2006 بمقتل 64 جنديا  عن "النصر" بعد هذه الحرب الثالثة في ظرف ست سنوات في غزة و التي خلفت أيضا 11.000 جريح في صفوف الفلسطينيين.

و حسب البيان فان الجزائر "تحث المجتمع الدولي على الإسراع في استنباط الدروس من الظروف الهشة التي وضع فيها الشعب الفلسطيني و إلى التجند من أجل رفع الحصار المفروض على غزة و استئناف مفاوضات السلام من أجل تحقيق التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني إلى السلم و الأمن و تمكينه من حقه في إقامة دولته المستقلة و عاصمتها القدس".

خضر الزّعنون: غزة تعاني وضعا إنسانيا كارثيا لكنها تعيش حالة صمود كبير

و يؤكد مراسل الإذاعة الجزائرية خضر الزّعنون في تصريح للقناة الإذاعية الأولى هذا الخميس  أن الحياة الطبيعية تعود تدريجيا إلى قطاع غزة رغم إحصاء 2184 شهيدا و 11ألف جريح و مئات الآلاف من المشردين بعد تدمير آلاف المساكن.

و قال الزّعنون إن الطّواقم الفنية للبلديات و المؤسسات الإغاثية و الإنسانية و شركات الكهرباء بدأت بالعمل على إحصاء الأضرار و إصلاحها.

تدمير 50 ألف منزل وتشريد نصف مليون فلسطيني

و أضاف أن الأوضاع الإنسانية في غزة صعبة جدا خاصة بعد تدمير 50 ألف منزل بشكل جزئي و كلي  و تشريد نصف مليون فلسطيني أي ما يقارب ثلثي سكان غزة، بالإضافة إلى النقص الفادح في الأدوية و المستلزمات الطبية و انقطاع التيار الكهربائي مما يعرقل سير العمليات الجراحية المستعجلة.

غير أن الغزاويّين – يقول الزعنون-   يعيشون حالة رائعة من الصمود و التحدي و تسود في غزة روح وحدة وطنية  تبعث على الأمل و تذيب كل أوجاع العدوان .

قوافل المساعدات الدولية والعربية تعبر رفح إلى غزة

أعلن برنامج الغذاء العالمي أن قافلة للمساعدات الغذائية تابعة له قد عبرت بنجاح إلى غزة أمس الأربعاء عبر معبر رفح المصري، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2007، مشيرا إلى أن القافلة تحمل مساعدات غذائية تكفى لحوالى 150 ألف شخص لمدة خمسة أيام وذلك كجزء من دفعة إجمالية قدرها 25 ألف طرد، تشمل اللحوم المعلبة والفاصوليا المعلبة والتمور والشاى"

وأضاف أنه من المتوقع أن تعبر شحنة ثانية إلى غزة خلال الأيام القليلة المقبلة، مؤكدا على الأهمية الكبيرة لهذه الخطوة لكيفية الوصول إلى قطاع غزة.

و جاء في البيان أن هناك حاجة لتمويل يبلغ حوالي 70 مليون دولار للاستجابة للاحتياجات في غزة لمدة ثلاثة أشهر.
 

كما  أعلن مسؤول مصري أن أكثر من مائتي طن من المساعدات التي أرسلتها السعودية وسلطنة عمان وتركيا وصلت أمس الأربعاء إلى قطاع غزة عبر الجانب المصري من معبر رفح.

وأوضح أن أول قافلة مساعدات دخلت القطاع تحمل 150 طنا من الأدوية والمعدات الطبية مقدمة من السعودية وأن القافلة الثانية محملة بـ45 طنا من المعدات الطبية أرسلتها الجمعية الخيرية في سلطنة عمان، كما وصلت مساعدات إنسانية من تركيا أيضا.

وفي السياق، توقعت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن يحتاج مليون شخص إضافي من سكان غزة -الذين يبلغ عددهم 1.8 مليون نسمة- إلى مساعدات غذائية هذا العام.

حصاد 50 يوما من الحرب الاسرائيلية على غزة

أحصت وزارة الصحة الفلسطينية بعد 50 يوما من العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة استشهاد 2148 فلسطينيا، بينهم 578 طفلا، و261 امرأة و102 مسنًا بالإضافة لإصابة 11100 آخرين بجروح متفاوتة معظمهم من الأطفال والنساء.

وتقول وزارة الصحة إن إسرائيل، "ارتكبت مجازر منذ بداية حربها على القطاع في 08 جويلية  الماضي، بحق أكثر من 100 عائلة فلسطينية. ودمر الجيش الإسرائيلي في غاراته المدفعية والجوية قرابة 15671 منزلا، منها 2276 دمر بشكل كلي، و 13395 بشكل جزئي، إضافة إلى عشرات آلاف المنازل المتضررة بشكل طفيف، وفق إحصائيات أولية لوزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية.

وكان أكثر الغارات الإسرائيلية عنفًا وصدمة للفلسطينيين، تحويلها لأبراج "الظافر 4" و"الباشا" و"الإيطالي" و"زعرب" السكنية خلال اليومين الماضيين، إلى مجرد ركام، وتشريد نحو 150 أسرة كانت تقطن هذه الأبراج.

ودمرت إسرائيل 190 مسجدًا، منهم 70 بشكل كلي، و 120 بشكل جزئي، وفق إحصائية أولية لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية في قطاع غزة، ،  وكان آخر المساجد التي استهدفتها الطائرات الإسرائيلية، مسجد علي بن أبي طالب، في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة، ومسجد عمر بن عبد العزيز، في بيت حانون شمالي القطاع.

ومنذ بداية الحرب استهدفت آلة الحرب الإسرائيلية قرابة الـ 143 مدرسة، منها 24 دمرت بشكل كامل، وفق إحصائيات لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية.

وتسبب الحرب الإسرائيلية بتشريد الآلاف من الأسر الفلسطينية، وتحويل مدارس القطاع إلى مراكز إيواء.

ووفقًا لمؤسسات حقوقية في قطاع غزة، فإن عدد نازحي القطاع يصل إلى نصف مليون شخص، منهم أكثر من 200 ألف يتخذون من مدارس الحكومة و أونروا ملجأ للإيواء.

 تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار بين فلسطين و اسرائيل

يتضمن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بالقاهرة بين الجانبين الفلسطيني و الإسرائيلي، التزام الجانبين وقف إطلاق النار و كذا فتح المعابر والسّماح بإدخال المساعدات بما يحقق متطلبات إعادة الإعمار في غزة، والاتفاق على زيادة مساحة الصيد على سواحل القطاع إلى6 أميال بحرية.

ومن المقرر عودة الطرفين إلى طاولة التفاوض بعد شهر من تاريخه لمناقشة القضايا المعقدة الأخرى، مثل مطلب الفلسطينيين ببناء مطار، وميناء بحري في غزة، بحسب بنود الاتفاق.

المصدر:موقع الإذاعة الجزائرية

العالم, الشرق الأوسط