بعد 21 سنة من إتفاق اوسلو...الفلسطنيون بين وهم الدولة وحقيقة تصاعد الاستيطان الاسرائيلي في أراضي السلطة..

صادفت بداية هذا الأسبوع الذكرى الـ21 لتوقيع اتفاقية اوسلو المعروفة رسميا بإسم "إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الإنتقالي"  والتي أثارت جدلاً واسعا منذ اليوم الأول لتوقيعها وحتى يومنا هذا.

و كثيرون هم الذين يرون بأن اسرائيل أبقت بنود إتفاقية اوسلو حبر على ورق ،فهي لم تأت بالجديد لحل الصراع القائم بين الجانب الفلسطيني و الإحتلال الإسرائيلي الذي تظاهر بأنه متحمس لحله، لكن في واقع الأمر كل سياساته كانت تتسم بالعنف و كانت تؤكد بأنه يفضل لغة العنف و آخر لغة يفكر فيها السلام.

و تعد إتفاقية أوسلو التي تم توقيعها في 13 سبتمبر من عام 1993 أول إتفاقية رسمية مباشرة بين إسرائيل الممثلة آنذاك بوزير خارجيتها شمعون بيريز و منظمة التحرير الفلسطينية الممثلة بأمين سر اللجنة التنفيذية محمود عباس.

و يعتبر اتفاق أوسلو منعطفا مهما في مسار القضية الفلسطينية فقد رتب لإقامة سلطة وطنية فلسطينية في الضفة الغربية وغزة.

و للتذكيرعن الجانب الفلسطيني وقع الإتفاق ياسر عرفات أما عن الجانب الإسرائيلي وقعه إسحاق رابين و كان ذلك بحضور الرئيس الأمريكي بيل كلينتون و مكان التوقيع كان البيت الأبيض الأمريكي.

وسمي الاتفاق نسبة إلى مدينة أوسلو النرويجية التي جرت فيها المحادثات السرّية التي تمت في عام 1991  .

و بعد مرور 21 سنة من هذه الإتفاقية يجمع محللون فلسطينيون  على ان اتفاقية "اوسلو" انتهت بعد تنصل الجانب الاسرائيلي منها ، في وقت طبقت السلطة الفلسطينية الاتفاق كاملاً والتزمت به.

 

و يعتقد المتتبعون للشأن الفلسطيني ان اتفاق أوسلو لم يعد قائما وما تبقى منه ما هو الا شكل السلطة الفلسطينية كمحتوى أما المضمون فقد أفرغته اسرائيل من كل مضامينه باستمرار التوسع الاستيطاني وغيره من الانتهاكات اليومية للاراضي الفلسطينية.

و كان من المفروض أن يكون الاتفاق حل مرحلي يؤدي في نهاية الأمر للتفاوض على قضايا الحل النهائي واقامة دولة فلسطينية،لكن ما حدث هو العكس "فقد تبخرت المكتسبات التي تحققت في السنوات الماضية كالمطار والميناء والممر الآمن بين غزة والضفة".

ويعتقد محللون فلسطينيون ان العودة للمفاوضات الثنائية أمر غير مجدي في ظل التعنت الاسرائيلي على مدار الـ21 عاما الماضية.

 و هناك إجماع على أن اتفاق اوسلو جاء في ظروف دولية واقليمية صعبة جدا كانت تمر بها منظمة التحرير الفلسطينية بعد حرب الخليج ،و القيادة الفلسطينية كانت ترى انه من الممكن نقل الصراع من الخارج الى الداخل وهذا الذى حصل.

لكن اتفاق اوسلو كان كله ثغرات لان أصعب كلمة في الاتفاق كانت (على ان يتم الاتفاق عليه) و كان أمر خطير حدث بالاتفاق لانه لم يحسم الأمورلأن كل فقرة بالاتفاق كانت هذه الجملة مرفقة فيها وهذا ما جعل اسرائيل وهي الطرف الأقوى بالتنصل من الاتفاق .

اسرائيل تملصت من التزاماتها التى كانت قائمة عليها بأن تنسحب من المناطق المتفق عليها كل 6 أشهر اي بمعدل 18 شهراً لكنها راوغت كثيراً ولكن عندما تم الضغط عليها اضطرت إلى ان تعطي السلطة الفلسطينية مناطق في جنين وبيت لحم.

 إتفاق اوسلو منح الفلسطينيون السلطة على السكان لا على الأرض

يرى محللون فلسطينيون أن اتفاق أوسلو أعطى الفلسطينيين المسؤولية على السكان وسلب منهم الأرض.و ذهب كثير منهم إلى المطالبة في الوقت الحالي بالتوجه الى الامم المتحدة لتحديد سقف زمني للانسحاب من الاراضي المحتلة، ولكن ان لم يحصل هذا فإن الخيار سيكون حل السلطة الفلسطينية واعطاء الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية على السكان و بذلك ستتحول المنطقة لجنوب إفريقيا وستشكل دولة ثنائية القومية رغماً عن أنف الاحتلال.

و يكاد اليوم يجمع الفلسطينيون على إنهيار و فشل إتفاق أوسلو الذي تنصلت منه إسرائيل و ظلت السلطة الفلسطينية وحدها ملتزمة به. 

و يعتقد الفلسطينيون بعد 21 سنة على توقيع الإتفاق بأنهم يقفون على مسافة أبعد من تحقيق الهدف و هو إقامة دولتهم المستقلة من المسافة التي كانوا يبعدون عنها قبل الإتفاق.

و دليلهم على ذلك سياسة الإحتلال بعد أوسلو، والتي تمثلت في توسيع الإستيطان و أبعدتهم أكثر و أكثر عن تحقيق حلم إقامة الدولة.

فإسرائيل سعت جاهدة لفرض سياسة الأمر الواقع من خلال إنتقائها لبعض بنود الإتفاقية  و تهميشها لأخرى لهذا كان على القيادة الفلسطينية رفض سياستها و عدم السماح لها بتجاوز فترة 5 سنوات التي نصت عليها الاتفاقية الانتقالية.

 

 

 

العالم, الشرق الأوسط