اعتبر الإعلاميون المشاركون في برنامج زوايا الأحداث للقناة الأولى الذي بث هذه المرة من مدينة العقبة بالأردن التي إحتضنت مؤتمر الإعلاميات العربيات، اعتبروا أن الإعلام العربي اليوم أضحى معظمه طرفا في النزاعات التي تشهدها بعض الدول العربية و لم يكن آداؤه بحجم التحديات التي تعيشها المنطقة.
فرئيس قسم العلاقات العامة بكلية الإعلام بجامعة القاهرة الدكتور سامي الطايع يرى بأن الساحة الإعلامية في العالم العربي باتت تعيش حالة من الفوضى و "الانفلات الإعلامي" غير المسبوقة و ذهبت البعض من وسائل الإعلام العربية بمختلف أنواعها سواء كانت السمعية أو المرئية إلى درجة تغذية الصراعات التي أصبحت تنخر جسم البلاد العربية،و يعتقد سامي الطايع أن المال السياسي هو المتحكم الأساسي في المادة الإعلامية التي تقدمها مختلف تلك القنوات.
وأضاف ذات المتحدث أنه لم تعد نرى اليوم إعلاميا محايدا و موضوعيا و و ظيفة الصحفي باتت مهنة من لا مهنة له لهذا صرنا نحتاج إلى وقفة لتقييم و تقويم الذات.و إستشهد الإعلامي سامي بالمشهد الإعلامي بمصر و وصفه بالمأساة و قال أن معظم قنواته تعيش فوضى غير مسبوقة.
أما رئيسة مركز الإعلاميات العربيات محاسن الإمام فوصفت هذا المشهد بالتسيب و البعيد كل البعد عن أخلاق العمل الإعلامي،وتعتقد أن المصداقية الإعلامية ضاعت بنسبة كبيرة في العالم العربي.
من جهتها الإعلامية الفلسطينية ختام حاولت تشريح المادة الإعلامية التي تتسابق مختلف القنوات العربية على تقديمها و خلصت إلى أن ما يحدث هو نتيجة حالة التوهان التي يعيشها الخطاب السياسي العربي و الذي أدى إلى توهان الخطاب الإعلامي.و تؤكد ختام على عدم إلتزام معظم الإعلاميين العرب بقواعد المهنة و التي تقوم أساسا على المصداقية و المهنية.
أما الباحثة في الإعلام بجامعة الجزائر الدكتورة سهيلة الشاوي ترى بأن العالم العربي له كفاءات جيدة بإمكانها أن تقدم إعلام ناجح و هادف لكن المشكل يكمن في الأجندات الموجودة هنا و هناك.
و فيما يتعلق بالتغطية الإعلامية العربية للعدوان الإسرائيلي الأخير على فلسطين فاتفق المشاركون في برنامج زوايا الأحداث على أن معظمها لم تخدم القضية الفلسطينية و حاولت إختزال تغطيتها في قطاع غزة لا القضية.
و فيما يخص الحلول التي إقترحها الإعلاميون العرب فركزت على ضرورة توحيد الخطاب الإعلامي العربي و الإلتزام بالمبادئ الأساسية للعمل الصحفي التي يعرفها الجميع لكن يصر بعظمهم على تجاهلها.