غليان شعبي بمدينة الداخلة المحتلة ضد المغرب إثر وفاة المعتقل الصحراوي حسنة الوالي

تشهد مدينة الداخلة المحتلة حالة من الغليان الشعبي والاحتجاج السلمي اثر الإعلان عن وفاة المعتقل السياسي الصحراوي وعضو المنظمة الصحراوية لمناهضة التعذيب حسنة الوالي أول أمس الأحد  بالمستشفى العسكري للمدينة جراء الإهمال الطبي وتدهور حالته الصحية حسب ما أفادت به وكالة الأنباء الصحراوية .

وأوضح المصدر ذاته أن مسيرات ومظاهرات سلمية انتظمت في مختلف شوارع مدينة الداخلة للتنديد بهذه الجريمة التي تضاف إلى سجل النظام المغربي في جرائمه المستمرة في حق الصحراويين والمطالبة بفتح تحقيق شفاف حول الإهمال الذي تعرض له الفقيد وأدى إلى وفاته .

هذا واستعانت قوات الاحتلال المغربية  بالجيش وأطلقت القنابل المسيلة للدموع في محاولة لتفريق المتظاهرين ما أدى لوقوع 16 إصابة على الأقل .

ولا تزال المدينة تشهد حصارا عسكريا خانقا ، من طرف قوات الجيش المغريي كما شوهد دخول تعزيزات عسكرية للمدينة تقدر بحوالي عشرين شاحنة عسكرية وسيارات أخرى تابعة لقوات التدخل السريع ولمخازنية.

 جبهة البوليساريو تستنكر "الاغتيال المتعمد" للناشط الصحراوي حسنة الوالي
  من جهتها  أدانت جبهة البوليساريو "الاغتيال المتعمد" للمعتقل السياسي الصحراوي " حسنة الوالي" الذي وصفته ب"العمل الجبان الذي يرقى إلى مصاف
الجرائم المقصودة".

و نقلت البرقية بيانا لرئاسة الجمهورية الصحراوية جاء فيه أن "الشهيد حسنة الوالي راح  ضحية عمل جبان يرقى إلى مصاف الجريمة العمد والتصفية عن سبق الإصرار" مستندة في ذلك إلى "المعطيات الجلية والحالة الصحية المعروفة للضحية  نتيجة ما تعرض له من تعذيب وتنكيل وما خاضه من إضرابات عن الطعام إزاء رفض سلطات الاحتلال المغربي في الاستجابة لمطالبه المشروعة".

وأوضح البيان في هذا السياق بأن المعتقل السياسي الصحراوي حسنة الوالي استشهد ليلة أول أمس بمدينة الداخلة المحتلة "إثر تعرضه لإهمال مقصود من طرف سلطات دولة الاحتلال المغربي التي قررت الإبقاء عليه في مستشفيات هذه المدينة المحتلة و لم تراع وضعه الصحي المتأزم الذي يستدعي نقله بصفة عاجلة إلى مستشفى يتوفر على الإمكانيات اللازمة".
وذكرت رئاسة الجمهورية الصحراوية الأمم المتحدة بمسؤوليتها تجاه الصحراء الغربية المحتلة كبلد لم يتمتع بعد بحقه في تقرير المصير   محذرة إياها من "التبعات
والمخاطر الناجمة عن سياسات الاحتلال المغربي وممارساته القمعية".
  كما دعت هذه المنظمة إلى "اتخاذ خطوات عاجلة لضمان أمن وسلامة المواطنين الصحراويين العزل وإيجاد آلية أممية لحماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية ومراقبتها
والتقرير عنها".
 وكانت رئاسة الجمهورية الصحراوية قد أقرت حدادا وطنيا اليوم الثلاثاء على روح الفقيد عبر كامل تراب الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ومخيمات اللاجئين الصحراويين ينكس فيه العلم الوطني في كل المؤسسات الوطنية وسفارات الجمهورية وبعثاتها ومكاتب الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب في الخارج.
 كما قررت أيضا الوقوف دقيقة صمت  في تمام منتصف النهار.  

وفي تصريح للقناة الإذاعية الأولى أكد رئيس جمعية أولياء المعتقلين و المفقودين  الصحراويين عبد السلام  عمر أن المناضل الراحل كان قد  دخل في حالة غيبوبة منذ خمسة أيام، حيت تم نقله من مستشفى الحسن الثاني بالعيون المحتلة بعد مرض ألم به في المستشفى أين قضي عدة أيام وهو يكافح الألم مع رفض إدارة السجن نقله لتلقي العلاج، وبعد ضغط رفاقه المعتقلين السياسيين الصحراويين تم نقله إلي مستشفى الحسن الثاني حيث تعاملت معه إدارة المستشفي باللامبالاة . لينقل المرحوم بعد ذلك إلي المستشفى العسكري بالداخلة المحتلة أين كان يرقد في حالة غيبوبة شاملة حيث كان يعيش عبر التنفس الاصطناعي ويعاني من ظروف دقيقة جدا.

وفي سياق متصل أدان المتحدث ذاته بشدة تعنت المغرب و مواصلته انتهاك حقوق الإنسان الصحراوي و هو ما أدى إلى وفاة الناشط الراحل حسنة الوالي و ثمانية آخرين قبله.

للإشارة كان الفقيد قد ذهب إلى المستشفى عدة مرات بسبب كسر على مستوى اليد بسبب التعذيب الذي تعرض له أثناء اعتقاله سنة 2012 ،كما خاض مع رفاقه معركة الإضراب عن الطعام 23 يوما بسجن لكحل بالعيون المحتلة.

وكان المرحوم حسنة الوالي يقضي فترة عقوبته التي تصل إلى 3 سنوات بسبب مواقفه السياسية بعد أن تم اعتقاله في انتفاضة الداخلة سنة 2011 ، حيث قام الأمن المغربي بالهجوم على وقفات احتجاجية نظمها صحراويون يطالبون بتقرير المصير والحق في العمل والاستفادة من حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية.

المصدر:الإذاعة الجزائرية

 

العالم, افريقيا