الجزائر تقرر تقديم مساعدة مالية إضافية بقيمة 25 مليون دولار لدعم جهود إعمار قطاع غزة

أعلن وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، هذا  الاحد بالقاهرة عن دفعة مساعدات مالية جزائرية إضافية بقيمة 25 مليون دولار لدعم جهود إعادة إعمار غزة.

وقال لعمامرة في كلمة امام المؤتمر الدولي حول فلسطين "اعادة اعمار غزة  " المنعقد بالقاهر "انه التزاما بموقف الجزائر المبدئي الداعم للشعب الفلسطيني  وإيمانها منها بواجب التضامن مع الاشقاء الفلسطينيين  تؤكد الجزائر مجددا دعمها لجهود إعمار قطاع غزة من خلال تقديم مساعدة مالية إضافة بقيمة 25 مليون دولار  أقرها رئيس الجمهورية السيد عبد العزبز بوتفليقة ليصبح بذلك إجمالي المساعدات المقدمة من الجزائر إلى الفلسطينيين منذ العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة حوالي 61.4 مليون دولار".

وأوضح رئيس الدبلوماسية الجزائرية " إن رسوخ التضامن مع قضايا التحرر المتجذرة في عمق الضمير الجماعي للشعب الجزائري  جعل مختلف شرائح المجتمع تهب منذ اللحظة الاولى للعدوان  لنصرة الأشقاء في غزة والمساهمة في جهود تخفيف معاناتهم  حيث أخذت المساعدات العاجلة تتهافت على القطاع تعبيرا عن التضامن العميق للشعب الجزائري مع الاشقاء في فلسطين و على رأسها القرار الصادر عن رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة  بتاريخ 11 أوت الماضي  بتقديم مساعدة مالية عاجلة للشعب لفلسطيني بقيمة 26.4 مليون دولار  وهو المبلغ الذي تم فعلا تسديده من خلال جامعة الدول العربية".

وأضاف " ان قافلات المساعدات الإنسانية من مواد و تجهيزات ومعدات طبية توالت إلى غزة نهاية الشهر الماضي  ضمت أكثر من 75 طنا بقيمة ما يقارب 10 ملايين دولار ليكون بذلك مجموع المساعدات المقدمة يقدر ب 36.4 مليون دولار".

و لفت لعمامرة الى انه ينتظر خلال الأيام القليلة القادمة " وصول قوافل أخرى من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بقيمة 12 مليون دولار  تقدمها جمعيات جزائرية خيرية  فضلا عن توافد بعثات طبية من مختلف التخصصات الدقيقة آخرها دخلت أمس إلى القطاع  عبر معبر رفح  لإجراء العديد من العمليات الجراحية في المستشفى الجزائري التخصصي في قطاع غزة".

وشدد الوزير في كلمته على " أن هذا الاهتمام الدولي بإعادة إعمار قطاع غزة والإغاثة الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة  لا يجب أن يحجب عن الانظار الانسداد الخطير الذي يعرفه مسار السلام"   الأمر الذي يدفع للتأكيد مجددا - كما تابع - " على موقف الجزائر الثابت الذي يعتبر أن الحل النهائي والوحيد لمعاناة الشعب الفلسطيني يكمن في تحمل المجتمع الدولي لمسؤوليته التاريخية والسياسية والقانونية والأخلاقية  لفرض حل نهائي وعادل و شامل  يمكن الشعب الفلسطيني من استرجاع حقوقه المشروعة في بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة". 

ويذكر أن  أشغال المؤتمر الدولي لإعادة إعمار قطاع غزة بدأت اليوم باستضافة مشتركة مصرية - نرويجية وبحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومشاركة منظمات دولية وإقليمية ووفود 50 دولة من بينها الجزائر التي يرأس وفدها وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة.

وافتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المؤتمر بكلمة ترحيبية بالمشاركين في هذا المؤتمر الذي ستشهد جلسته الافتتاحية إلقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس كلمة يستعرض فيها رؤيته للوضع وسبل الخروج من الأزمة وإحلال السلام في المنطقة تليها كلمات مضيفي المؤتمر مصر- النرويج ثم كلمات الرؤساء المشتركين والمتحدثين الرئيسيين في المؤتمر تحت عنوان "تحديد التحيات" وهم الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون والممثلة السامية للاتحاد الأوروبي للشؤون السياسية والأمينة كاترين اشتون وجون كيري وزير الخارجية الأمريكي والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي فضلا عن وزراء خارجية فرنسا وايطاليا والأردن واليابان ورئيس اللجنة الرباعية توني بلير.

 وكانت جامعة الدول العربية على لسان أمينها العام لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة محمد صبيح قد طالبت بوجود ضمانات دولية بعدم تكرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وضرورة ألا تضع إسرائيل العراقيل أمام دخول المواد الخاصة بإعادة إعمار غزة كما فعلت في السابق بعد مؤتمر شرم الشيخ.

هذا وأكد رئيس لجنة فك الحصار على قطاع غزة جمال الخضري، في اتصال للقناة الأولى، أن الغزاويين ينتظرون الكثير من اجتماع اليوم ويطالبون بإعادة فورية للاعمار كون أن  الخسائر تزيد عن أربعة ملايير دولار.

كما أشاد رئيس لجنة فك الحصار بدور الجزائر التضامني وأكد أنه ينتظر الكثير من الجزائر في قضية الإعمار.

وحسب مراسل الاذاعة الوطنية من غزة، خضر الزعنون، فانه من المقرر أن يلقي الرئيس الفلسطيني كلمة أمام المؤتمر يتناول فيها رؤيته حول التطورات الأخيرة بالنسبة للقضية الفلسطينية.

ومن جهته سيستعرض رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله أمام المؤتمر تقرير الحكومة لفلسطينية حول الخطة الوطنية للإنعاش المبكر وإعادة الإعمار في غزة والذي يتضمن واقع الحال في القطاع بعد العدوان الإسرائيلي الأخير الذي دام سبعة أسابيع  والذي خلف تدميرا كليا للبنية التحتية في القطاع فضلا عن خسائر بشرية تقدر بآلاف القتلى والمصابين وهي ما سيكون التعافي منه الأمر الأكثر صعوبة. 

كما يتمضن التقرير مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في إنهاء الحصار فورا على غزة و بشكل تام  وضمان عدم تعرض الشعب الفلسطينية إطلاقا للعدوان.

وتقدر تكلفة إعادة إعمار ما دمره العدوان العسكري الأخير الذي شنته إسرائيل على القطاع  واستمر 51 يوما  نحو 5ر7 مليار دولار أمريكي  وفقا لتصريح سابق للرئيس الفلسطيني محمود عباس.

المصدر: الإذاعة الجزائرية

العالم, الشرق الأوسط