السويد تعترف بدولة فلسطين وعباس يصف القرار بالتاريخي

أعلنت وزيرة الخارجية السويدية ان حكومة بلادها اعترفت بمرسوم اليوم الخميس بدولة فلسطين لتصبح بذلك اول بلد غربي عضو في الاتحاد الاوروبي يتخذ قرارا من هذا النوع.

وقالت مارغو فالستروم في مقال نشرته صحيفة داغينز نيهيتر ان "الحكومة تتخذ اليوم قرار الاعتراف بدولة فلسطين.انها خطوة مهمة تؤكد حق الفلسطينيين في تقريرالمصير".

و أضافت " أن الحكومة تعتبر أن معايير القانون الدولي لاعتراف بدولة فلسطين قد استوفيت ولو بدون ترسيم حدود  شعب وحكومة نأمل في ان يدل ذلك الآخرين إلى الطريق".

وبحسب السلطة الفلسطينية فان  134 دولة اعترفت بدولة فلسطين بينها سبع دول أعضاء في الاتحاد الاوروبي (اعترفت بها قبل دخولها الى الاتحاد الاوروبي وهي الجمهورية التشيكية  والمجر  وبولندا  وبلغاريا  ورومانيا  ومالطا وقبرص).

وفي أول رد فعل فلسطيني على الخطوة السويدية، رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس, اليوم الخميس بقرار السويد "التاريخي" الخاص بالاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة.

و قال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" ان قرار السويد "ينسجم مع القانون الدولي, خاصة بعد اعتراف الجمعية العامة للأمم المتحدة بدولة فلسطين عضوا مراقبا في الأمم المتحدة" في نوفمبر عام 2012. 

و اعتبر أبو ردينة أن القرار السويدي "يعتبر رسالة لإسرائيل وردا على ممارساتها واستمرار احتلالها للأرض" مطالبا دول العالم بأن تحذو حذو السويد "بما يساهم بإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس المحتلة". 

و كانت وزيرة الخارجية السويدية مارغو فالستروم أعلنت أن حكومة بلادها اعترفت بمرسوم اليوم بدولة فلسطين, لتصبح بذلك أول بلد غربي عضو في الاتحاد الأوروبي يتخذ قرارا من هذا النوع. 

و سبق أن أعلن رئيس وزراء السويد ستيفان لوفين مطلع الشهر الجاري, في خطابه الأول بعد المصادقة على تشكيل حكومته الائتلافية, أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين ثنائيا "وفق مبدأ حل الدولتين".

ترحيب عربي ودولي بالقرار السويدي   

وأثار هذا القرار السويدي ردود فعل مرحبة به "كخطوة هامة" مثلما وصفه رئيس البرلمان العربي أحمد بن محمد الجروان الذي طالب جميع شعوب وحكومات دول العالم الحر أن تحذو حذو الحكومة السويدية لتمكين الشعب الفلسطيني من حماية حقوقه.

و توجه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بالتحية والشكر لحكومة السويد على هذا القرار الذي كما قال "يمثل اعترافا بالحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وخاصة أنه لا يجوز ونحن في مطلع الألفية الثالثة أن يبقى هناك شعب محروم يعاني من العنصرية والاضطهاد والاستيطان مع وجود آلاف المعتقلين". 

وبدورها رحبت مصر بالقرار معتبرة أنه "يعكس احترام السويد لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة". 

وأشاد البرلمان العربي بقرار الحكومة السويدية الإعتراف بدولة فلسطين بإعتباره خطوة هامة نحو تمكين وتأكيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره .

وقال رئيس البرلمان العربي احمد الجروان في بيان أصدره اليوم الخميس أنه يأمل أن يكون قرار الحكومة السويدية هذا  بداية لسلسلة من القرارات التي تصدر عن باقي الدول الأوروبية للإعتراف بالدولة الفلسطينية  مؤكدا دعم وتقدير البرلمان العربي لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وإنهاء الإحتلال.

وطالب جميع شعوب وحكومات دول العالم الحر أن تحذو حذو الحكومة السويدية لتمكين الشعب الفلسطيني من حماية حقوقه المشروعة  والصغط من اجل تجميد الإستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة واحترام حرمة المسجد الأقصى وباقي المقدسات الإسلامية والمسيحية.

وجددت الصين دعما للشعب الفلسطيني في "مطالبه العادلة وحقه المشروع في إقامة دولة مستقلة" مؤكدة أنها "ستواصل العمل مع المجتمع الدولي للعب دور إيجابي وبناء للدفع بعملية السلام في الشرق الأوسط".

 وفي إطار الحراك الدبلوماسي الدولي للضغط من أجل تحقيق تقدم في مفاوضات السلام بين الفلسطينيين و الإسرائيليين  ألمحت فرنسا يوم الإثنين إلى إمكانية حذو المثال السويدي حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال "من الملح تحقيق تقدم في حل الدولتين والتوصل إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة تحيا في سلام وأمن" مشيرا إلى أنه "سيتعين في وقت ما الاعتراف بالدولة الفلسطينية".

وردد نادال ما قاله وزير الخارجية لوران فابيوس في كلمته أمام السفراء الفرنسيين في نهاية أغسطس الماضي عندما اعتبر أن "المجتمع الدولي يجب ان يفرض" تسوية سياسية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني".

و في لندن  وافق مجلس العموم البريطاني في 13 أكتوبر الجاري على الاعتراف بفلسطين كدولة حيث وصوت المشرعون البريطانيون بأغلبية 274 صوتا مقابل 12 على اقتراح "غير ملزم" ينص على أن "المجلس يرى أن الحكومة يجب ان تعترف بدولة فلسطين كإسهام في تأمين حل على أساس دولتين من خلال التفاوض".

أما واشنطن فاعتبرت أن أي اعتراف بالدولة الفلسطينية "أمر سابق لأوانه".

وكانت الجمعية العامة لمنظمة الامم المتحدة قد وافقت في 29 نوفمبر 2012 على منح لفسطين صفة "دولة غير عضو" في المنظمة بناءا على مقترح فلسطيني صوتت لصالحه 138 دولة و عارضته 9 دول وعليه مارست دولة فلسطين حقها في التصويت لأول مرة بموجب صلاحياتها الجديدة في 18 نوفمبر 2013 بالتصويت على أحد قضاء محكمة الجزاء الدولية الخاصة بيوغوسلافيا سابقا.

وتتيح صفة "دولة غير عضو في الامم المتحدة" لفلسطين إمكانية الانضمام إلى منضمات دولية على غرار المحكمة الجنائية الدولية.

 

العالم, الشرق الأوسط