الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يتحادث مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان

تحادث رئيس الجمهورية  عبد العزيز بوتفليقة هذا الأربعاء بالجزائر العاصمة مع نظيره التركي  رجب طيب أردوغان الذي يقوم بزيارة رسمية إلى الجزائر.


و جرى اللقاء بحضور رئيس مجلس الأمة  عبد القادر بن صالح و الوزير الأول عبد المالك سلال و نائب وزير الدفاع الوطني  رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي  الفريق أحمد قايد صالح ووزير الشؤون الخارجية  رمطان لعمامرة ووزير الطاقة  يوسف يوسفي ووزير الصناعة و المناجم  عبد السلام بوشوارب.

وتم التوقيع على اتفاقية تقضي بتمديد تزويد الجزائر لتركيا  بالغاز الطبيعي المميع  لعشر سنوات إضافية مع مضاعفة الكميات بنسبة 50 بالمائة مثلما أوضحه وزير الطاقة يوسف يوسفي الذي أكد أن الناقلات الجزائرية هي التي تتكفل بنقل شحنات الغاز إلى تركيا ، معربا عن أمله في الاستفادة من التجربة التركية في مجال الطاقات المتجددة .

من جانبه أوضح الوزير التركي تانر يلدز ، أن اتفاقية الجزائر تركيا لتزويد الغاز المسال تعود إلى عشرين سنة ، معربا عن أمله في أن تتعدى العلاقات الإقتضادية بين البلدين إلى المجالات الأخرى خارج قطاع المحروقات.

قبل ذلك اٌستقبل الوزير الأول عبد المالك سلال من قبل رئيس جمهورية تركيا. وقد جرت المحادثات على انفراد.

وقد شرع رئيس جمهورية تركيا، رجب طيب أردوغان، هذا الأربعاء في زيارة رسمية إلى الجزائر تدوم يومين بدعوة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.

وكان في استقبال السيد أردوغان بمطار هواري بومدين الدولي رئيس مجلس الامة عبد القادر بن صالح والوزير الأول عبد المالك سلال وكذا وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة والفريق أحمد قايد صالح, نائب وزير الدفاع الوطني, رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بالاضافة الى عدد من أعضاء الحكومة وممثلين عن السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر.

وتعتبر هذه الزيارة الرسمية الأولى من نوعها في إطار ثنائي للسيد أردوغان إلى الخارج منذ توليه منصب رئيس جمهورية تركيا.

وتندرج هذه الزيارة في إطار التعزيز المستمر للعلاقات بين البلدين اللذين تربطهما معاهدة صداقة و تعاون تم التوقيع عليها في 2006.

هذا و سيتم في إطار هذه الزيارة تنظيم منتدى رجال أعمال الجزائر و تركيا بحضور الرئيس أردوغان و الوزير الأول عبد المالك سلال.

اردوغان يترحم على شهداء الثورة التحريرية

 ترحم رئيس الجمهورية التركية بمقام الشهيد بالجزائر العاصمة على أرواح شهداء الثورة التحريرية المجيدة بمناسبة زيارته للجزائر.

وبعد أن استعرض تشكيلة من الحرس الجمهوري أدت له التحية الشرفية وضع  الرئيس التركي إكليلا من الزهور أمام النصب التذكاري وقرأ فاتحة الكتاب ترحما على أرواح شهداء الثورة التحريرية.

وجرت وقفة الترحم بحضور رئيس مجلس الامة عبد القادر بن صالح و اعضاء الوفد التركي.

تطلعات في الافق لتحقيق حجم تبادل تجاري بين البلدين يفوق 10 ملايير دولار

هذا وعرفت الشراكة الجزائرية والتركية في السنوات الأخيرة منحا تصاعديا وينتظر أن تتعزز أكثر خلال هذه الزيارة بالنظر إلى وزن الوفد الوزاري ورجال الأعمال المرافقين لأردوغان خلال هذه الزيارة .

وفي هذا الجانب يرى الخبير الاقتصادي عبد الحق لعميري أن مؤشرات المبادلات التجارية بين الجزائر وتركيا توحي بأن هذين الشريكين المحوريين لم يرميا بعد بكل ثقلهما في استغلال كافة فرص التعاون والاستثمار في كلا البلدين.

فالجزائر التي تعتبر تركيا ثالث أكبر شريك تجاري لها خارج أوروبا -يضيف المتحدث ذاته- وتركيا التي تعتبر بدورها الجزائر الشريك الإفريقي الأول لا يتبادلان تجاريا سوى 5 ملايير دولار سنويا أو ما يفوق ذلك بقليل ،فيما إمكانيات تحقيق حجم تبادل تجاري يفوق 10 ملايير دولار متاحة وبشكل كبير .

وأوضح عبد الحق لعميري انه في الواقع الجزائر تصدر لتركيا 90 بالمائة من الاحتياجات التركية للغاز والجزائر تستورد ما قيمته أكثر من 2 مليار دولار من قطاع الغيار وآلات كهرومنزلية وأكثر من  120 ألف سائح جزائري يقومون بزيارة تركيا سنويا .

 من جهته اعتبر رئيس الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة محمد العيد بن عمر أن النمو الاقتصادي المضطرد لتركيا وامتلاكها لأدوات النمو الحقيقية يجعل منها شريكا يشجع الجزائر على فتح آفاق أوسع للتعاون الاقتصادي .

وترتكز الاستثمارات التركية الآن في الجزائر على مجالات البناء والسكن والعمران وكذا الصناعة و النسيج والخدمات وينتظر تقويتها مستقبلا بتعزيز التعاون الاقتصادي بين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لكلا البلدين.

مصالح سياسية مشتركة تجمع بين الجزائر وتركيا

 وفي الشق السياسي العلاقات بين البلدين تربطهما التوازنات الجيو الاستراتيجية المبنية على المصالح المشتركة فالعلاقات السياسية الجزائرية التركية يغذيها الاقتصاد وتربطها شرايين الاتفاقيات تحاول أن تقف عند إشكالات التطور في الاتجاه الذي يجعل مناطق الظل تتقلص.

فتركيا تنظر إلى الجزائر كبوابة جديدة لإفريقيا لاعتبارين الأول هو تنامي دور الديبلوماسية الجزائرية التي تكاد تنهي الأزمة في مالي وتعمل على تقريب بين الخصوم في ليبيا .

وأنقرة تعي أن الجزائر تتمسك على الدوام بمبادئها القائمة على عدم التدخل في الشأن الداخلي للدول فيما تحاول تركيا التطلع إلى أداء سياسي جديد تمليه مرحلة ما بعد موجة الحراك في العالم العربي يبقى أن انقرة والجزائر تحاولان مثلما يبدو من خلال تقارير سياسية تحقيق مصالح متقاطعة منها دعم تركيا لمساعي الجزائر  إلى الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية والاستفادة من الطفرة الاقتصادية في تركيا .

ويشير أكثر من تحليل سياسي إلى أن مصلحة البلدين تكمن في تعزيز معاهدات واتفاقيات الصداقة والتعاون والتشاور المبرمة سنتي 2006 و 2008 ومن إعادة صياغة أرضية جديدة للانطلاق نحو أداءات سياسية أكثر تطابقا.

وبين الشق الإقتصادي والشق السياسي يؤكد المحل والخبير التلاكي محمد عبد الله غل ، أن الرئيس بوتفليقة والرئيس أردوغان ، يدركان أهمية  ترجمة علاقات الأخوة  التاريخية سياسيا واقتصاديا مستقبلا، سيما في ظل التحديات التي يواجهها البلدان وفق رؤية مشتركة ، مضيفا أن الزيارة تعطي بدفع الى الأمام على مستوى العلاقات الإقتصادية سيما في مجال الطاقة و إمكانية مشاركة الشركات التركية في مشاريع البنى التحية الجزائرية الكبرى.

 

المصدر:الإذاعة الجزائرية

الجزائر, سياسة