سلال يدعو المستثمرين الأتراك للمساهمة في المشروع الجزائري للتجديد الاقتصادي و الإجتماعي

 دعا الوزير الأول عبد المالك سلال، هذا الأربعاء بالجزائر العاصمة المستثمرين و قادة الصناعة في تركيا للانخراط مع شركائهم الجزائريين من اجل العمل سويا و تعزيز روابط الصداقة و التعاون و المساهمة في المشروع الجزائري للتجديد الاقتصادي و الإجتماعي.


و أكد سلال في كلمة لدى إشرافه على اختتام المنتدى الاقتصادي لرجال الأعمال الجزائري-التركي مع الرئيس التركي, رجب طيب إردوغان, أن الجزائر و تركيا قد "أكدتا على إرادتهما المشتركة في تكثيف التعاون الثنائي و تنويعه و في رفع حجم التبادل التجاري بينهما مشيرا إلى أن تنظيم هذا المنتدى يأتي تجسيدا لتلك الإرادة", مبرزا إمكانيات الذهاب سويا نحو أسواق خارجية خاصة في إفريقيا.

و ذكر الوزير الأول بأن الجزائر باشرت تحت قيادة رئيس الجمهورية, عبد العزيز بوتفليقة, مسعى لتحويل الاقتصاد الجزائري مبني على تضافر كل الطاقات الوطنية من اجل تحقيق النمو و تنويع الاقتصاد و خلق الثروة و مناصب العمل الدائمة، مضيفا أن قطاعات الصناعة و الفلاحة و الطاقة و السياحة يشكلون المجالات ذات الأولوية في تنفيذ هذا المسعى, سوف تدعم خلال المخطط الخماسي المقبل ابتداء من 1 يناير 2015.

و أوضح أن "عصرنة الجهاز الوطني للإنتاج و الخدمات يمر عبر بناء شراكات مع متعاملين اقتصاديين ذوي السمعة العالمية و القدرات اللازمة لتلبية الطلبات الجزائرية في مجال الاندماج و نقل الخبرات", معتبرا أن "منظومة المقاولة التركية الناجحة و الفعالة في عدة ميادين توافق احتياجات الاقتصاد الوطني خاصة فيما يتعلق ببناء مشاريع مربحة تعود بالفائدة على الطرفين".

و بالمناسبة ذكر  سلال بأن الشركات التركية التي سبق لها النشاط في الجزائر, بالإضافة إلى الروابط التاريخية و الثقافية, قد "لاحظت و استفادت من الميزات العديدة التي تتوفر عليها الجزائر", معربا عن أمله في أن يصل عدد المقاولات التركية في الجزائر الذي يقارب 940 مقاولة إلى 1.500 مقاولة في سنة 2015 كلها مع الشريك الجزائري.

وأشار أيضا إلى أن هذه الميزات تتمثل في "استقرار سياسي و اقتصادي مستديم و وفرة الطاقة و اليد العاملة المؤهلة و حيوية السوق المحلي (35 مليون مستهلك) و شبكة حديثة و فعالة للمنشآت القاعدية و منظومة بنكية بقدرات تمويل حقيقية", مؤكدا أن "المستوى الحالي للمبادلات التجارية بين البلدين و كذا إمكانياتهما البشرية و المادية الهائلة يبشر بآفاق واعدة للعلاقات الاقتصادية و التعاون الجزائري-التركي".

و من جهة أخرى اعتبر السيد سلال أن المحادثات التي جمعت اليوم الأربعاء الرئيس إردوغان بالرئيس بوتفليقة "تشكل بالنسبة للحكومتين قاعدة لتعزيز العلاقات السياسية و الاقتصادية التي تربط بين البلدين خاصة في أفق انعقاد القمة الثانية إفريقيا-تركيا في 21 نوفمبر بعاصمة غينيا الاستوائية".

كما نوه بالقرار الذي تم اتخاذه خلال المحادثات و الذي يرمي إلى إعادة بناء و ترميم القصبة و العديد من القصور و البنايات مثل قصر حسن باشا و قصر الداي حسين.

الرئيس أردوغان يبرز ضرورة إيجاد حلول محلية للمشاكل التي يواجهها الشرق الأوسط و شمال إفريقيا

من جهته، أبرز رئيس جمهورية تركيا، رجب طيب إردوغان،  ضرورة إيجاد حلول محلية للمشاكل التي تواجهها منطقتي الشرق الأوسط و شمال إفريقيا, مؤكدا أهمية التعاون و التضامن لنيل هذا المسعى.

و قال الرئيس التركي "إن منطقتنا (الشرق الأوسط و شمال إفريقيا) تشهد تطورات و تحولات مهمة و نحن كسكان المنطقة علينا بإيجاد حلول محلية لأن إستيراد الحلول سيعمق و يعقد المشاكل".

و تساءل الرئيس التركي عن من الأجدر أن يكون قائد هذه التحولات، سكانها و مواطنيها و شعوبها أم قوى خارجية, داعيا في هذا الشأن كل دول المنطقة إلى تناول هذه المسائل في "إطار التضامن و الأخوة سعيا لضمان الأمن و الاستقرار و التخلص من الدموع و الدماء و الخوف التي أصبحت للأسف تشكل مميزاتها".

و أكد أردوغان أن التضامن يكتسي "أهمية حيوية" لاستتباب الأمن والسلام و جعل الدول تعيش في استقرار دائم و شعوبها تنتفع من ثرواتها الطبيعية و أموالها, ذاكرا على سبيل المثال ليبيا التي -كما قال- "رغم ثرواتها الكبيرة و مواردها الطبيعية و البشرية و أموالها بالخارج التي وصلت إلى 170 مليار دولار تعيش مأساة و لا تستغل و لا تتصرف في هذه الأموال و الثروات".

و تطرق الرئيس التركي في نفس السياق إلى الحالة التي عاشتها و تعيشها بعض دول المنطقة مثل مصر و تونس و سوريا و العراق و فلسطين منددا بالمناسبة بوحشية الكيان الصهيوني اتجاه المسجد الأقصى الذي اعتبره "المسجد الذي تشترك فيه كل الأمة الإسلامية و ليس مسجد الفلسطينيين فحسب".

و من جهة أخرى تطرق السيد إردوغان إلى المحادثات التي جمعته اليوم الأربعاء مع رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، حيث أكد أن اللقاء كان مثمرا و مفيدا و فرصة لتقييم العلاقات التي تربط بين الجزائر و تركيا, البلدان اللذان --كما قال-- تجمعهما "علاقات تاريخية و ثقافية عريقة".

و أشار إلى أن "العلاقات بين الجزائر و تركيا تشهد نموا متزايدا"، مضيفا أن "الجزائر تخطو, بقيادة الرئيس بوتفليقة, في الطريق الصحيح نحو الاستقرار و النمو و الرقي".

 

المصدر : الإذاعة الجزائرية

 

الجزائر