محللون:انهيار أسعار النفط نتيجة إستراتيجية غامضة لإسقاط روسيا و إيران

ناقش برنامج منتهى السياسة على قناة الإذاعة الدولية هذا الثلاثاء، أسباب الانهيار المتواصل لأسعار النفط في الأسواق العالمية و فشل منظمة اوبيك في الخروج باتفاق لتخفيض مستوى الإنتاج.

و اجمع المتدخلون في البرنامج على أن السقوط الحر لأسعار النفط ليس راجعا لأسباب اقتصادية محضة وللأزمة الخانقة التي تعيشها أوربا تحديدا، و إنما هناك أسباب أخرى  قد يكمن تفسيرها في محاولة أمريكا و حلفاؤها من كبار المنتجين للنفط، إسقاط روسيا و إيران و فنزويلا و الضغط عليها بطرق مختلفة.

يرى عبد المجيد عطار الرئيس المدير العام السابق لشركة سوناطراك، أن  الأسباب الواضحة لانهيار أسعار النفط، هي الأزمة الاقتصادية العالمية التي تضررت منها أوروبا على وجه الخصوص، وانخفاض الاستهلاك الطاقوي هناك، بالإضافة إلى شروع الدول المستهلكة بما فيها أمريكا في تطوير الطاقات المتجددة و الغاز و النفط الصخري و هو ما أدى إلى انخفاض محسوس في استهلاك البترول.

و أضاف أن العرض في سوق النفط بات أكثر من الطلب بما يفوق 02 مليون برميل.

و قال إن هناك أسبابا تبقى غير مفهومة، حيث أن المشاكل الجيوسياسية عادة ما تخلق ارتفاعا في أسعار الطاقة غير أن الصراعات الحالية لم تحدث هذا التغيير و هو ما يفسر آراء بعض المحليين الذين يقولون أن هناك إستراتيجية غامضة تتبناها بعض الدول العظمى لإسقاط روسيا إيران و فنزويلا و هي أكبر البلدان المنتجة للنفط وأكبر أعداء أمريكا و حلفائها في ذات الوقت.

فيما وصف  بوزيان مهماه الخبير في الاقتصاد الطاقوي، الوضع الحالي لأسعار النفط بمرحلة التحولات، و قال:" لا بد أن نبحث عن مصالحنا في هذه المرحلة باعتبارنا معنيون باستراتيجية الحفاظ على المكانة ضمن الدول المنتجة للطاقة، خاصة و أننا مقبلون على الدخول كقوة غازية مطلع 2020 و نمتلك ثالث احتياطي عالمي من حيث الغاز الصخري".

و قال إن الجزائر و أمريكا و الأرجنتين و الصين هي قوى صاعدة من حيث المكانة الطاقوية.

من جهته، أوضح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الجزائر زهير بوعمامة أن الصراعات السياسية هي السبب الرئيس في انهيار أسعار النفط الذي لا زال يعتبر مادة جيوسياسية بامتياز .

و قال إن المفارقة الحقيقية التي نلحظها في الوقت الرّاهن هي السقوط الحر لأسعار النفط مع كل الاضطرابات و التوترات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط  و روسيا و أوكرانيا و هو ما يبعث على التساؤل حول إمكانية وجود قرار في مكان ما بين المتحالفين المعروفين و هم الولايات المتحدة الأمريكية مع اكبر المنتجين للنفط بممارسة نوع آخر من الضغط على روسيا و إيران بوسائل ناعمة، لكن السؤال المطروح –يقول - هو "هل سترضى أمريكا بهذه الأسعار التي تفرضها اليوم عندما تتحول إلى بلد مصدر عام 2017".

المصدر:موقع الإذاعة الجزائرية

الجزائر, اقتصاد