الرئيس الصحراوي يدعو المجتمع الدولي الى اتخاذ مواقف "صارمة" لوقف التعنت المغربي تجاه قرارات الأمم المتحدة

صورة من ندوة الجزائر الدولية الرابعة حول حق الشعوب في المقاومة حالة الشعب الصحراوي

دعا الرئيس الصحراوي, محمد عبد العزيز, هذا السبت المجتمع الدولي الى اتخاذ مواقف دولية "صارمة" مجسدة لوقف "التعنت المغربي" تجاه جهود وقرارات الأمم المتحدة الخاصة بتصفية الاستعمار في الصحراء الغربية.

و في كلمة له خلال افتتاح أشغال الندوة الدولية الخامسة لحق الشعوب في المقاومة التي يحضرها نشطاء حقوقيين وأحزاب سياسية وبرلمانيون من عدة دول حيا خلالها الموقف الثابت والمشرف للجزائر تجاه القضية الصحراوية العادلة قال الرئيس الصحراوي "لقد حان الوقت لاتخاذ مواقف دولية صارمة مجسدة في إجراءات وعقوبات رادعة إزاء هذا التعنت المغربي الذي يقف في مواجهة مباشرة مع ميثاق وقرارات الأمم المتحدة وجهودها". 

وذكر عبد العزيز أن "المغرب يرفض استقبال المبعوث الشخصي للأمم المتحدة ويرفض السماح لممثلته الخاصة إلى الصحراء الغربية بالشروع في مهمتها" بالإضافة إلى "ارتكابه جريمة ضد الإنسانية متمثلة في جدار الاحتلال المغربي الفاصل بملايين الألغام, بما فيها المضادة للأفراد والمحرمة دوليا, ويحاصر الأراضي المحتلة ويمنع المراقبين الدوليين المستقلين من دخولها, كما يواصل انتهاكاته الجسيمة لحقوق الإنسان ونهب الثروات الطبيعية الصحراوية". 

وندد الرئيس الصحراوي أيضا بـ "تهجم المغرب على منظمات حقوق الإنسان لنشرها حقائق دامغة وشهادات صادمة عن ممارساته الوحشية بحق المدنيين الصحراويين", مؤكدا أن الحكومة المغربية "تعمد إلى استعمال نفس الأساليب الهمجية التي مارستها غداة اجتياحها للصحراء الغربية في سبعينيات القرن الماضي".

وأضاف أنه "إزاء هذا القمع وهذا الحصار, فقد بات من الملح والعاجل تمكين بعثة المينورسو من آلية لحماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية ومراقبتها والتقرير عنها", معتبرا أن "صمود اللاجئين الصحراويين, رغم صعوبة الظروف وطول الانتظار, هو درس آخر في المقاومة التي تستحق كل الدعم والتضامن".

وأكد في ذات السياق أن "حق الصحراويين في المقاومة بكل السبل المشروعة, أمر مقدس لا رجعة فيه", مشيرا الى أن هذه "المقاومة "البطولية العادلة والمشروعة ستستمر وتتصاعد ولن تنتهي إلا ببلوغ أهدافها النبيلة".

وخلص  الرئيس الصحراوي الى القول الى أن "الممارسات الوحشية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان, المرتكبة من طرف دولة الاحتلال المغربي, لم تزد الشعب الصحراوي إلا تجذرا واتساعا" مضيفا بان "كل محاولات الاحتلال المغربي باءت بالفشل الذريع وانقلبت مساعيه لفرض الأمر الواقع الاحتلالي على الصحراء الغربية إلى بركان من الرفض القاطع وشلالا متدفقا من الوطنية والإجماع على الاستقلال في كل مواقع تواجد الصحراويين".

إبراهيم غالي: شعوب العالم ستظل مساندة  للقضية الصحراوية إلى غاية الاستقلال

من جهته أكد السفير الصحراوي بالجزائر, إبراهيم غالي,  أن شعوب العالم ستظل "مساندة" للقضية الصحراوية "العادلة" إلى غاية تحقيق الاستقلال, مبرزا أن ندوة الجزائر الدولية الخامسة لحق الشعوب في المقاومة هي "تعبير صادق" على اتساع رقعة التضامن"مع القضية.

وقال غالي في افتتاح أشغال هذه الندوة  أن هذه الأخيرة هي "تعبير صادق عن اتساع رقعة التضامن مع قضية  الشعب الصحراوي العادلة ونضاله من اجل الاستقلال وتقرير المصير وفق بالشرعية الدولية", مشيرا إلى  أن شعوب المعمورة "ستظل مساندة للشعب الصحراوي وقضيته إلى غاية تحقيق الاستقلال".

وبعد حيا السفير الصحراوي تضامن الشعب الجزائري ودولته مع القضية الصحراوية, ذكر ان الجزائر "ظلت تدعو في كافة المحافل الدولية إلى استكمال مسلسل تصفية الاستعمار في القارة الإفريقية".

بدوره. أكد رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي, محمد العياشي, أن تضامن الجزائر مع الحركات التحريرية العادلة "نابع من تقاليد الثورة التحريرية", مبرزا في ذات السياق أن تضامن الجزائر مع القضية الصحراوية هو "تضامن ثابت لأن الجزائر تحترم القانون الدولي".

واستغرب العياشي ارتفاع الأصوات التي تنادي "بكف الجزائر عن دعم الشعب الصحراوي الشقيق في وقت تعترف بشرعية القضية الصحراوية مواثيق الأمم المتحدة و156 دولة في العالم".

وبعد أن حيا "كفاح الشعب الصحراوي السلمي أمام قمع قوات الاحتلال المغربي في الأراضي الصحراوية المحتلة", دعا السيد العياشي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى "الإسراع في تنظيم استفتاء حر ونزيه لتقرير مصير الشعب الصحراوي".

يذكر أن أشغال هذه الندوة التي تدوم يومين, ستناقش عددا من المواضيع ذات الصلة بمعاناة الشعب الصحراوي, منها "انتهاكات المغرب لحقوق الإنسان في حق الصحراويين بالأراضي المحتلة والتكتم الإعلامي على القضية في المنابر الدولية".

الجزائر