تشييع جثمان الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز آل سعود بمقبرة العود بالرياض

جرت مراسيم جنازة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود الذي وافته المنية صباح هذا الجمعة عن عمر يناهز 91 سنة بعد صلاة عصر اليوم بالرياض.

وبعد صلاة الجنازة بجامع الإمام تركي بن عبد الله بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وأعضاء الأسرة الملكية السعودية والعديد من قادة الدول العربية والإسلامية ووري جثمان الراحل الثرى بمقبرة العود.

وقد تم نقل مراسيم الجنازة مباشرة على شاشة التلفزيون السعودي.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن عدة شخصيات أجنبية قدمت تعازيها بهذه المناسبة الأليمة لقيادة وشعب المملكة العربية السعودية.

للذكر فقد عين رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة اليوم الجمعة وفدا رفيع المستوى لتمثيل الجزائر في مراسيم تشييع جنازة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيزآل سعود.

ويتكون الوفد الذي يقوده رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح من رئيس المجلس الدستوري مراد مدلسي ووزير العدل حافظ الأختام الطيب لوح.

كما أعلن رئيس الجمهورية اليوم حدادا لمدة ثلاثة أيام عبر كافة التراب الوطني إثر وفاة العاهل السعودي.

كما قدم الرئيس بوتفليقة التعازي بإسمه وبإسم الشعب الجزائري وحكومته للملك سلمان بن عبد العزيز العاهل السعودي الجديد وخادم الحرمين الشريفين وكافة الشعب السعودي.

للاشارة توفي خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في وقت مبكر من هذا الجمعة بعد صراع مع المرض،حسب بيان رسمي أصدره  الديوان الملكي السعودي .

وأعلن التلفزيون السعودي خبر وفاة الملك عبد الله وقال أن ولي العهد الأمير سلمان أصبح ملكا للبلاد.

ونقل التلفزيون عن بيان الديوان الملكي قوله إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز(91 عاما)"وافته المنية في تمام الساعة الواحدة(التوقيت المحلي) فجراليوم الجمعة".

وسيوارى الثرى بعد صلاة عصر هذا اليوم  جثمان الملك عبدالله  بن عبد العزيز في جامع الإمام تركي بن عبدالله فى مدينة الرياض.

وأعلن الديوان الملكي السعودي  عن إجراء البيعة كما ينص القانون الملكي السعودي لتولي الأمير سالمان بن عبد العزيز الحكم  وإجراء البيعة لتعين الأمير مقرن بن عبد العزيز وليا للعهد  وسيتم أخذ البيعة من المواطنين لخادم الحرمين الشريفين و ولي عهده  عقب صلاة العشاء اليوم في القصر الملكي السعودي.

وقد أعرب عدد من القادة والزعماء عن تعازيهم برحيل العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز.

الراحل في سطور..

ولد الملك عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود عام 1924 بمدينة الرياض،استلم إدارة شؤون الدولة عام 1995 بعد إصابة الملك الراحل فهد بجلطات ومتاعب صحية. قبل أن يتولى الحكم في أول أوت 2005.

من أهم انجازاته التوسعة الكبيرة للمسجد الحرام في مكة المكرمة بالمنطقة الشمالية للحرم، والتوسعه في المسجد النبوي الشريف والقيام بأعمال توسعات للمشاعر المقدسة في منى ومزدلفة وعرفات، وسلسلة من المشاريع التنموية المحورية في مكة من أجل اراحة حجاج بيت الله الحرام المتواصلة اشغالها.

في عهده أيضا تم رسم مسار القيادة في المملكة العربية السعودية وأعيد ترتيب بيت الحكم عندما أسس هيئة البيعة التي تضمن تسلسل انتقال السلطة بكل سلاسة.

دعا الفقيد إلى الحوار بين اتباع الديانات والثقافات والحضارات ونبذ العنف وتأسيس علاقات قائمة على قواعد الاحترام المتبادل والاعتراف بالتنوع الثقافي والحضاري والاستثمار المشترك للتراث الانساني لصالح الشعوب.

تميزت السياسة الخارجية للسعودية في عهده – رحمه الله – بانتهاج الشفافية والالتزام تجاه قضايا الامة العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية حيث تم اطلاق مبادرة السلام العربي عام 2005 اثناء ادارته شؤون الدولة بعد تدهور صحة الملك الراحل فهد.

كان الفقيد من المدافعين عن مبادئ الأمن والسلام والعدل وصيانة حقوق الإنسان ونبذ العنف والتمييز العنصري والعمل الدؤوب لمكافحة الإرهاب والجريمة طبقا لما جاء به الدين الإسلامي الحنيف.

اقترح مركزا دوليا لمكافحة الإرهاب خلال المؤتمر الدولي الذي انعقد في هذا الخصوص بمدينة الرياض في شهر فيفري 2005 والذي شاركت فيه آنذاك أكثر من 50 دولة.

صنفته مجلة فوربس الأمريكية في عام 2011  كسادس أقوى الشخصيات تأثيرا في العالم.

العالم ينعى رحيل"رجل البناء والإصلاح" عاهل المملكة العربية السعودية

رحل قائد السعودية الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود و"خادم أمنها واستقرارها" في وقت أجمع فيه الكثير من الزعماء ان العالم بحاجة إلى داعم مثله للقضايا العربية والإسلامية والإنسانية وان السعودية بحاجة لرجل"بناء النهضة الحديثة والتنمية الحضارية التي تنعم بها المملكة ".

وقد بعث رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة اليوم رسالة تعزية إلى الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود خادم الحرمين الشريفين على اثر وفاة العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز آل سعود قال فيها ان هذا الأخير كان "الملك الذي جعل من بلاده منار حضارة وبوأها بحنكته وحصافته بين الأمم مكان الصدارة والذي له في كل بلد إسلامي مآثر ومكارم  الملك الذي رزئ بموته كثير اتسع بحياته أملهم وراق لهم العيش في كنف الاستقرار والازدهار  الملك الذي كان حضوره ينشر في قاعات المؤتمرات واللقاءات جوا مفعما بالتفاؤل ومبشرا بالنجاح والتوفيق".

كما أكد الرئيس بوتفليقة أن عبد الله بن عبد العزيز "كرس حياته خدمة للإسلام والمسلمين وجعل بلاده منار حضارة". 

وقال رئيس الدولة أن"الملك الذي كان رأيه الرأي في المشاكل والأزمات وقوله الفصل في الأحداث والملمات الملك الذي فقده العرب والمسلمون وهم أحوج ما يكونون إليه في عالمنا اليوم الذي ينوء بأزماته وتحولاته  المضيء بمواقف رجالاته".

العالم يشهد لدور الراحل في خدمة القضايا العربية والإسلامية والدفاع عنها

 حرصه على وحدة الأمة العربية وسعيه الحثيث للتواصل المذهبي بين أبناء الأمة الإسلامية ودعمه لما اعتبرها دائما قضية المسلمين المركزية والقدس الشريف وقدم لها العون مآثر ستكتب للراحل وسيستذكره بها العالم وكذا بدوره الكبير الذي قام به من أجل إحلال السلام عبر أدوار عديدة وفي محافل كثيرة.

وفي هذا الإطار أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في برقية تعزية إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ال سعود أنه"بوفاة فقيد الأمة العربية والإسلامية الملك عبد الله بن عبد العزيز خسر الشعب الفلسطيني"قائدا عربيا وإسلاميا فذا مناصرا لقضايا الحق والعدل في العالم بأسره".

وشدد على ان الشعب الفلسطيني"لن ينسى أبدا وقفته الأخوية الشجاعة والمملكة السعودية لنصرة الحق الفلسطيني ومواقفه الصلبة تجاه فلسطين والقدس".

كما أبرزت العديد من الأوساط السياسية"دور العاهل السعودي وجهوده  في مكافحة الإرهاب وتعزيز الحوار بين الحضارات والأديان والثقافات"وقالت ان له مواقف"سوف يظل التاريخ يتذكرها بكل الاعزاز والتقدير". 

كما أثنت رابطة العالم الإسلامي على انجازاته في مختلف المجالات وبخاصة في الحرمين الشريفين والتضامن الإسلامي   والحوار الوطني.

وأشاد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد اللطيف بن راشد الزياني من جهته ب"الجهود الحثيثة والمخلصة التي بذلها خادم الحرمين الشريفين لنصرة قضاياها ورفعة شأنها ودعم نهضتها ومسيرتها التنموية"وقال إن العالم فقد بوفاته زعيما"من طراز رفيع وقائدا ملهما وحكيما ثاقب الرؤية"، داعيا أبدا إلى الخير والمحبة والسلام ساعيا إلى تعزيز التآلف والتعاون والتضامن بين شعوب العالم ولم يدخر وسعا من أجل خير الإنسانية جمعاء.

إلى ذلك وعلى الصعيد الدولي أشاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما في بيان له بالتزام الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز"الزعيم الذي اتخذ خطوات جريئة للدفع بمبادرة السلام العربية (...)  التي تشكل مساهمة دائمة في البحث عن السلام في المنطقة" منوها بالرؤية السديدة للملك الراحل التي كرسها لتنمية شعبه.

ومن موسكو اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن رحيل الملك عبد الله بن عبد العزيز "شكل خسارة لا تعوض للمملكة ولكل الشعب السعودي"، مبرزا في بيان أصدره الكرملين أن"الملك الراحل كان معروفا كرئيس دولة وسياسي وزعيم حكيم يتمتع بمحبة واحترام رعاياه وسمعة مستحقة على الساحة الدولية"وأعرب عن ثقته في أن الأسس الإيجابية التي تم إرساؤها خلال حكم عبد الله بن عبد العزيز ستؤمن مزيدا من التطور والازدهار للسعودية وتعزز الاستقرار والأمن الإقليميين.  

من جهته أشاد رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر بمناقب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود الذي كان كما قال"مدافعا شرسا عن السلام في الشرق الأوسط وشغوفا جدا ببلده وبالتنمية والاقتصاد العالمي"، مضيفا أن الملك الراحل قدم أيضا مبادرات كثيرة مهمة متعلقة بالاقتصاد والمجتمع والتربية والصحة والبنى التحتية في بلاده.

ملك جديد لاستكمال مسيرة البناء والعطاء

تمت اليوم الجمعة مبايعة سلمان بن عبد العزيز ملكا للسعودية وذلك بعد إعلانه عن وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز فجر اليوم.

وعقب ذلك تعهد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بان  المملكة ستواصل مسيرتها في الأخذ بكل مامن شأنه وحدة الصف وجمع الكلمة والدفاع عن قضايا الأمة واعتبر ان الأمة العربية والإسلامية هي أحوج ما تكون اليوم إلى وحدتها وتضامنها.

وأكد الملك سلمان الاستمرار بالتمسك ب"النهج القويم"الذي سارت عليه المملكة منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبد العزيز وعلى أيدي  أبنائه من بعده و"لن تحيد عنه أبدا وفقا للدستور القائم على كتاب الله والسنة النبوية".

للإشارة فقد أعلنت الجزائر والعديد من دول العالم الحداد غالبيتها لمدة ثلاثة أيام إثر وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز.