سعيد سحنون ينفي نية سوناطراك استثمار 70 مليار دولار لاستغلال الغاز الصخري

فند الرئيس المدير العام بالنيابة لمجمع سوناطراك سعيد سحنون وجود مشروع استثماري بقيمة 70 مليار دولار خاص بالغاز الصخري مؤكدا ان تصريحاته الصحفية نقلت بشكل "مغرض".

وأوضح المسؤول ذاته قائلا "هذا الرقم تم نقله بطريقة مغرضة.لم أقل أبدا أن سوناطراك ستستثمر 70 مليار دولار لاستغلال الغاز الصخري".

و أضاف يقول "قلت أنه في حال اعتبرنا إطار تنمية لإنتاج 20 مليار متر مكعب سنويا (على مدى 20 سنة) سنحتاج إلى حفر 200 بئر سنويا و ذلك ما سيعادل استثمارا بحوالي 70 مليار دولار".

و اعتبر سحنون ان هذا المبلغ ليس سوى تقدير تم حسابه على أساس فرضية إنتاج 20 مليون متر مكعب سنويا.

واستطرد محذرا «إنه من باب المضاربة تقديم (فرضيات) حول نسب الاستخراج. لا يجب توجيه رسالات خاطئة".

و أكد سحنون أن سوناطراك "عند هذا الحد لم تتخذ أي قرار باستغلال الغاز الصخري لاسيما و أن الجدوى التقنية و التجارية للمشروع لم تتأكد بعد بالرغم من أن حوض أحنات (إن صالح) يزخر باحتياطات هائلة ". 

وأشار إلى أن عمليتي الحفر التجريبيتين ستسمحان لسوناطراك بقياس ما يوفره بئر واحد من الغاز الصخري في الجزائر". 

سوناطراك تعتبر الحفاظ على البيئة  "شيئا مقدسا"  

وأكد الرئيس المدير العام بالنيابة لسوناطراك، سعيد سحنون، أن مجمع سوناطراك يتحكم في تقنية التصديع الهيدروليكي التي تستعملها هذه الشركة منذ التسعينات دون أن يكون لها تأثير على البيئة.

وأوضح سعيد سحنون يقول بهذا الشأن "لقد طبقنا هذه التقنية  سنة 1992 بحاسي الرمل على طبقات جيولوجية غير سميكة استخرجنا منها النفط بفضل عمليات حفر أفقية".

وأضاف في  هذا  الصدد أن سوناطراك لجأت أيضا في حاسي مسعود إلى هذه التقنية للتنقيب في هذا الحقل النفطي الضخم الذي دخل حيز الإنتاج منذ سنة 1956.

وقال مسؤول سوناطراك أنه منذ سنة 2006 إلى سنة 2010 قام المجمع بتصديع معدل50 بئرا في السنة بحاسي مسعود مسجلا أن عمليات الحفر هذه على غرار الآبار التقليدية مرت بطبقات مائية دون أن يكون لها مع ذلك تأثير على البيئة.

وأضاف سحنون أنها "تقنية تتحكم فيها سوناطراك التي استوردتها من الولايات المتحدة و استعملتها بطريقة منهجية في حفر الآبار" مؤكدا مع ذلك أن انه يتفهم تخوفات سكان عين صالح بشأن البئرين النموذجيين بهذه المنطقة.

وأكد أن "تخوف الناس بشأن هذا النشاط غالبا ما يكون مشروعا. فهم يرفضون كل ما هو جديد (...). من غير المعقول أن نتهم بأننا سنلحق الضرر بالمواطنين والبيئة بسبب ما نقوم به أو ما سنقوم به لاحقا.

وحسبه لا يمكن للجوانب التجارية و الاقتصادية أن تحيد سوناطراك أبدا عن مبدأ حماية صحة السكان و الحفاظ على البيئة التي تعتبر "شيئا مقدسا" و مكرسا في قيم سوناطراك".

وأشار في هذا الصدد أن الشركة التي هي في مرحلة تقييم الاحتياطات في حوضا حنيت (عين صالح) أين يجري حفر البئرين النموذجيين للغاز الصخري لن تدخر أي جهد بخصوص إجراءات حماية البيئة لاسيما بالنسبة للمياه الجوفية.

وأكد أن سوناطراك تطبق إجراءات وقائية صارمة قبل و بعد الحفر سواء تعلق الأمر بالآبار التقليدية (الحفر العمودي) أو غير التقليدية (الحفر الأفقي).

وقال بهذا الخصوص انه إضافة إلى هذه الدراسة تقوم الشركة الوطنية أيضا بمعالجة رواسب الحفر من خلال تجميدها بالاسمنت لإعادة رسكلتها لاستعمالات أخرى من خلال إزالة التلوث كلية من المنتوجات الكيميائية التي تحتوي عليها".

وكان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قد أكد الثلاثاء خلال مجلس مصغر خصص للتنمية المحلية في ولايات الجنوب والهضاب العليا أن استغلال الغاز الصخري في الجزائر "ليس واردا في الوقت الراهن".

وقال الرئيس بوتفليقة أنه "في حال تبين بأن استغلال هذه الموارد الوطنية الجديدة من المحروقات يشكل ضرورة ملحة لتحقيق الأمن الطاقوي للبلد على المديين المتوسط والطويل فإنه يتعين على الحكومة السهر بصرامة على ضمان احترام المتعاملين المعنيين للتشريع من أجل حماية صحة المواطنين والحفاظ على البيئة".

سوناطراك  تبقي استثماراتها رغم تراجع أسعار البترول

وحول ما إذا كان المجمع البترولي الوطني عازم على تعليق بعض المشاريع بسبب تراجع أسعار الخام ما يؤثر على رقم أعمالها  أجاب الرئيس المدير العام بالنيابة لمجمع سوناطراك "سوناطراك لا ترغب في كسر ديناميكيتها للتطوير في إطار المخطط الاستثماري 2015 -2019".

وأوضح أنه وفي إطار هذا المخطط الاستثماري 2015-2019 بالقول:"لن نحتفظ بمشاريع غير ضرورية سنبقى متمسكين بإستراتيجيتنا في تكثيف التنقيب وتسريع تنمية الحقول المكتشفة"  مضيفا "لا يوجد أي مبرر لإبطاء أو تعليق الاستثمارات".

وفي نفس السياق أشار سحنون إلى أن سوناطراك أبقت -من بين جملة من المشاريع- على انجاز 3 مصافي كبيرة للبترول بتيارت وبسكرة وحاسي مسعود علاوة على إطلاق مشروع ضخم لتكسير الإيثان بالبخار المعلق منذ عدة سنوات.

وأوضح سحنون ان المشاورات مع شريك أجنبي يملك التكنولوجيا اللازمة لانجاز هذا المشروع هي "جد متقدمة"  مبرزا أن سوناطراك ستدفع بكل قوتها من أجل تجسيد هذا المشروع والتدخل بعدها في أقرب الآجال.

وسيسمح هذا المشروع الذي سينجر بسكيكدة (والمسمى كذلك سي.بي.3.ك) بخلق 25 ألف منصب شغل خلال مرحلة انجازه و2500 منصب شغل دائم بعد دخوله مرحلة الإنتاج.

ويعتبر (سي.بي.3.ك)  حسب الملاحظين كمشروع ذي أولوية واستراتيجي بالنسبة للجزائر كونه سيوجه لتموين السوق الأوروبية والآسيوية  بالمنتجات البيتروكيماوية بصفة عامة.

وبخصوص نتائج النشاطات الخاصة بشركة سوناطراك على المستوى الدولي يرى سحنون  أن المجمع نجح في تعويض نفقات استثماراته في مشروع الغاز "كاميسي" بالبيرو حيث يساهم في المشروع ب 18 في المائة في نشاط المنبع وفي النقل.

القرار النهائي لانجاز أنبوب الغاز "غالسي" يؤجل لأفريل المقبل  

و كشف الرئيس المدير العام بالنيابة لمجمع سوناطراك أن القرار النهائي لانجاز أنبوب الغاز "غالسي" الذي سيربط الجزائر بإيطاليا عبر سردينيا سيؤجل إلى غاية شهر أفريل المقبل.

وقال سحنون "إن قرار مد هذا الأنبوب الغازي قد أجل إلى أفريل المقبل ولايزال الشركاء في المشروع يدرسون إمكانية انجاز هذا الأنبوب القاري".

وأكد المسؤول الأول في سوناطراك أن هذا المشروع الذي سينقل نحو 8 ملايير متر مكعب من الغاز سنويا لم يتم التخلي عنه رغم الأزمة الاقتصادية التي أدت إلى تراجع كميات التصدير نحو أوروبا وكذلك رفع حصة الطاقات المتجددة في المزيج الطاقوي لهذه القارة.

ورغم هذا اكد السيد سحنون أن سوناطراك ستبقى في مفاوضاتها في مسار لن تحيد عنه أبدا والذي يعتبر غالسي كمشروع  صمم وأنجز من أجل نقل الغاز الجزائري إلى إيطاليا وسردينيا وباقي أوروبا وليس كبديل ينقص من طول المشروع.

 

المصدر : الإذاعة الجزائرية

 

الجزائر, اقتصاد, مؤسسات