فضيلة الفاروق للإذاعة الجزائرية: الجزائر تثير فيّ قلق الكتابة أكثر من بيروت

كشفت الروائية الجزائرية فضيلة الفاروق عن مسار التحولات الكبرى في حياتها والأشخاص الذين اثروا هذا المسار كما لم يخلُ حوارها للإذاعة الجزائرية من جرأتها المعهودة في تسمية الأشياء بمسمياتها بدءاً باتهام الرجال باضطهاد النساء وتحميلهم مسؤولية الحروب وليس انتهاءً بتوجيه دعوة إلى المسؤولين عن تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية للعناية بنظافة المدينة بما يحفظ وجه الجزائر أمام الضيوف العرب.

وعادت الفاروق لدى حلولها ضيفة على برنامج ضيف الصباح للقناة الإذاعية الأولى إلى مرحلة الصبى، وكيف اثر اكتشافها أن عمها الذي رباها لم يكن والدها البيولوجي، وانها ابنة بالتبني مما أدى إلى إذكاء نار التمرد داخلها، نتيجة هذا الاقتلاع الذي لم يكن بإرادتها، كما كشفت صاحبة "اكتشاف الشهوة" شغفها منذ الطفولة بعالم الفن واهتمامها بالموسيقى والرسم وحبها للألوان وهو ما دفعها إلى التخلي في فترة لاحقة عن دراسة الطب والتوجه إلى الأدب، وليس هذا الشغف وحده ما غير مسارها بل حملت المسؤولية لمشروع التعريب الذي خلف فجوة لدى الذين تعلموا بالعربية في الأطوار الثلاث وانتقلوا إلى الجامعة ليصدموا بالتعليم المفرنس.

كما تحدثت الروائية الجزائرية المقيمة ببيروت بحميمية عن علاقتها بوالدها الذي فتح لها باب الحرية، من خلال نمط حياته المليء بالحيوية نتيجة عمله مصورا بجريدة النصر مما أتاح له التنقل رفقة الرؤساء والوزراء إلى مدن ودول عديدة وثقافة عديدة، معتبرةً إياه فنانها الأول، كما اعترفت بفضل عمها الذي رباها على الحنان الذي لم يكن متاحا لأبناء جيلها من الأسرة بسبب العنف المنتشر لدى العائلات الجزائرية على حد تعبيرها .

وفي سياق تعداد أفضال الشخصيات التي كان لها دور في حياتها، اشادت صاحبة "أقاليم الخوف" بصديق والدها الكاتب والإعلامي جروة علاوة وهبي الذي وقف إلى جانبها  وخفف وطأة جرأتها التي اتسمت بها ولم تكن مقبولة خاصة من قبل والدها.

وعن انتقالها إلى بيروت قالت الفاروق إن الصدفة والأقدار هما ما قرر ذلك، كاشفة عن فشل محاولتها الإقامة في باريس وفي تونس مشيدة بالدعم الذي لقيته من الكاتب بول شاوول الذي ساعدها بنشر أعمالها الأولى بلبنان، مشيدة بكثير من الامتنان بالأبواب التي فتحها أمامها عماد العبدالله الذي هدد بمغادرة دار الريس ما لم ينشر عملها "اكتشاف الشهوة" الذي أثار جدلا كبيرا بسبب جرأته.

كما اكدت الفاروق أن بيروت رغم ما تمنحه من استقرار إلا أنها مدينة هادئة لا تثير فيها قلق الكتابة مثلما يحدث لها في الجزائر

كما كشفت فضيلة الفاروق أنها خضعت لعلاج نفسي لمدة سبع سنوات اكتشفت من المعالجة كيف اثر انتقالها من قرية اريس الى مدينة قسنطينة في حياتها وتحويلها إلى امرأة متمردة تسعى إلى تكوين آرائها بعيدا عن أي وصاية خارجية.

كما جددت الفاروق رفضَها مقارنتها بأحلام مستغانمي التي أكدت أنها لا تكن لها إلا الحب ، كاشفة أنها أعدت رسالة تخرجها على رواية ذاكرة الجسد مما قربها من فهم أحلام وعوالمها مضيفة أنها ظلمت من الإعلام الجزائري.

وفي حديثها عن شرقية المجتمعات العربية أكدت أنها الأعرفُ بالرجل الشرقي محملة إياه -بجرأتها المعتادة- اضطهاد المرأة وممارسة العنف، مؤكدة أن العنف صفة رجالية بامتياز صارخة " انتم سبب الحروب أيها الرجال".

كما دعت صاحبة أقاليم الخوف في آخر حوارها مع الإذاعة الجزائرية المسؤولين على تظاهرة عاصمة الثقافة العربية إلى الاهتمام بنظافة المدينة مؤكدة أن ضيوف الجزائر عادة ما يفتتنون بجمال الجزائر وطيبة شعبها ولكنهم يصطدمون بغياب النظافة.

المصدر: موقع الاذاعة الجزائرية/ت. نورالدين باكرية

ثقافة وفنون