الرئيس بوتفليقة يدعو أبناء منطقة عين صالح إلى ترجيح الحكمة وتحكيم العقل

دعا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أبناء منطقة عين صالح إلى "ترجيح الحكمة وتحكيم العقل" مؤكدا أن الحفاظ على صحة المواطنين وعلى البيئة التي يعيشون فيها خط أحمر لا يمكن للدولة  أو غيرها  أن تتجاوزه".

وقال الرئيس بوتفليقة في رسالة بمناسبة يوم النصر قرأها نيابة عنه محمد بن عمر زرهوني مستشار لدى رئيس الجمهورية قائلا أنه "يعز علي أن أرى البعض من أبناء المنطقة يستدرج إلى الكيد إلى دولة بلاده ".

وأضاف انه يعز علي  أيضا أن أرى البعض الآخر "ينساق إلى الوقوف موقف الارتياب والتشكيك في إخلاص قادة دولتهم ونزاهتهم  و إلى الطعن في سلامة وجدوى تدابيرهم وقراراتهم ومخططاتهم الرامية إلى تنمية البلاد برمتها".


وفي هذا الشأن قال رئيس الدولة "إنه يحز في نفسي ما رأيته  و ما لا زلت أراه من فتن رعناء تثبط عزائم أولئك العاملين  ليل نهار من أجل سعادة الشعب كله وعزة الجزائر و سؤددها". 


وخاطب رئيس الدولة سكان المنطقة موضحا "إن فيكم نخوة تأبى على الوطن الضيم وإباء لا يرضى الهوان ولا الوقوع في براثن من يتربصون به الدوائر إن دبت بين أبنائه الفرقة و استشرى فيهم الانقسام".

"إنه ليحدوني عميق اليقين من أننا --يضيف الرئيس بوتفليقة --سنتخطى  كلنا جميعا  في كنف الأخوة التي لم نتنكر لها أبدا  والتي تزداد قوة يوما بعد يوم...كافة الصعوبات التي قد تعترض سبيل مسيرتنا المشتركة صوب التقدم و الرفاه الذي يعم نفعه المجموعة الوطنية قاطبة".  

كما أكد الرئيس بوتفليقة "لقد آلت الدولة على نفسها أن تكون في خدمة أبنائها في كافة أصقاع الوطن  فلا يمكنها التفريط فيهم و لا الإضرار بمصالحهم. إنها الدولة الحانية الرؤوم التي يسوءها جنوح بعض أبنائها إلى عدم الثقة فيها وفي تعهداتها و التزاماتها".

وأضاف: "إن عين صالح في أعيننا. إنها لم تبخل على الجزائر بخير أرضها و لم تضن عليها بخيرة أبنائها. أمدتها بثروة الغاز و بثروة الرجال  فكانت أهلا لامتنانها و عرفناها ولتخصيصها بالإجراءات والمخططات الكفيلة بتحسين ظروف معيشة أهلها  بل وبتحقيق نقلة نوعية ترتقي بهم إلى مستوى من التطور يضاهي ذلكم السائد في شمال البلاد".     


وقال في هذا الصدد: "إنني أتوجه إلى رحابة صدوركم و رجاحة عقولكم  داعيا إياكم أن تكونوا ودولتكم الحريصة عليكم يدا واحدة على الفرقة والشنآن و على التخلف بجميع مظاهره لنكمل  في كنف الوئام و الوفاق  مسيرة البناء التي باشرناها و تجسدت في برامج وإجراءات خاصة لتنمية الجنوب".


 

 من جهة أخرى، أكد رئيس الجمهورية أن عمليات استكشاف قدرات البلاد من الغاز الصخري تمت على نحو لا يضر بمصالح المواطنين و بالبيئة و بالسلامة الجيولوجية لأية منطقة من مناطق البلاد.

و قال الرئيس "إننا قد أقدمنا على مباشرة عمليات استكشاف قدرات البلاد من الغاز الصخري  وكل ما يجري حاليا ينحسر في عمليات الاستكشاف و التقييم  لا غير  دون أن يغيب عنا  و لو للحظة  أنه لا يحق و لا يمكن لأحد أن يجنح إلى التصرف على نحو يضر بمصالح المواطنين وبالبيئة وبالسلامة الجيولوجية لأية منطقة من مناطق البلاد  وانطلاقا من قناعات ثابتة ومؤكدة لا يمكن نقضها. وإننا سنلتزم بهذا النهج حتى يبلغ مبلغه".

وبعد أن حيا في سكان الجنوب "النخوة" التي "تأبى على الوطن الضيم و إباء لا يرضى الهوان و لا الوقوع في براثن من يتربصون به الدوائر" أكد السيد بوتفليقة انه "يتعين علينا الإقرار بأنه لا سبيل إلى التخطيط للمراحل المقبلة لتنميتنا الوطنية إن لم نكن على إلمام كاف بمكنونات باطن أرضنا من الغاز و البترول ومن الغاز الصخري".

كما أكد بذات المناسبة أن "جنوب الجزائر منها وهي منه  لا محيد و لا بديل لأحدهما عن الآخر  بل هما جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى". 

الدولة عازمة على مواصلة جهودها ليعود الهدوء إلى منطقة غرداية بتمامها  

 من جهة أخرى، أكد رئيس الجمهورية عزم الدولة على مواصلة الجهود وبذل كل ما بوسعها كي يعود الهدوء إلى منطقة غرداية بتمامها. 

وقال الرئيس بوتفليقة "إن الدولة لعازمة على مواصلة الجهود وبذل كل ما وسعها بذله كي يعود الهدوء يعم منطقة غرداية بتمامها"

و أوضح أن الدولة "سترصد كافة الوسائل و الإمكانيات لذلك و إنها ماضية بحزم في سياستها المتوخية تعميم التطور على كافة ربوع الوطن".


 أكد رئس الجمهورية أن السلطات العمومية "عاقدة العزم على إخراج البلاد مما لا زالت تعانيه من مظاهر التخلف وقصور التنمية", مشيرا إلى أن تحقيق هذا "يقتضي تضافر جهود كافة القوى الحية ضمن مسعى يقوم على الثقة بأن الدولة حريصة كل الحرص على مصلحة الشعب و لا يمكنها البتة التضحية بها مهما كان المقابل".


و لدى تطرقه للأحداث التي عرفتها غرداية مؤخرا غرداية, قال رئيس الدولة أن المنطقة "نابها من الأيام ما نابها, و نالها من الآلام ما نالها, و لحق بها ما أدمى منا القلوب و حرك فينا المواجع"

و أشار إلى أنه "آن لها أن تعود إلى سابق عهدها من الأمن والأمان و الطمأنينة, كيف لا و هي التي كانت, على مر العصور والعهود, مهد التعايش والتآلف ورمز التوافق و التثاقف".     

و خاطب الرئيس بوتفليقة سكان غرداية قائلا " فعلتم ذلك, كذلك, بفضل جنوحكم الطوعي والصريح إلى السلم  و بفضل ما تتمتعون به من حس بالمسؤولية و بالإخاء, كان على الدوام عنوانا لتعاملاتكم و كان له الرجحان في كل الظروف".

الرئيس بوتفليقة يحذر من "منكرات" تسببها نزعة اعتماد "سياسة الأرض المحروقة"

من جهة أخرى،  حذر رئيس الجمهورية من "المنكرات" التي قد تضر بالجزائر بفعل أناس اعترتهم  نزعة خطيرة إلى اعتماد سياسة "الأرض المحروقة", مؤكدا أن الوضع يقتضي "الحزم والصرامة" في

الدفاع عن الدولة الجزائرية.        

وقال بوتفليقة "لما كنت من هذا الشعب ونذرت حياتي لخدمته ومقاسمته سراءه وضراءه, يملي علي الضمير و المنصب حيث بوأني, بمحض اختياره, أن أصارحكم و أقول لكم إنني متوجس خيفة مما قد يقدم عليه من منكرات, أناس من بني جلدتنا اعترتهم نزعة خطيرة إلى اعتماد سياسة الأرض المحروقة في مسعاهم إلى الوصول إلى حكم البلاد حتى ولو كان ذلك على أنقاض دولتنا وأشلاء شعبنا".

وأكد الرئيس بوتفليقة قائلا: "نحن, الآن, أمام حالة اضطرار إلى إعمال  الحزم والصرامة, كل الحزم والصرامة, في الدفاع عن هذه الدولة, فهو واجب دستوري, واجب قانوني, واجب شرعي و أخلاقي لا يجوز لا تأجيله و لا التقاعس عنه".    


 أوضح الرئيس بوتفليقة أن "ديمومة الدولة لا تتأتى بإخلاد مواطناتها ومواطنيها إلى الحياد أو إلى الوقوف وقفة المتفرج, في هذا الظرف الذي نرى  فيه الكثيرين منا ينساقون, و يا للأسف, لأسباب مفتعلة باطلة, إلى سقوط أخلاقي, سقوط حضاري يتنافى وكل مقومات المواطنة الصادقة المسؤولة".


"إنني أرى جموعا من أدعياء السياسة, تعمد, صباح مساء, إلى بث الخوف والإحباط في نفوس أبناء هذا الشعب وبناته و إلى هد ثقتهم في الحاضر والمستقبل --يقول رئيس الجمهورية-- إلا أن أراجيفهم لم تنطل, و لن تنطلي, على هذا الشعب الأبي الأريب الذي يمقت الشر ومن يتعاطاه, ولا يروم سوى الخروج مما بقي من تخلفه بتحويل طاقة شبابه, كل شبابه, إلى حراك وطني, شامل عارم, يبني ولا يهدم".

الرئيس بوتفليقة يدعو إلى التجند من أجل رص الجبهة الداخلية

من جهة أخرى، دعا رئيس الجمهورية إلى التجند والتكتل من أجل رص الجبهة الداخلية وهذا درءا للمخاطر الناجمة جراء الاضطرابات التي تشهدها المنطقة.

وقال الرئيس بوتفليقة أنه "يجب على أخيار هذه الأمة أن يتجندوا ويتكتلوا من أجل رص بنيان الجبهة الداخلية, درءا لمخاطر السياق الراهن في منطقتنا التي تعج بشتى أنواع الاضطرابات والتهديدات".

وأوضح أن "بناء هذه الجبهة الداخلية يعنينا جميعا, ووسيلته الحوار وتوحيد الكلمة والمواقف".

و أضاف في ذات السياق قائلا: "لما كنا نؤمن بفضائل الحوار ونحبذ الجنوح إليه ونقبله مع من خالفنا في التصور السياسي لتدبير شؤون البلاد, ومن ناقضنا بأحسن مما نأتي به, لا نرى ضيرا في أن نطرق باب هذا الحوار, على ألا يكون من يأتي إليه ذا موقف مبيت على المساس بما هو قائم بمقتضى الدستور ومكرس بالإرادة الشعبية الصريحة".

وأضاف رئيس الجمهورية أن "الجزائر باقية و ستظل, بإذن الله, عزيزة كريمة بأخيارها, مبرزا أنه في مثل هذه المناسبة "تجب التحية لكل من هم جديرون بها من خدمة الدولة بمؤسساتها وإداراتها و إلى رجال الجيش الوطني الشعبي الأشاوس, إلى ضباطه وصف ضباطه و جنوده البواسل وكافة أسلاك الأمن الذين يدافعون عن حمى الجزائر رابضين على كل حدودها, وإلى الذين يجوبون منهم أوعار هذا الوطن وسهوله من أجل إجتثاث الإرهاب المقيت من جذوره وقطع شأفته".

كما حيا الرئيس بوتفليقة "كل أعوان الدولة في جميع القطاعات الذين يسهرون على بنائها و ترقية اقتصادها ومصلحة شعبها".

التقسيم الإداري الجديد في الجنوب و الهضاب العليا سينفذ فور الفراغ من الإجراءات التنظيمية  

من جهة أخرى، طمأن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة  مواطني مناطق الجنوب و الهضاب العليا بأن التقسيم الإداري الجديد الذي أعلن عنه مؤخرا سينفذ فور الفراغ من الإجراءات التنظيمية.

و قال الرئيس بوتفليقة "هناك أمر أثار خلال الأيام الأخيرة  بعض التساؤلات  وأعني به التقسيم الإداري الجديد المزمع إجراؤه في مناطق الجنوب والهضاب العليا. لا بد لي أن أطمئن المواطنات والمواطنين بأن ما تم إعلانه من الإجراءات سينفذ فور الفراغ  قبليا  من الإجراءات التنظيمية".

و أوضح رئيس الجمهورية أن القطاعات المعنية "تعكف على تأمين الظروف التقنية و توفير مختلف الوسائل اللازمة لإنجاح العملية".

 

الإذاعـــــــــــة الجـــــــــزائرية

 

 

 

 

 

 

الجزائر