تونس تعود الى حالة الطوارئ بعد 15 شهرا وسط مؤشرات بوجود تهديدات امنية جديدة

عادت تونس الى حالة الطوارئ بعد 15 شهرا من رفعها نهائيا   وذلك على خلفية الاعتداء الارهابي المزدوج الذي ضرب مدينة سوسة الساحلية و الذي اعقب الحادث الدموي الذي استهدف المتحف الوطني الباردو  ما خلف حصيلة ثقلية في الارواح  وسط مؤشرات بوجود تهديدات ارهابية جديدة.

 

و فور الاعلان عن قرار فرض حالة الطوارئ توجه الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي بخطاب اليوم إلى الأمة  للوقوف على أسباب فرض قانون الطواريء بالبلاد.
و تم الاعلان عن حالة الطوارى بكامل ربوع البلاد لمدة شهر بدءا من تاريخ أمس السبت 4 يوليو و الى غاية 2 أغسطس المقبل.
و جاء هذا القرار طبقا لاحكام الدستور وبعد التشاور مع رئيس مجلس نواب الشعب  ورئيس الحكومة.
     
الظروف "الاستثنائية" الحالية تدعو الى اجراءات "استثنائية"  
 
و أكد السبسي ان "الظروف الحالية التي تعيشها تونس تستدعي اجراءات "استثنائية"للتصدي لها و الوقاية منها  مشيرا الى ان الحكومة التونسية منذ مباشرة عملها تواجه تحديات ارهابية أمنية واقتصادية واجتماعية صعبة".
و اوضح الرئيس التونسي ان "الظرف الاستثنائى الذى تمر به البلاد اثر العملية الارهابية الاخيرة   واستمرار وجود تهديدات "يجعل البلاد فى حالة حرب من نوع خاص   حيث أن الارهاب يرمى الى تقويض نظام الدولة ومؤسساتها ومصادرة ممارسة الحرية   والاعتداء على قيم المجتمع ونمط عيشه الجماعي".
ولفت الى أن  الارهاب "تحول اليوم الى المدن  وأصبح  خطرا داهما يستوجب الاستعداد التام للتصدي له "مؤكدا أن الوضع اليوم "يستوجب تعبئة شعبية ضد الارهاب لان تونس مستهدفة من طرف تنظيم داعش لانها دولة مدنية حسب دستورها ونظامها جمهوري   وهو ما يتناقض تماما مع أطروحات التنظيم الارهابي".
و في نفس السياق تطرق السبسي الى الوضع فى ليبيا وتداعياته على تونس مشيرا الى أن هذا البلد الذى تجمعه بتونس"وشائج تاريخية عميقة لم تعد فيه دولة بل مجموعة تنظيمات مسلحة متنازعة  الى جانب تدخلات العديد من الاطراف الاقليمية والدولية التى تعمل كل منها على دعم أجندة معينة".
و اقر بان حماية زهاء 500 كيلومتر من الحدود المشتركة مع ليبيا وتأمينها يتطلب امكانيات ضخمة ووسائل متطورة غير متوفرة لدى تونس اليوم.
 
السبسي يثمن التعاون مع الجزائر في مواجهة الارهاب
 
شدد الرئيس السبسي على ضرورة التعاون و تظافر الجهود في مجال مكافة الارهاب  حيث ثمن التعاون القائم بين تونس والجزائر في هذا المجال.
و قال الرئيس التونسي في هذا الصدد ان الجزائر "كانت دوما بجانب تونس فى مقاومة الارهاب".
و اضاف انه" لا يوجد أى دولة فى العالم بمنأى عن التهديد الارهابى  ما يفرض تعاونا دوليا فعالا فى مقاومة هذه الافة"  مشير الى التعاون القائم بين تونس وكل من الولايات المتحدة وفرنسا والمانيا وبريطانيا  وايطاليا والاتحاد الاوروبي. في مكافحة الظاهرة التي ليست لها حدود.

واشار الى ان قوات الامن والجيش "بذلت جهودا كبيرة وقدمت تضحيات   فى مواجهة التحدي الارهابي الذي "يقتضى كما قال "العدة البشرية والعدة المادية   وهي التى تعوز تونس اليوم بصورة كبيرة".
و اعرب الرئيس التونسي في الختام عن عزم بلاده مقاومة الارهاب "في  كنف احترام حرية التعبير وحرية الصحافة وحقوق الانسان" داعيا بالمقابل الجميع الى أن يتم فى ممارسة هذه الحريات  أخذ المخاطر الارهابية المحدقة بالبلاد بعين الاعتبار   لكى لا يساهم البعض فى خلق ظروف لا تساعد على مجابهة التهديدات الارهابية".

 

وأج

 

وسوم:

العالم