عبد المالك سلال بقسنطينة هذا الخميس للاشراف على الاحتفالات الرسمية باليوم الوطني للمجاهد

يقوم الوزير الأول عبد المالك سلال هذا الخميس 20 أوت بزيارة عاصمة الشرق و الثقافة العربية قسنطينة حيث يشارك في الاحتفالات الرسمية المخلدة لليوم الوطني للمجاهد.

و سيكون سلال مرفوقا بوفد وزاري هام ليتفقد على هامش الذكرى و يدشن العديد من المشاريع ذات الطابع الاجتماعي و الاقتصادي.

وبخصوص الاحتفالات التي ستحتضنها قسنطينة هذا الخميس ، أشار وزير المجاهدين الطيب زيتوني أنها ستكتسي هذه السنة طابعا خاصا، لـــ"تخرج عن طابعها التقليدي" على حد نعبيره-

وقال زيتوني، :"ستكون هناك لقاءات مباشرة بين المجاهدين والشباب وموائد مستديرة وبث لافلام وشرائط عبر مختلف التراب الوطني وكذا اقامة ملتقيات وندوات فكرية للتعريف بالحديثين الهامين للأجيال الصاعدة حتى تتمكن من معرفة أدق  التفاصيل الخاصة بثورة أول نوفمبر المجيدة". وعبرالسيد زيتوني عن أمله في أن تساهم قطاعات التربية والتعليم العالي و الاتصال والشباب والرياضة والثقافة والتكوين المهني في عملية التبليغ للأجيال الصاعدة "أهم الأحداث التاريخية التي تخللت مسارالجزائر نحو الاستقلال و إسترجاع السيادة الوطنية".

من جهة اخرى أوضح الوزير ان جهود الهيئة التي يقوم عليها منكبة حاليا حول جمع الوقائع والاحداث و كتابة تاريخ بطولات الشعب الجزائري وشهادات المجاهدين عبر مختلف المحطات التاريخية لنضال الشعب الجزائري ضد الإستعمار الفرنسي.

 


 

اليوم الوطني للمجاهد ..... اختزالُ لمســـــيرة كفاح جيل من أبناء الجزائر

 

شهدت الثورة التحريرية الجزائرية منذ اندلاعها منعطفات خطيرة كاستشهاد عدد كبير من أبطالها وقادتها و اعتقال الكثير منهم، حيث استشهد البطل ديدوش مراد، قائد المنطقة الثانية  و أُسر البطل الرمز مصطفى بن بولعيد قائد المنطقة  الأولى ( الأوراس)، و اعتُقل المجاهد رابح بيطاط قائد المنطقة الرابعة.
غير أن هذه الأحداث لم تؤثر على مسيرة الثورة و على عزيمة المجاهدين علما أن السلطات الاستعمارية عملت على محاصرة و اعتقال و إعدام  المناضلين ظنا منها بأنها الوسيلة المثلى للقضاء على الثورة  نهائيا.
تعتبر هجومات 20 أوت 1955 على الشمال القسنطيني منعطفا تاريخيا هاما في مسيرة ثورتنا التحريرية، فكان قائدها و صاحب الفكرة الشهيد زيغود يوسف الذي حاول أن ينظم هذا الهجوم على كامل التراب الوطني، غير أن خطورة القرار  و ظروف الثورة في تلك الفترة لم تسمح بهجوم شامل على كامل التراب الوطني فاكتقى بتنظيمه في المنطقة التي كان يقودها و هي منطقة الشمال القسنطيني.
ففي أوائل جويلية 1955 وجه زيغود يوسف دعوة إلى كافة  المسؤولين بالمنطقة للحضور إلى “بوساطور” قرب قرية مزغيش (جنوب غرب سكيكدة)، لكن المنطقة لم تكن مؤمنة فوقع الاختيار على “جبل الزمان” بسكيكدة  وهو مكان مرتفع و آمن. و خلال الاجتماع الذي عقده زيغود يوسف مع ضباط المنطقة تم التخطيط لهجومات 20 أوت 1955 و تحديد الأهداف السياسية و العسكرية على الصعيد الداخلي و الخارجي.

استمرت هجومات 20 أوت 1955 لمدة أسبوع تكبد فيها العدو ضربات موجعة من قبل المجاهدين و من طرف الشعب، فأحدثت نتائج هامة داخل الوطن و خارجه، ففي  الداخل وضعت هذه العمليات حدا نهائيا للذين بقوا مترددين في الالتحاق بالثورة، وفي الخارج أيقن الأعداء أن الثورة سائرة على نظام محكم و تعمل وفق برامج محددة لتحقيق هدفها في الاستقلال، و هذا ما تجسد فعلا سنة بعد هذه الهجومات، وذلك بانعقاد مؤتمر الصومام الذي جاء لينظم و يهيكل الثورة.

لقد كان مؤتمر الصومام ضروريا لتقييم التطورات السياسية و العسكرية التي بلغتها الثورة في مرحلة الشمولية و تشبع الجماهير بمبادئها و الالتفاف حولها، و في ظل السياسات و الاستراتيجيات الاستعمارية لقمعها وخنقها. كما جاء اختيار الزمان  و المكان متصلا بمرحلة النضج التي بلغتها الثورة بعد انقضاء سنتين من عمرها.
وإلى جانب العمل التقييمي للثورة حرص المؤتمر على وضع خطة عمل تنظيمية في المجالات العسكرية و السياسية و الإدارية و الاجتماعية و كذلك ضرورة نقل الثورة إلى المحافل العالمية.
إن مؤتمر الصومام الذي احتضنته قرية إيفري أوزلاﭬن بوادي الصومام في 20 أوت 1956 قد أسس لمرحلة جديدة من الثورة و أرسى  استراتيجية العمل المستقبلية وشكل تحديا للسلطات الاستعمارية التي وظفت  أكثر الوسائل لضرب الثورة و خنقها و عزل الشعب عنها.

 

مــــــوقع الإذاعـــــة الجزائـــرية + وأج

 

الجزائر