القناة الأولى تبحث خلفيات وتداعيات الهجرة غير الشرعية على المجتمع الدولي

تناولت القناة الأولى هذا الخميس في عدد خاص ملف الهجرة غير الشرعية الذي يفرض نفسه بقوة هذه الأيام على المجتمع الدولي في ظل الأعداد الهائلة من المهاجرين الذين لقوا حتفهم بقوارب الموت بالبحر المتوسط.

الباحثة في الإعلام والمهتمة بموضوع الهجرة الأستاذة عائشة بوخريصة أشارت إلى أن"ظاهرة الهجرة غير الشرعية قديمة على أوربا ، لكنها لم تكن تثير هكذا ضجة لأنها لم تكن تزعج أحدا" ، مضيفا أن "انفجار هذه الظاهرة هذه الأيام يعود لأسباب كثيرة وباتت تزعج الغرب بشكل كبير والمجتمعات الأوربية من مواطنين ووسائل إعلام أًصبحت تنزعج من تفاقم الظاهرة على أراضيها وأصبحت تشكل عبئا ثقيلا على السياق الداخلي الأوربي، بمعنى آخر أصبحت تشكل تهديدا وخطرا على النسيج الاجتماعي الداخلي وليس حبا في هؤلاء اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين".

أما الخبير في حقوق الإنسان الدكتور عبد المجيد زعلاني لاحظ من جانبه أن"الهجرة غير الشرعية أطلت على المجتمع الدولي بشكل غير منتظر وفاجأت حتى الاتحاد الأوربي الذي وجد نفسه محاصرا بها لا يقدر أن يفعل شيئا حيالها خصوصا من الجانب القانوني ، حيث لايملك أي قوانين تتكيف والظاهرة".

وأضاف :" هذا الأمر ذكرني بما كان ولا يزال يعرف عنا بظاهرة "الحراقة"، حيث عانت الجزائر من غياب نصوص قانونية يتكيف من خلالها الظاهرة قبل أن يتم لاحقا سن بعض القوانين تتكيف معها".

ويعتقد المتحدث أن الدول الغربية بعقليتها الاستعمارية ماضيا ورغبتها في تطبيق الديمقراطية ببعض الدول هي السبب في ما يحدث بدول الربيع العربي، مشيرا إلى أن هذه الدول الغربية عملت على إشعال فكرة الثورات والتحرر ببعض البلدان العربية، لكنها بدلا من أن تراقب العملية وتعمل على إيصالها إلى نهايتها أوقفت المسار في المنتصف، وهاهي تحصد اليوم النتائج. ليبيا كانت مستقرة،  فانتفض الشعب بحثا عن الثورة والحرية، كان يجب مرافقة هذه الثورة حتى نهايتة الطريق، لكن الثورة تركت في المنتصف".

ودعا الدكتور عبدالمجيد زعلاني الأوربيين أن ينتبهوا لما تقوم به أمريكا التي بتقى الفاعل الأول والرئيس في هذه الأزمة التي تعيشها أوربا وبعض الدول العربية خصوصا. فأمريكا لا يهمها ما يحدث على آلاف الأميال من شواطئها لأنها بعيدة عن البحر المتوسط ولاتعنيها الظاهرة لامن قريب أومن بعيد، لذلك على الدول الأوربية الإنتباه وعلاج المشكلة في أصلها في سوريا وليبيا بالأخص التي شهدت ما يسمى بالربيع العربي.

المصدر : الاذاعة الجزائرية

مجتمع