بوركينا فاسو : تعقد الوضع بعد اعتقال رئيس البلاد وسط دعوات دولية للالتزام بالمسار الإنتقالي السلمي

تعقد الوضع في بوركينا فاسو بعد اعتقال رئيس البلاد بالنيابة, ميشال كافوندو, من طرف الحرس الجمهوري و تجريده من صلاحياته و حل المؤسسات الإنتقالية في البلاد وهو ما أثار ردود فعل رافضة لهذه التطورات و داعية إلى الإلتزام بالمسار الإنتقالي الذي تعيشه بوركينافاسو منذ الإطاحة بالرئيس السابق بليز كومباوري في أكتوبر 2014. 

فبعدما أقدمت عناصر الحرس الرئاسي أمس الأربعاء على إعتقال الرئيس البوركينابي, ميشال كافوندو, و الوزير الأول, اسحاق زيدا, ووزراء أخرون, تم تجريد كفاندو من صلاحياته كرئيس مؤقت للبلاد وحل الحكومة وتم تشكيل "مجلس وطني" أوكلت له مهمة "تنظيم انتخابات ديمقراطية تشمل كافة الاطراف". 

وعلى إثر ذلك, قال المسؤول العسكري العقيد مامادو بامبا أن حل أيضا المؤسسات الإنتقالية في اليلاد ممثلة في الحكومة الانتقالية والمجلس الوطني الانتقالي مشيرا إلى أنه "قد تمت مباشرة مشاورات واسعة لتشكيل حكومة يتم تكريسها لإعادة النظام السياسي في البلاد واستعادة التلاحم الوطني من أجل الوصول إلى انتخابات شاملة وهادئة". 

إجراءات اعتبرها رئيس المجلس الوطني الانتقالي فى بوركينافاسو, شريف سي, "إنقلابا"على السلطات في البلاد و خطرا على المرحلة الإنتقالية داعيا "القوى الحية و القوى السياسية و المجتمع المدني والمجتمع الدولي الى التضامن مع كل شعب بوركينا فاسو من أجل افشال هذه العملية". 

ويرى محللون أن هذه التطورات جاءت ردا على قرار السلطات الإنتقالية منع كل المحسوبين على نظام بليز كومباوري السابق من المشاركة في الإنتخابات التشريعية و الرئاسية المقبلة. 

وبالعودة إلى تفاصيل عملية الإعتقال, ذكرت مصادر متطابقة "أن أعضاء من الحرس الرئاسي اقتحموا صباح أمس الأربعاء قاعة الاجتماع الوزاري الذي كان منعقدا فى جلسة بالقصر الرئاسي بالعاصمة واغادوغو و اعتقلوا شخصيات وأعضاء الحكومة". 

 يأتى ذلك قبل 24 يوم من موعد تنظيم الانتخابات الرئاسية و التشريعية المرتقبة يوم 11 اكتوبر المقبل في البلاد بعد أن أجبرت مظاهرات شعبية مناهضة فى اكتوبر عام 2014 الرئيس السابق بلاز كومباوري على التنحي بعد 27 عاما قضاها فى السلطة. 
 
  ردود فعل مناهضة للإنقلاب و دعوات الإلتزام بالمسار الإنتقالي 

وأثارت هذه التطورات ردود فعل دولية مناهضة لهذا "الإنتهاك الصارخ على الدستور و الميثاق الإنتقالي" في البلاد حيث أعرب الأمين العام للأمم المتحدة, بان كي مون, "غضبه" إزاء هذه الأحداث داعيا إلى الإفراج الفوري عن الرئيس و وزرائه. 

كما أكدت الأمم المتحدة دعمها "القوي للسلطات الانتقالية والرئيس كافاندو وشعب بوركينا فاسو في سعيه للانتقال السلمي وحث على الالتزام بالجدول الزمني الانتقالي بما في ذلك الانتخابات المقبلة". 
 نفس الإستياء اعربت عنه واشنطن التي قالت على لسان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي إن الولايات المتحدة تدين بشدة أي محاولة للاستيلاء على السلطة في بوركينافاسو خارج إطار الدستور أو تسوية خلافات سياسية داخلية عبر استخدام القوة. 

ودعا كيري إلى وضع حد لأعمال العنف فورا في بوركينا فاسو كما حث العسكريين الذين  قاموا باحتجاز المسئولين على ضرورة العودة إلى ثكناتهم, مؤكدا دعم الولايات المتحدة الحاسم لمواصلة الحكومة الانتقالية المدنية عملها للإعداد لإجراء انتخابات حرة  ونزيهة في 11 أكتوبر القادم. 

من جهتها أدانت الحكومة الفرنسية الانقلاب العسكري في بوركينا فاسو, وقيام عدد من  أعضاء الحرس الرئاسي باحتجاز الرئيس الانتقالي ميشيل كفاندو, ورئيس وزرائه إسحاق زيدا , وعدد من وزراء الحكومة الانتقالية. 
ويوجد الممثل الخاص للأمين العام لغرب إفريقيا محمد بن شمباس في واغادوغو ويعمل حاليا بشكل وثيق مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس) والاتحاد الإفريقي وغيرهما من الشركاء الدوليين للحفاظ على العملية الانتقالية في بوركينافاسو ودعمها.

المصدر : وكالات 

العالم, افريقيا