رئيس وزراء ساوتومي و برانسيبي يعرب عن ارادة بلده في بعث التعاون مع الجزائر

أعرب  الوزير الأول و رئيس حكومة ساو تومي و برانسيبي باتريس ايمري تروفووادا هذا الاثنين بالجزائر العاصمة عن إرادة بلده في بعث التعاون مع الجزائر في مختلف المجالات.

وأوضح تروفووادا للصحافة عقب الاستقبال الذي خصه به رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أن الصداقة بين البلدين "ضاربة في القدم" و أن التعاون مع الجزائر "بحاجة إلى تفعيل في بعض المحاور التي تكتسي أهمية مثل الجوانب الاقتصادية والسياسية و الدبلوماسية".

وأضاف "أن المحور الأمني يجب أن يتم تفعيله كذلك بما أن الجزائر تتوفر على خبرة و تجربة كبيرة في هذا الميدان".

كما اعتبر زيارته إلى الجزائر "جد ايجابية" مؤكدا أن البلدين قد تمكنا من إرساء "أسس جديدة" لتعاونهما.

في ذات السياق أشار تروفووادا إلى انه "سيتم بمناسبة هذه الزيارة تنظيم زيارات تقنية و إنشاء لجنة مختلطة تشرف على متابعة التعاون".

وأكد رئيس وزراء ساو تومي و برانسيبي "إنني على ثقة بأننا سنتمكن قريبا من ترجمة هذه الانطلاقة الجديدة للتعاون الثنائي بشكل ملموس و على ارض الواقع لمصلحة البلدين".

وخلال زيارتة للشركة الوطنية لصناعة السيارات بالرويبة قال باتريس ايمري تروفووادا إن منتوج هذه الشركة بالنسبة لإفريقيا عموما ، مضيفا أن الشراكة مع الجزائر في مجال التصنيع ستنعكس بالإيجاب على واقع التشغيل في بلاده

و خلص في الأخير إلى القول بأنه تناول مع الرئيس بوتفليقة أهم المسائل المتعلقة بالراهن الإفريقي و الدولي و إلى الوضع الحالي في ساو تومي و برانسيبي.

البيان المشترك الذي توج زيارة رئيس الوزراء ورئيس حكومة ساو تومي وبرينسيبي الى الجزائر

توجت الزيارة الرسمية التي أجراها رئيس الوزراء ورئيس حكومة ساو تومي وبرنسيبي،باتريس اميري تروفوواد إلى الجزائر ببيان مشترك فيما يلي نصه الكامل:

"بدعوة من الوزير الأول عبد المالك سلال أجرى رئيس الوزراء و رئيس حكومة ساو تومي وبرنسيبي، باتريس اميري تروفوواد  زيارة رسمية إلى الجزائر يومي 20 و21 سبتمبر 2015 مرفوقا بوفد هام.  

وتندرج هذه الزيارة في إطار تعزيز العلاقات التقليدية للصداقة و التضامن والتعاون القائمة بين البلدين وتعكس الإرادة المشتركة لقادتهما في إعطاء دفع جديد للعلاقات الثنائية.

و قد حظي السيد باتريس إيمري تروفوادا خلال إقامته بالجزائر باستقبال من قبل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة.

كما تحادث على انفراد مع الوزير الأول عبد المالك سلال كما أجرى المسؤولان بعد ذلك محادثات موسعة على وفديهما.

وشكلت هذه اللقاءات فرصة للمسؤولين لاستعراض وضعية التعاون الثنائي في عدة مجالات و دراسة السبل و الوسائل الكفيلة بإعادة تفعيلها  و تم التأكيد في هذا الإطار على التزامهما بالعمل على تعزيزها و استغلال الإمكانيات و الفرص التي يتوفر عليها اقتصادي البلدين بما يعود بالمصلحة على الشعبين الشقيقين.

كما أكد الوزيران الأولان على أهمية توفير جميع الظروف من اجل إعادة تفعيل اللجنة المختلطة للتعاون مشيرين إلى توفر عديد فرص التعاون في شتى المجالات سيما في الصحة و التعليم و الطاقة و الدفاع. 

  وبخصوص المسائل الإقليمية و الدولية أعرب كل من السيد سلال و تروفوادا عن ارتياحهما لتطابق تحاليلهما السياسية ووجهات نظرهما حول مجمل المواضيع التي تمت مناقشتها و أكدا في هذا الصدد على إرادتهما في تعزيز التشاور و الحوار الثنائي على جميع المستويات سيما عشية الاستحقاقات الإقليمية و الدولية الهامة و على مستوى منتديات فضاء انتمائهما المشترك.

وجدد الوزيران الأولان من جهة ثانية التأكيد على تمسكهما بأهداف الاتحاد الإفريقي و التزامهما بتكثيف الجهود من اجل ترقية السلم و الأمن و الاستقرار والتنمية في إفريقيا.

و أعربا في ذات السياق عن دعمهما التام لجهود المنظمة القارية في البحث عن حلول افريقية للمشاكل الإفريقية داعيين إلى ضرورة العمل لصالح المبادرات الرامية إلى ضمان التنمية الاقتصادية و الاجتماعية للقارة و عبرا في هذا الصدد عن قناعتهما الراسخة بان الشراكة الجديدة من اجل تنمية إفريقيا تبقى برنامجا يشكل نموذجا مناسبا لمواجهة التحديات متعددة الأبعاد لإفريقيا.

  أما بخصوص مكافحة الإرهاب جدد الوزيران الأولان إدانتهما الشديدة لهذه الآفة بكل أشكالها و مظاهرها و التأكيد على ضرورة بذل جهود منسقة من اجل مكافحة الإرهاب العابر للأوطان.

في هذا الصدد عبر المسؤولان عن انشغالهما لانتشار الجماعات الإرهابية والقرصنة البحرية في خليج غينيا و الاتجار بالمخدرات و التنقل غير المشروع للأسلحة في إفريقيا وكل أشكال الجريمة العابرة للأوطان كما أكدا على التزامهما بتكثيف الجهود من اجل محاربة الآفات التي تهدد السلم و الأمن و الاستقرار في القارة.

في هذا الاطار ذكر المسؤولان بالقرارات ذات الصلة التي اتخذها الاتحاد الافريقي حول منع دفع الفدية مقابل اطلاق سراح الرهائن ونددا بهذه الممارسة التي تساهم في تمويل الارهاب.

من جهة أخرى  أعرب الطرفان عن دعمهما لجهود الاتحاد الافريقي الرامية الى مكافحة الجماعات الارهابية. في هذا الشأن عبرا عن دعمهما للمهمة التي أسندها الاتحاد الافريقي للقوة المشتركة المتعددة الجنسيات و عن دعمهما أيضا للبلدان التي تواجه هذه الظاهرة.

و بخصوص الوضع في شمال مالي شكر الوزير الأول و رئيس حكومة ساو تومي و برانسيب باتريس اميري تروفووارا الجزائر على جهود الوساطة التي أفضت الى التوقيع بباماكو على اتفاق السلم و المصالحة بمالي من طرف الحكومة المالية و حركات الشمال.

كما وجه الطرفان نداء لجميع الأطراف المالية من أجل السهر على التطبيق الدقيق و الصارم لهذا الاتفاق حيث دعيا المجتمع الدولي الى مرافقة مالي في جهود التنمية الاقتصادية و الاجتماعية التي تبذلها.

وفيما يتعلق بالوضع في ليبيا  أعرب الجانبان عن انشغالهما العميق بخصوص تدهور الوضع الامني في هذا البلد و أثره السلبي على منطقتي شمال افريقيا و الساحل.

كما دعيا جميع الأطراف الليبية باستثناء الجماعات الارهابية المعرفة بهذه الصفة من طرف الأمم المتحدة من أجل العمل سويا في اطار روح الأخوة و الالتزام فعليا بمباشرة الحوار الذي بادر به الممثل الخاص للأمين العام لللأمم المتحدة المكلف بليبيا السيد برناردينو ليون بهدف التوصل الى تسوية سياسية حفاظا على الوحدة و السلامة الترابية و استقرار هذا البلد و تماسك شعبه.

وبخصوص قضية الصحراء الغربية  أكد الوزيران الأولان مجددا دعمهما لجهود الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون و مبعوثه الخاص السيد كريستوفر روس بغية التوصل الى حل سياسي يوافق عليه الجانبان و يفضي إلى تقرير مصير الشعب الصحراوي طبقا للوائح ذات الصلة لكل من مجلس الأمن و الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأدان الوزيران الاولان بشدة "الانقلاب" ببوركينافاسو و اعربا عن انشغالهما للتوقف العنيف و غير الشرعي لمسار التحول السياسي الجاري. و بعد التاكيد على تمسكهما بالقرار المصادق عليه خلال قمة منظمة الوحدة الافريقية المنعقدة في يوليو 1999 بالجزائر العاصمة حول تغيير الحكومات المنافي للدستور و اللوائح ذات الصلة للاتحاد الافريقي و الجمعية العامة و مجلس الامن الاممي  دعا الوزيران الاولان مجموع الاطراف الفاعلة بهذا البلد الى التعقل و تغليب المصلحة العليا للشعب البوركينابي.    

وفيما يخص الوضع في الشرق الاوسط  اكدا دعمهما لتسوية عادلة و مستديمة للنزاع الفلسطيني-الاسرائيلي تكرس حق الشعب الفلسطيني في انشاء دولة مستقلة وفقا للشرعية الدولية.

و دعا المسؤولان إلى اصلاح عميق لمنظمة الامم المتحدة و جددا تمسكهما بمسار ايزولويني من اجل مشاركة اوسع و انشط للدول الافريقية في مساراتخاذ القرار على مستوى المنظمة. 

وجرت المحادثات بين الطرفين في جو تسوده الاخوة و التفاهم المتبادلين.

وشكر باتريس ايمري تروفوادا رئيس الوزراء و رئيس حكومة الجمهورية الديمقراطية لساو تومي و برانسيب الوزير الاول عبد المالك سلال على حفاوة الاستقبال الحار والاخوي الذي خصه به هو و الوفد المرافق له.

ووجه رئيس الوزراء و رئيس الحكومة تروفوادا دعوة للسيد عبد المالك سلال للقيام بزيارة رسمية الى ساو تومي و برانسيب. و تم قبول هذه الدعوة و سيتم تحديد تاريخ الزيارة باتفاق مشترك عبر الطرق الديبلوماسية.

 

 

 

المصدر : الإذاعة الجزائرية/ وأج

الجزائر