انطلاق فعاليات ملتقى القراءة الصوفية بجامعة يحيى فارس بالمدية يومي 17-18 نوفمبر

تنطلق فعاليات الطبعة الأولى للملتقى الوطني الاول حول تجليات القراءة الصوفية بجامعة  يحيى فارس بالمدية يومي 17-18 من الشهر الجاري، حسب ما كشفه نائب رئيس الملتقى مفتاح بخوش الذي أكد  أن الأمور تسير بجدية تامة، وفقا للخطوات المرسومة والمدروسة من اجل انجاح هذا الموعد الذي يأتي تنظيمه تحت الرعاية السامية لفخامة السيد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.

وأضاف ذات المصدر أنه بموازاة الاهمية القيمية للملتقى التي تندرج في إطار تنشيط  الحياة العلمية والثقافية بالجامعة، فأنه مشاركة في الاحتفالية الكبرى بستينية الثورة التي يهز صداها ربوع الجزائر.

وتشير ارضية الملتقى ان العالم لا يمكن ان ينسى ما دفعه خلال الحربين العالميتين  الاولى والثانية، إضافة إلى الحروب التي تبعتها ولا تزال متواصلة لحد الان في  أوربا الشرقية والشام والعراق وفلسطين والقرن الافريقي وكثير من نقاط  الصدام في  القارة السمراء بسبب قيم تستمد حضورها من خطابات تنبري في أدبياتها العامة على  الاقصاء التام لقضايا الروح.

ومن هنا تبرز الحاجة الكبرى الى اعادة صياغات الانسان الفكرية بالعمل على  صياغة الخطاب التربوي والتوجيهي في التعليم وفي المساجد وفي مختلف القطاعات،  إضافة إلى القطاع الرسمي، بالشكل الذي يكون أكثر وظيفية، وأكثر فاعلية في صياغة وصناعة مشاريع المحبة والسلام، وهذا قاد الى الوعي باهمية التصوف  والممارسة الصوفية كقضية محورية في الاضطلاع بدورها في إعادة ترميم احلام  الجماهير، خصوصا بعد ان تحولت إلى مشروع نخبوي، كل واحد ينهل منه بطريقة  

وبحسب الأستاذ مفتاح بخوش، نائب رئيس الملتقى فان أهم ما تثيره ديباجة الملتقى هو عدد من النقاط التي تتصل اساسا بأزمة قراءة وفهم الخطاب الصوفي، بعدما انفتح المتابع العربي ثروة إبداعية عربية سبقت مثيلاتها في الغرب بقرون،يحتاج فهمها إلى ادوات ناجعة تمكن القارئ من فك صعوبة التنميط النصي عن المتصوفة وتشكل قراءته عملا يكاد يكون صعبا، بسبب العجز الصريح للغة في الكشف عن الدلالات، مما يحيل أي عملية تحليلية ما ـ لأي ممارسة نصية صوفية دائما على زوايا للمقاربة تسعى إلى الاقتراب من الحقيقة دون الامساك بجوهرها.

ويضيف الاستاذ بجامعة الدكتور يحي فارس بالمدية أنه أن صعوبة لك تكمن في كون اللغة الصوفية بوجه عام هي لغة اصطلاح، لا لغة تعارف وتفاعل وتواصل بين الناس، ويعكس مضمونها تجربة لا يحياها إلا الخاصة، وروحية كشفية ذوقية لا يعرفها إلا من ذاقها

ومن هذ الاطار تنبني اشكالية الملتقى ـــ يقول بخوش مفتاح ــــ حول سؤال مهم قوامه جدية النص اللغوي في الإبانة عن الرؤية الصوفية ؟ خصوصا، أمام صعوبة ضبطها بأي عامل عقلي لغوي، بل ويمتد السؤال بموازاة ذلك إلى مشروعية الكتابة خصوصا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن الكتابة في حد ذاتها يمكن أن تكون خيانة للتجربة الصوفية التي ستظل في سياقها أكبر بكثير من أن تحصر في نطاق نظرية عقلية، أو في سياقات تعبيرية مختلفة، كما أنها غير قابلة أيضا لأن تنضبط في حدود فلسفية أو نظرية، مما يقود إلى القول بمحدودية كل جهد عقلي يروم السير في اتجاه الإحاطة بهذه التجربة على اعتبار أن الرؤية العقلية في نهاية الأمر لا تشكل إلا نقطة من عدد غير منته من النقاط التي تسعى التجربة الصوفية إلى الإحاطة بها، والتي لا تدرك الرؤية العقلية إلا وجها واحدا من وجوهها. ثم هل الكتابة الصوفية في انتاجها أو في تلقيها عبارة عن منعكس خاص للوعي با بعاد الظاهرة الدينية أم أنها نتاج فلسفة دينة صرفة.

ثقافة وفنون