الموسيقي سيد أحمد سري يواري الثرى بالعاصمة

ووري الثرى جثمان الموسيقي و المطرب و أستاذ الموسيقى الأندلسية سيد أحمد سري الذي وافته المنية أمس الأحد عن عمر يناهز 89 سنة ظهيرة هذا الاثنين بمقبرة سيدي يحيى بالجزائر العاصمة بحضور جمع غفير.

وحضر العديد من عشاق الأغنية الأندلسية و فنانون و رفاق درب المرحوم مراسم الجنازة للترحم على الفنان الراحل عميد الموسيقى الأندلسية الجزائرية في طابع الصنعة.

وإلى جانب وزير الثقافة عز الدين ميهوبي و وجوه فنية من السينما و المسرح حضر الجنازة ممثلون عن جمعيات الموسيقى الأندلسية بالجزائر العاصمة و تيبازة و قسنطينة و الشلف و كذا مدير المجلس الوطني للفنون و الآداب عبد القادر بن دعماش.

وقال وزير الثقافة عزالدين ميهوبي إن " الفقيد يعد واحدا من أعمدة الفن الجزائري الأصيل وأحد المراجع الكبرى في الموسقى الجزائرية الكلاسيكية سواء تأليفا أو بحثا أو دراسة  وقدم الكثير للتراث الجزائري."

وكان الرئيس بوتفليقة قد أكد في برقية تعزية لعائالة الفيد "إن الجزائر لتفقد في هذا الفنان، الذي كان وسيظل مرجعا للأجيال الآتية من الفنانين, معلما ترك بعده تلاميذة سيتأسون به في الحفاظ على الموسيقى الكلاسيكية و الثقافة الجزائرية".

من جهنهم ، أشاد موسيقيو وفنانو الطرب الأندلسي و وزير الثقافة عز الدين ميهوبي ، بالمسار الفني الثري لسيد احمد سري  وبعمله الجاد في مجال الحفاظ على هذه الموسيقى الجزائرية الكلاسيكية وترقيتها .

و قد ابرز رؤساء الجمعيات الموسيقية الأندلسية و أصدقاء الفنان وتلاميذه القدماء "شغف " الفقيد بالموسيقى الأندلسية مذكرين بإسهاماته الكثيرة لاسيما في مجال التكوين  منذ أن أصبح في 1952 أستاذا لهذا الفن كما أشادوا بحرصه على إيصال هذا الإرث الفني إلى الأجيال الصاعدة .

و في اخر تصريح للفنان الراحل للقناة الاولى انه قضى حياته في الكتابة و إيصال رسالة إلى الاجيال جهرا للمحافظة على التراث الجزائري .

 حياة الراحل سري مسار ثري 

ولد سيد أحمد سري يوم 02 نوفمبر 1926م، بحي القصبة بالجزائر العاصمة، و شغف منذ صغره بالموسيقى الكلاسيكية والتراثية للمنطقة، و كان شديد التعلق بجده لأبيه الذي كان مقدم فرقة العيساوة،. وهو أول موسيقي يتحصل في أفريل 1992 على ميدالية الاستحقاق الوطني.

درس سري، على يد الشيخ البشير البوزيري في المدرسة القرآنية ، أين تعلم مبادئ ترتيل القرآن الكريم وإلقاء للإنشاد الديني وحفظ القصائد، وكان يصاحب الشيخ محمد بنوبية معه ليحيي حفلات إنشاد أيام عيد المولد النبوي الشريف بمزار سيدي عبد الرحمان الثعالبي بحي القصبة، وسيدي محمد ببلكور.

وفي بداية الثمانينات وعندما كان الأستاذ سيد أحمد سري مديرا لجمعية الجزائرية- الموصلية شهدت هذه الأخيرة حفلات عديدة على شرف الكثير من الفنانين الجزائريين كانت تنظم تحت اسم (الخريف الموسيقي الجزائري)
خلال عامي 1970م و 1980م كان يشغل إضافة إلى مهامه الأخرى منصب مدرس بالمعهد الوطني للموسيقى.
اهتم سيد أحمد سري لسنوات عديدة بالكتابة في الصحف الوطنية حول الموسيقى الكلاسيكية الجزائرية بشكل عام ومدرسة الصنعة بشكل خاص، وقدم مقالات مهمة حول الأساتذة – الأعمال الموسيقية – الجمعيات – مستقبل الموسيقى الأندلسية الجزائرية، وغيرها من المقالات.
تخرج على يده الكثير من الفنانين والمطربين والموسيقيين ممن لا يحصون عدا، ومن أشهرهم: زروق مقداد، زكية قارة تركي، حبيب قرومي. وأيضا من تلاميذه الأستاذ عثمان دلباني مشرف قسم الموسيقى الآلية بمنتدى سماعي للطرب العربي الأصيل على شبكة الإنترنيت.

المصدر : الاذاعة الجزائرية

وسوم:

الجزائر, ثقافة وفنون