مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي: عرض"المطلوبون الـ18 " الفلسطيني و"أداما" الفرنسي

تم سهرة الجمعة عرض بالمسرح الجهوي عز الدين مجوبي في ثاني أيام مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي فيلمي "أداما" (فرنسا) و " المطلوبون ال18 " (فلسطين) و ذلك من بين أربعة أفلام مبرمجة تتنافس كلها على جائزة "العناب الذهبي."

و قد تم عرض فيلم "أداما" لسيمون روبي الذي يمثل فرنسا في مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي في الفترة الصباحية أمام العشرات من ممثلي وسائل الإعلام و جمهور غفير بدت عليه السعادة و هو يعيش أجواء السينما داخل القاعات المظلمة.

و يصور فيلم "أداما" المستوحى من قصة واقعية لرماة سينغاليين  خلال الحرب الكبرى (1914-1918).

و يظهر في هذا الفيلم "أداما" و هو شاب أفريقي في سن الثانية عشر يتوجه العام 1946 للبحث عن شقيقه الأكبر في خنادق فردان (فرنسا) بينما لم يسبق له أن غادر قريته و لم ير أي رجل أبيض. 

و خلال مغامرته يكتشف بشاعة الحرب و لكن أيضا تجربة الأخوة فالحب الذي يكنه لشقيقه يتوج بنهاية غير منتظرة لسفريته الاستهلالية. فهو فيلم جذاب من خلال ثراء مواضيعه و كذا من خلال تقنيته التنشيطية الثلاثية الأبعاد فيحرك رسالة سلام و تسامح.

للتذكير فقد حاز فيلم "أداما" على جائزة أحسن فيلم تنشيطي في المهرجان الدولي الأخير لخيخون بإسبانيا.

أما الفيلم الثاني بعنوان "ديغرادي" للأخوين الفلسطينيين عراب و طرزاب ناصر فقد تم تعويضه بفيلم "18 هارب" من إخراج  عامر شومالي و بول كواري و يمثل فلسطين. و بين الحيوية و الحوارات و الأرشيف يغوص " المطلوبون الـ18" بالمشاهد في أغرب قصة للصراع بين فلسطين و الكيان الصهيوني. ففي 1987 و في عز الانتفاضة تقرر مجموعة من الناشطين و المناضلين و المثقفين بإنشاء تعاونية للحليب. 

و يتحصل هؤلاء عل 18 بقرة بإدخالها عن طريق التهريب إلى بيت ساحور و هي بلدة فلسطينية تقع بالضفة الغربية. لكن هذا المورد الجديد للتمويل سرعان ما يعتبر "خطرا على الأمن القومي لإسرائيل" فتشرع هذه الأخيرة بسرعة في مطاردتهم.  و تحكى قصة هذه الأبقار المبحوث عنها بشكل فكاهي من خلال مزج بين الصورة الأرشيفية و رسومات أصلية.

و يعرض في الفترة المسائية فيلمان للمنافسة على جائزة "العناب الذهبي" و هما "ميديتيرانيا" للمخرج جوناس كاربينيانو يمثل إيطاليا و فيلم "آوت أوف أوردينري" (قدرات غير عادية) لمخرجه داود عبد السيد يمثل مصر.

و تضم لجنة تحكيم مهرجان عنابة لفيلم المتوسطي 5 أعضاء من بينهم المخرج الجزائري كمال دهان فيما اختيرت كاتبة السيناريو و المخرجة التونسية كلثوم برناز رئيسة للجنة التحكيم.

للتذكير يتنافس 18 فيلما على جائزة "العناب الذهبي" التي سيعلن عنها بعد مداولات لجنة التحكيم الدولية في ختام هذا المهرجان الذي يتواصل إلى غاية التاسع من ديسمبر الجاري بالإضافة إلى الجائزة الكبرى للجنة التحكيم و الجوائز الأولى لأحسن تمثيل نسائي و كذا أحسن تمثيل رجالي.

واستحسن الجمهور الوافد التنوع الثقافي الذي يتجلى في هذا المهرجان ويتجسد من خلال أفلام متوسطية أضفت حركة سينمائية على مدينة بونة.

المصدر : الإذاعة الجزائرية/ وأج

ثقافة وفنون, مهرجانات