الاذاعة الجزائرية تنظم يوما مفتوحا على تراث الامزاد في الذكرى الثانية لتصنيفه العالمي

صورة ملتيميديا الإذاعة الجزائرية

نظمت الاذاعة الجزائرية عبر القناة الاولى و كل الاذاعات الموضوعاتية، المحلية والجهوية ،هذا الخميس يوما مفتوحا حول "الامزاد" بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لاعتماد منظمة "اليونسكو" موسيقى "الامزاد" الترقية ضمن التراث اللامادى العالمي.

ويؤكد الباحث في تراث منطقة تمنراست مولود فرتون أن "الإمزاد" هي أبعد من كونها آلة موسيقية بل هي ظاهرة احتفالية مقدسة لها بعدها التاريخي والثقافي والإجتماعي بمنطقة تمنراست.

وأوضح أن الامزاد هي ثقافة موسيقية ترتبط بالفن عند المرأة منذ مئات السنين حيث قامت الملكة تينهينان باختراعها من خلال اقتطاف شعرة من خيلها "آمزد" وربطتها على آلة لإيقاف الحروب بين القبائل، ولما استمعوا إليها توقفوا عن الحرب فعلا بحسب ما تقول الروايات".

ويقول بوجمعة بن حبيرش الأمين العام لجمعية "الإمزاد" التي تسعى للحفاظ على هذا التراث بأن المرأة الترقية هي التي تصنع هذه الآلة وهي التي تعزف عليها لكنها تكون دوما مرافقة بالرجل الشاعر.

وتخطت "الآمزاد" خطوات كبرى من أجل إقناع اليونسكو بإدراجها ضمن التراث العالمي الإنساني اللامادي في ديسمبر 2013، وهي الخطوة التي باركها المجتمع التارقي الذي لا يزال محافظا عليها وعلى تقاليد ىأجداده.

من جانبها أكدت ممثلة وزارة الثقافة لوزيرة غلاز أن تصنيف "إمزاد" تراثا عالميا يمثل عملا كبيرا شأنه شأن كل تصنيف الذي مس مناطق وعادات أخرى بالوطن" مضيفة أن "التصنيف يعني جمع عمل الباحثين العلميين حول تاريخ المنطقة 

بث مشترك ومباشر من تمنراست

و تبث القناة الأولى للاذاعة الجزائرية طيلة هذا اليوم في بث مشترك مع إذاعة تمنراست عدة برامج  حيث نظمت عدّة نشاطات بالمناسبة ، بالتعاون مع جمعية "من أجل الامزاد"، تتضمن فضاءات ثقافية و ندوات و برامج متنوعة وسهرات فنية للفلكلور المحلّي.

وأكد مدير القناة الأولى محمد زبدة إن هذ المبادرة تقودها اللإذاعة الوطنية بتوجيهات من المدير العام للإذاعة الجزائرية ، تدخل ضمن دفتر الشروط في شقه المتعلق بالتعريف بالمحيط ومن بينها ثقافة موسيقى " الإمزاد" وما رافقها من ثقافات أخرى، مؤكدا أن الإذاعة الجزائرية متواجدة بكل قنواتها بتمنراست لأجل بث تقوده القناة الأولى هذا الخميس بدءا من السادسة صباحا إلى منتصف الليل .

وأشار محمد زبدة أن هذه المبادرة جاءت بالتنسيق مع جمعية " من أجل إمزاد" والإذاعة الجزائرية لتوسيع الدائرة من الحديث عن موسيقى الإمزاد إلى الحديث عن أهمية التراث المادي واللامادي ، مشيرا إلى أنها متناغمة مع السياسة الوطنية في البحث عن مصادر ثروة خارج مصادر الطاقة، سيما وأن تمنراست معروفة بتقاليدها وأمنها واستقرارها وسنحاول الكشف عن كنوزها الثقافية وترقية السياحة الداخليية ونحن مقبلون على العطلة الشتوية وهو ما سنعمل على التعريف والترويج له خلال البث الخاص بتظاهرة إمزاد .

اعتماد اليونسكو للامزاد ضمن التراث الثقافي اللامادّي للبشرية

و قد أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم ( اليونيسكو)  أغاني وموسيقي "الأمزاد" الخاصة قبائل التوارق  ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي خلال الدورة التي عقدتها اللجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي بين ال2 و ال7 ديسمبر 2013 بباكو في اذربجان الى جانب 14 عنصرا في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية.

و كانت الجزائر قدمت  ملفا باسمها الخاص وباسم كل من مالي والنيجر بحكمهما دولتان تشتركان والجزائر في هذا الإرث الثقافي.

وبالاضافة الى الجزائر ومالي والنيجر، يتواجد هذا التراث الثقافي العريق ، المهدّد بالزوال ، في بوركينافاسو والتشاد ، و هما بلدان آخران يتقاسمان مع البلدان الثلاث هذا التراث، حيث لم يتبق سوى قلة من العازفين لهذا النوع الموسيقي النادر. وخضع هذا التراث اللامادي الشعري والموسيقي منذ سنوات الى عملية جرد وتسجيل وترجمة من قبل ديوان الحظيرة الوطنية للأهقار(تمنراست) وكذا المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الانسان.

الممارسات والمعرفة المرتبطة بجماعات الإمزاد من التوارق في الجزائر ومالي والنيجر

و تشكل موسيقى الإمزاد ، االذي تميزه آلة موسيقية تقليدية وقديمة جدا ،إحدى مميّزات قبائل التوارق وتعزفها النساء على آلة موسيقية أحادية الوتر تُعرَف بالإمزاد حيث تجلس العازفة وتضع الآلة على ركبتيها وتعزف عليها باستخدام قوس.

 وتوفر آلة الإمزاد أنغاما مصاحبة للأشعار أو الأغاني الشعبية التي غالبا ما يؤديها الرجال في المناسبات الاحتفالية في مخيمات التوارق. وغالبا ما تُعزَف هذه الموسيقى لإبعاد الأرواح الشريرة وتخفيف آلام المرضى.

 وتُنقَل المعرفة الموسيقية شفهيا وفقا لطرائق مراقبة واستيعاب تقليدية.

و تروي الاسطورة أنّ تاريخ الة امزاد يعود الى قصة رجل خائر القوى و متأثرا بالجراح و الجوع و العطش ، اقترب من احدى الخيم و استمع الى نسوة يعزفن على الة الامزاد للترفيه عن النفس ، فقام بتجميع قواه ليصل الى الخيمة لليغني على اقاع الموسيقى للتعبير عن معاناته و حالته المزرية، فهرعت النسوة الى اسعافه ، و مذ ذاك ، أصبح الرجل الترقي يغنّي على ايقاع الة الامزاد.

المصدر : موقع الإذاعة الجزائرية

ثقافة وفنون, تراث