الطيب زيتوني : أحداث 11 ديسمبر 1960 عززت الروابط بين الشعب الجزائري و ثورته

أكد هذا الجمعة وزير المجاهدين الطيب زيتوني بعين الدفلى أن أحداث 11 ديسمبر 1960 عززت الروابط بين الشعب الجزائري و ثورته مشيرا إلى أن التظاهرات المنظمة بالمناسبة انتشرت بسرعة مشكلة انتفاضة شعبية ضد الاستعمار و سياسته التدميرية.

وكانت هذه الأحداث دليلا ملموسا على الدعم الشعبي للنضال من أجل الاستقلال ودعمه لجبهة التحرير الوطني حسب ما ذكره الوزير الذي أعطى إشارة انطلاق المهرجان الوطني للشعر الشعبي و الأغنية البدوية على هامش الاحتفال بالذكرى ال55 لمظاهرات 11 ديسمبر1960.

وفي هذا السياق قال الوزير زيتوني"إن 11ديسمبر هي مسيرة شعبية ضد الظلم والقهر والاستعباد والاستدمار والتشريد - ويضيف الوزير -إن لليوم من خلال إستقرائنا لمسيرة هذا الشعب المكافخ والمناضل والعامل والقائد أقول شكرا للشعب صبر وقدم بطولات وأمجاد وفرق بين الحق والباطل رغم أساليب التركيع والتمويه وبعث بعض الصور التي تغطي الحقيقة ، إلا أن رسالة الشعب تحت قيادة الرئيس المجاهد عبد العزيز بوتفليقة تبقى ساطعة واضحة متجلية في مجهودات الشعب . ونتائج تلك المجهودات في الميدان والواقع وفي تطلعات بناتنا وأبنائنا . ونقول تتجلى هذه الرسالة في نقطة واحدة وهي قوة تلك الكلمة التي لايمكن أن تستتر وهي كلمة الحق".   

وقد أثنى في هذا السياق على الرجال و النساء والأطفال الذين استثمروا في الشارع للتعبير عن التزامهم الراسخ بقيم نوفمبر 1954 وتحدوا القوات الاستعمارية التي تصدت للمظاهرات.
وبالرغم من الوسائل المستخدمة من طرف المستعمر الفرنسي لخنق أي تلميح عن التمرد يقول الوزير ،إلا أن الشعب انتفض كرجل واحد للدلالة على رفضه للاستعمار واستعادة حريته.
ودعا زيتوني الشباب إلى الاقتداء بجيل نوفمبر لمواجهة تحديات العصر.

ولدى تطرقه للوضع الراهن للبلاد ذكر السيد زيتوني أن استعادة الجزائر لمكانتها على الساحة الإقليمية والدولية وكذلك الجهود المبذولة لتحسين الجانب الاجتماعي والاقتصادي للمواطن تشكل من بين المؤشرات الإيجابية التي حققها الوطن من اجل تقدمه.

و قال الوزير أنه "إذا كان الشهداء قد ضحوا بأنفسهم فمن المؤكد أنه من أجل أن يعيش الشعب في حرية و رخاء" مشيرا إلى أن واجب الولاء لأسلافه المجيدة يتطلب من الجميع الإسهام الكامل في تطوير البلاد."   
و كان الوزير قبلها قد حل بالمتحف البلدي للمجاهدين لعين الدفلى أين قدم عدد من الكتب التابعة لوزارته.ودعا بالمناسبة القائمين على المتحف لجعله مؤسسة ثقافية و تاريخية "متنقلة" من أجل رفع مستوى وعي سيما سكان المناطق النائية من الولاية.

و تابع الوزير بمركز التعذيب "قامبو" الواقع بحي الشهيد قوادري بلقاسم بضواحي عين الدفلى عرضا حول مشروع تهيئة هذا الموقع الذي يحوي كذلك انجاز مخيم للشباب مع ترميم الآثار أين تم تعذيب المجاهدين.
و سيسمح أمر ترميم هذا المركز مستقبلا لزواره من الشباب للتعرف حسب السيد زيتوني على الفضائح التي ارتكبها المستعمر و أن يدركوا بأن الحرية أفتكت على حساب أرواح و تضحيات العديد من الشهداء.
و قال المجاهد كحلوش موسى المدعو "قوراي" في شهادته حول الأعمال الوحشية التي ارتكبها المستعمر الفرنسي أنه تمكن من إخراج السجين رشيد موسى.    
و بحي حاج صدوق أشرف الوزير على تسمية الساحة العمومية باسم الشهيد عبد السلام بوعلام (1929-1959) و كذا إطلاق اسم الشهيد بلحسن محمد على إقامة سكنية أنجزت حديثا.
و في نهاية اليوم الأول من المهرجان الوطني للشعر الشعبي و الأغنية البدوية كرم الوزير مجاهدين و أرامل الشهداء إلى جانب تقديم استحقاقات للمؤسسات التربوية المشاركين في تظاهرات رياضية
 

 

مؤرخون :  مظاهرات 11 ديسمبر  قضت على مشروع ديغول التقسيمي

 ابرز البروفيسور في التاريخ تلمساني بن يونس،  أن مظاهرات 11ديسمبر1960 هي عبارة عن  انتفاضة شعبية من اجل جزائر مستقلة لإفشال مخطط شارل ديغول التقسيمي.

و أوضح البروفيسور،  خلال ندوة  تارخية نشطها الخميس في متحف المجاهد بالعاصمة بحضور اساتذة و عدد من المجاهدين،  أن مخطط شارل ديغول  كان يرمي إلى الاستيلاء على الساحل الجزائري و الأرضي الخصبة وترك "منطقة شبه قاحلة إلى الشعب الجزائري أما الصحراء فتبقى دائما فرنسية".

كما أكد نفس المتحدث أن هذا المخطط قد تصدت له قيادة الثورة من خلال مظاهرات11 ديسمبر،  تحت شعار  بديل هو "الجزائر مسلمة مستقلة"،  و اصطدامات عنيفة في مختلف المدن و كانت النتيجة هو قتل أزيد من 800 جزائري و اعتقال ألف و400 شخص و جرح ألف.

من جهته ، أشار  المؤرخ عامر رخيلة، إلى أن المرأة الجزائرية  المحافظة كانت حاضرة بقوة في مظاهرات 11 ديسمبر دون أن تتخلى عن اللباس التقليدي "الحايك" الذي صمم بألوان العلم الجزائري  و  دعا الحضور على ضرورة تسجيل الشهادات و إبلاغ الرسالة النوفمبرية .

و أحيت الجزائر هذا الجمعة الذكرى ال55 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960، عندما خرج الجزائريون مرددون شعار " الجزائر – جزائرية" لإحباطا محاولات ديغول السياسية التي تريد أن تعطل الثورة التحريرية. ففي مختلف المدن خرج الآلاف من الجزائريين مطالبين بالاستقلال و رافعين الأعلام الجزائرية، قوبلت بالقمع و الردع من قبل الشرطة الاستعمارية، فذهب المئات من الضحايا الأبرياء.

و نظمت الاحتفالات الرسمية المخلدة لهذه الذكرى هذا العام في ولاية عين الدفلى حيث يتواجد وزير المجاهدين، طيب زيتوني الذي دعا الشباب إلى اللتشبع بقيم السلف و تحقيقها في الميدان.

 

المصدر : الإذاعة الجزائرية + وأج

 

الجزائر