صلاح الدين الجورشي للاذاعة : حملة تجنيد استثنائية في تونس للشباب العاطل عن العمل

تطرق برنامج "حدث و حديث" لهذا الاثنين ، على أمواج قناة الإذاعة الدولية، إلى ملف البطالة في تونس الذي لا يزال حديث الساعة سواء من قبل السياسيين و الخبراء و المحللين للشأن الوطني في ظل تواصل اعتصامات و احتجاجات العاطلين عن العمل من أصحاب الشهادات العليا وكذا سعي الحكومة التونسية لإيجاد حلول عاجلة.

وقد أعلنت الحكومة التونسية هذا العام عن انتداب عدد كبير من المجندين لدعم قدرات الجيش التونسي الذي تتوزع مهامه على جبهات عديدة، كما تهدف  هذه الحملة لانتداب 12 ألف عاطل عن العمل في إطار معاضدة مجهود الدولة في مجال التشغيل.

أكد المحلل السياسي و الكاتب التونسي صلاح الدين الجورشي  في اتصال هاتفي،  أن حملة التجنيد الاستثنائية لانتداب الـ12 ألف عاطل عن العمل تخص فقط الشباب العاطلين عن العمل الذين لم يؤدوا الخدمة العسكرية ،مضيفا أن هذا الإجراء يعتبر جزئي لجأت إليه الحكومة لمحاولة امتصاص جزء من البطالة التي مست أكثر من 600 ألف شخص .

و قال إن الحكومة  قامت بدعم المؤسسة العسكرية بالتنسيق مع وزارة الدفاع  بتجنيد الشباب المؤهل بهدف توسيع الجيش و توفير مناصب العمل عن طريق التدريب الأولي لمدة سنة، ثم ترسيم هؤلاء الشباب بصفة رسمية في الجيش، مؤكدا أن هذه المبادرة قد خلفت نوعا من الأمل و الحيوية لدى جزء من الشباب.

و في ذات الصدد، وفي رد على سؤال حول معدل الإقبال اليومي للشباب على حملة التجنيد الاستثنائية، أوضح أنه يساوي على الأقل 2000 شاب في اليوم منذ بدء الحملة -حسب وسائل الإعلام التونسية- مبرزا أن هذه الحملة تمثل فرصة للشباب ليصبحوا جزءا من المؤسسة العسكرية التي تتمتع  بنوع من الامتيازات وكذا الاستقرار المهني.

كما أشار الجورشي إلى أن هذا الإجراء الذي قامت به الحكومة سيساهم في مواجهة التهديدات الأمنية الموجودة في تونس، بتوثيق التعاون الواسع بين المؤسسة العسكرية و المؤسسة الأمنية، سواء على المستوى المركزي بالعاصمة التونسية أو المدن الرئيسة، و صولا إلى الأرياف التي أصبحت مستهدفة من المجموعات الإرهابية، و كذا بالتطور في نوعية الخطط العسكرية نتيجة التدريب الجيد، و كذا توفير معدات أمنية جديدة .

من جهة أخرى، أكد المتحدث أن وزارة الدفاع  تتعرض إلى ضغط كبير بسبب تجنيد شباب ذكور فقط إلى حد الآن، معتقدا أن الوزارة لا يمكنها أن تشكل استثناءً بين الجنسين خاصة أن الجزء الهام من العاملين في المؤسسة هم من النساء.

و قال  المحلل السياسي، إن وزارة الدفاع ستضطر إلى إطلاق حملات تجنيدية أخرى للشباب العاطل عن العمل في حال توسع المواجهة مع الجماعات الإرهابية، خصوصا في الحدود مع ليبيا، مشيرا إلى أن التوقعات تقول أن ملف الإرهاب في تونس ما زال مرشحا لمزيد من التعقد و التطور.     

المصدر : أ، جعفر/ موقع الاذاعة الجزائرية 

 

العالم, افريقيا