صحفي عراقي للاذاعة : الجدل قائم حول مشاركة الحشد القومي في معركة الموصل

سلط برنامج "حدث و حديث" الضوء على الأزمة في العراق حيث يستعد الجيش العراقي لخوض المعركة الفاصلة لتحرير مدينة الموصل من قبضة ما يسمى بتنظيم داعش الإرهابي بعد نجاحه في استعادة "بيجي" و "لرمادي" .

كما تدور أزمة جديدة  بسبب رفض القوى السنية في العراق مشاركة "الحشد الشعبي" في تحرير الموصل، داعين إلى فتح المجال أمام أبناء محافظة نينوى للتطوع و دعمهم بالسلاح و التجهيزات المطلوبة لأداء واجبهم الوطني في معركة التحرير.

إلى ذلك فقد استقال ضابط بالجيش من مهمة قيادة الحشد الشعبي بعد تعيينه من قبل رئيس الوزراء حيدر العبادي حيث انسحب الفرق محسن الكعبي من مهمته الجديدة اثر تهديدات تلقاها من قبل الحشد الشعبي بتصفيته حسب بعض وسائل الإعلامي العراقية.

في هذا الخصوص أكد الكاتب الصحفي العراقي عمر الدليمي، هذا الثلاثاء، في اتصال هاتفي،  أن سنة العراق جددوا رفضهم مشاركة الحشد الشعبي في تحرير الموصل من قبضة تنظيم داعش  بسبب قيامهم ببعض التجاوزات في محافظة "ديالة" و "صلاح الدين" و كذا في بعض المناطق الأخرى كمنطقة بابل، مضيفا أن أغلبية المتطوعين من الحشد الشعبي هم من الشباب البسطاء الذين لم يجدوا المساعدة من قبل الحكومة العراقية.

كما أشار الصحفي إلى أن السبب الرئيسي للرفض يعود إلى "الاتهامات الموجهة ضد الحشد الشعبي في ارتباط اسمها بعمليات انتقام وقتل و كذا تعذيب آهل السنة في المناطق المحررة من يد داعش الإرهابي"، مؤكدا أن البعض يرى أن مشاركة الحشد الشعبي في معركة تحرير الموصل سيساعد "داعش" على جعل المعركة ذات طابع طائفي يخدم دعاية التنظيم الإرهابي معتبرا أنه "إذا ما تم المزاوجة ما بين الحشد العشائري المهيئ الآن على تخوم نينوى وبسطاء هذا الحشد فمن الممكن أن تنخفض هذه الدعوات في الواقع".

و قال الدليمي، إن القرار الأخير في منع مشاركة الحشد الشعبي في معركة الموصل يعود إلى رئيس الوزراء حيدر العبادي باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة مبرزا أن المعركة ليست بالأمر السهل و لابد أن يكون القرار مستمدا من معطيات مهنية.

و في ذات الصدد، يرى الصحفي العراقي أن خصوصية معركة الموصل التي ستكون أم المعارك في العراق باعتبار أن داعش أعلن الخلافة داخل هذه المحافظة العراقية الكبيرة موضحا أن داعش قد فجر و دمر كل شيء يخص الإنسانية في مدينة نينوى و كذا مس بالمعالم التاريخية و الأثرية ما يعني أن تحرير الموصل هو تحرير الإنسان العراقي من كل ما يقيد حريته.

و في رده على سؤال حول مدى استطاعة الجيش العراقي أن يجمع بين قوات الحشد الشعبي و السنة للقتال تحت راية بدون تجاوزات من الطرفين لتكون وسيلة لإنهاء الاحتقان السياسي قال إن العراق يعيش صراعا إقليميا كبيرا على مستويات متعددة مما أدى إلى انعكاسه على الأوضاع السياسية في البلاد وهو ما يتطلب تكاثف جهود الجميع من أجل إعادة اعمار المناطق التي يتم تحريرها للنهوض مجددا بالوطن.  

المصدر : موقع الاذاعة الجزائرية 

العالم, الشرق الأوسط