بان كى مون يستنكر تناسي مأساة اللاجئين الصحراويين في زيارته التاريخية للصحراء الغربية

أكد الامين العام للامم المتحدة, بان كى مون, اليوم السبت فى شهيد الحافظ ان زيارته لمخيمات اللاجئين  الصحراويين تهدف الى وقوفه شخصيا على احدى المآسي المنسية من قبل المجتمع الدولي فى هذه المخيمات التى تعد أقدم المخيمات فى العالم.
 و قال بان كى مون فى تصريح للصحافة عقب محادثات أجراها مع المسؤولين الصحراويين فى اطار  جولته الحالية بالمنطقة, ان زيارته تسعى ايضا الى الاطلاع بنفسه على "معاناة الشعب الصحراوي و البحث عن سبل تحقيق تقدم فى مسار التسوية للنزاع المستمر منذ أكثر من 40 سنة", معبرا عن تفهمه ل"غضب الشعبي الصحراوي" تجاه استمرار حالة الاحتلال لأرضه و وطنه.  
 و أوضح المسؤول الأممي أنه سيزور خلال تواجده بالمنطقة مقر بعثة الامم المتحدة  المكلفة بتنظيم الاستفتاء فى الصحراء الغربية (مينورسو) في بئر لحول (الاراضي الصحراوية المحررة) للاطلاع على ظروف عملها, كما سيزور الفريق الاممي المكلف بازالة الالغام هناك.
 و دعا المسؤول الأممي فى تصريحه للصحافة المجتمع الدولى الى تقديم "المزيد من المساعدات للاجئين الصحراويين و عدم نسيان وضعهم", مشيرا الى أن المؤتمر الدولي للمانحين المقرر عقده يوم 1 ماي المقبل فى جنيف "سيكون فرصة للمطالبة بتقديم مزيد من المساعدة للشعب الصحراوي".  
 يذكر أن بان كي مون, بدأ في وقت سابق اليوم زيارة لمخيمات اللاجئين الصحراوين, في إطار جولة في المنطقة, تهدف إلى إعادة بعث المفاوضات لحل النزاع في  الصحراء الغربية بشكل يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير

  ويرافق بان كي مون الذي وصل إلى السمارة على متن طائرة مروحية وفد أممي من يضم مبعوثه الخاص إلى الحرصاء الغربية كريستوفر روس.

 وقد كان في استقباله السلطات المحلية للسمارة وآلاف اللاجئين الصحراويين وسط فرقة من جيش التحرير الصحراوي الذي أدى له التحية الشرفية.

   بمناسبة هذا التنقل سيتحادث مسؤول الامم المتحدة مع الرئيس الصحراوي والامين العام لجبهة البوليساريو محمد عبد العزيز ثم سيتوجه الى بئر لحلو (الاراضي الصحراوية المحررة) حيث سيلتقي ببعثة الامم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو).

وكانت نواكشوط اول محطة من جولة الامين العام للأمم المتحدة في المنطقة وقد قابل في العاصمة الموريتانية كبار المسؤولين الموريتانيين، على رأسهم الرئيس محمد ولد عبد العزيز.        

 وأكد انه قدم الى المنطقة للتحادث حول الوضع في الصحراء الغربية.

وأعرب بهذا الخصوص عن أمله في أن تمكن زيارته في المنطقة من "بعث المفاوضات لصالح تسوية هذا النزاع القديم حتى يتمكن اللاجئون الصحراويون من العودة سريعا الى جانب ذويهم في الصحراء الغربية".

 وحسب البرنامج المعد سيتوجه الامين العام الاممي الى الجزائر يومي 6 و7 مارس حيث سيتحادث مع العديد من المسؤولين السامين، حسب مصادر أممية

وتعتبر زيارة الأمين العام للأمم المتحدة  بان كي مون إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين تأكيدا جديدا على الاهتمام الخاص الذي يوليه السيد بان كي مون للقضية الصحراوية و دليلا على مدى تمسكه بحل سياسي يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.

و هذا ما أكدته تصريحات المبعوث الخاص للأمين العام الأممي إلى الصحراء الغربية  كريستوفر روس الذي أوضح في ختام جولته إلى المنطقة أن "الأمين العام الأممي جدد التأكيد على تفهمه للمسار في تصريح له يوم 4 نوفمبر (2015) بدعوته  إلى تنظيم مفاوضات حقيقية خلال الأشهر المقبلة و التي من شأنها أن تفضي إلى تقرير مصير الشعب الصحراوي".

في كلمة وجيزة في ديسمبر المنصرم أمام أعضاء مجلس الأمن  أكد السيد روس أن الأمين العام الأممي يولي اهتماما خاصا للقضية الصحراوية التي تتطلب "حلا عاجلا".

و اعتبر أن استمرار نزاع الصحراء الغربية يمكن أن يمثل "قنبلة موقوتة" لن يتسنى لأي فاعل الحد من آثارها بمفرده  كما قال.

و تندرج زيارة الامين العام الاممي المرتقبة في مخيمات اللاجئين الصحراويين في ظرف تتعالى فيه الاصوات الداعية الى منح صلاحيات اكبر لبعثة الامم المتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) لاسيما فيما يخص توسيع عهدتها لتشمل مراقبة حقوق الانسان في الاراضي الصحراوية المحتلة.

أكد الامين العام الاممي بان كي مون من  نواكشوط  ان زيارته للمنطقة تهدف الى دفع المفاوضات الهادفة إلى تسوية  النزاع في الصحراء الغربية بما يمكن الشعب الصحراوي من تحقيق مصيره .

 

وقال الامين العام الاممي في تصريح صحفي عقب استقباله من قبل الرئيس الموريتاني  محمد ولد عبد العزيز " أنا في المنطقة لاجراء مباحثات حول الوضع في الصحراء  الغربية وغدا سأقوم بزيارة المنيرسو ومخيمات اللاجئين الصحراويين  وآمل في إعطاء  دفع للمفاوضات الهادفة إلى تسوية هذا النزاع القديم جدا ودفع المحادثات بما يمكن  اللاجئين من العودة إلى ذويهم في الصحراء الغربية في أسرع وقت ممكن".

واضاف بان كي مون "أود العمل على تحقيق تقدم ملموس للوضع في الصحراء الغربية  خصوصا أن موريتانيا ترتبط بالكثير من الروابط ومنها الاجتماعية مع الصحراويين"

مثمنا دعم موريتانيا الذي تقدمه لمبعوثه  الشخصي كريستوفر  روس  وموقفها  الحيادي الايجابي الذي تنتهجه  ازاء النزاع في الصحراء الذي " يتفهمه الجميع باعتباره  طريقة بناءة لعلاج جميع المشاكل"

الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية تتطلع إلى تحقيق مكاسب جديدة
    
ومنذ الاعلان عنها في 27 فبراير 1976 من قبل جبهة البوليزاريو ببئر لحلو غداة مغادرة آخر ضابط اسباني الأراضي الصحراوية  ما فتئت الجمهورية العربية   الصحراوية الديمقراطية تحقق انتصارات على الصعيد الدولي و تستقطب المزيد من الدعم لقضيتها العادلة.

و تجلى ذلك من خلال استمرار اعتراف الدول بها و تواصل هبة التضامن من أجل حماية و احترام حقوق الانسان في الأراضي المحتلة و الأحكام التي صدرت لصالح جمهورية الصحراء الغربية  من خلال النضال الذي تخوضه جبهة البوليزاريو من أجل حماية الثروات الصحراوية المستغلة بصفة غير قانونية من قبل المحتل المغربي.

و أطلقت العديد من النشاطات عبر العالم لحث مجلس الأمن الأممي على تنظيم استفتاء حول تقرير مصير الشعب الصحراوي.
كما شكل الغاء محكمة العدل الأوروبية لاتفاق تحرير تجارة المواد الفلاحية و الصيدية المبرم في مارس 2012 بين المغرب و الاتحاد الأوروبي مكسبا آخر في رصيد جمهورية الصحراء الغربية.

نضج و مسؤولية لتسيير فترة ما بعد الاستقلال  
 
ان الصحراويين الان قادرون و عازمون على تسيير فترة ما بعد الاستقلال  وهي مرحلة جديدة ستقودها الكفاءات المحلية بكامل التراب الوطني الصحراوي حسبما اكدته اطارات مسيرة محلية صحراوية.

وقد اشار  ابراهيم غالي السفير الصحراوي السابق بالجزائر عشية احياء الذكرى ال40 لاعلان عن الجمهورية الصحراوية الى ان "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية اصبحت دولة ناضجة حيث اثبتت لدى الهيئات الدولية اهليتها في العيش و الاستمرار في البقاء" مضيفا ان "مكتسبات الشعب الصحراوي لارجعة فيها و ان انتصاره وشيك".

و قد أكدت والي ولاية بوجدور بمخيمات اللاجئين الصحراويين فاطمة بلا على "النضج المؤسساتي للدولة الصحراوية" و حرصها على التحضير المتواصل لمرحلة ما بعد الإستقلال من خلال "بناء مؤسسات ناجعة قوامها كفاءات صحراوية قادرة على خوض المراحل المستقبلية من نضال الشعب الصحراوي بتحكم وإقتدار".

و قالت ان السلطات المحلية في الولاية التي تشرف عليها "تعكس مستوى الدولة الصحراوية التي بلغت مرحلة النضج المؤسساتي من خلال الجهود التي تبذلها للتحضير لمرحلة ما بعد الإستعمار و إستقبال مرحلة الإستقلال على أتم الإستعداد من خلال تكوين كفاءات قادرة على تسيير الدولة الصحراوية المستقلة".

و إعتبرت ذات المسؤولة أن مرحلة اللجوء التي يعيشها الشعب الصحراوي هي "إمتحان حقيقي لمدى قدرتنا على التحكم في تسيير مؤسساتنا و الإستثمار في مقدراتنا كما أنها تكشف مستوى النضج الذي بلغته الدولة الصحراوية القائمة على مؤسساتها   و إطاراتها".

و اضافت تقول أن "ولاية بوجدور كباقي الولايات هي في مستوى الدولة الصحراوية التي بلغت مرحلة تسيير مؤسساتي في المستوى ب"فضل الجهود المبذولة في مجال تكوين الإطارات المحلية من شباب ونساء قادرين على تسيير مرحلة الإستقلال"

المصدر: الإذاعة الجزائرية /وأج

العالم