الروائية ربيعة جلطي للإذاعة: مهمة المرأة المبدعة...مقارعة الواقع العربي

قالت الروائية  ربيعة جلطي إن واقع المرأة في العالم العربي يعكس تراكمات مركبة من الرزح الاجتماعي الشامل ظهر في صور متعددة الزوايا والجغرافيا والأطراف.

وأضافت خلال نزولها ضيفا عبر الهاتف مساء السبت على برنامج نقطة حوار بإذاعة ادرار حول موضوع "صورة المرأة في الادب العربي " ان الارتطامات موجعة متداخلة الإجابات حول "منحى مراوح بين عصرها وعصر غير عصرها "نظرا لظل الهشاشة المعرفية المتزايدة حيث الهم المركزي واحد مع تدريجات واستثناءات قليلة ومهمة المثقف مقارعة الواقع وعدم مداهنته  والالتحام به وان يكون المخيال في جمالياته يصادم يواجهه  من تأملات مختلفة,وأوضحت الباحثة هناك أحلام كبيرة و المعمورة تعيش  صراع الأيديولوجيات السياسية والدينية واللاهوتية حتى أن المرأة المثقفة لم تجد صوتها بعد وهناك أشياء محورية تحتاج الحلحلة والفرز المنهجي.
وقالت الدكتورة ربيعة جلطي  إن مايوصف بالكتابات الأنثوية يعد خطأ عقلي ومنهجي لأن كتابات بنات حواء يرصد المجتمع وليس فئوي وسط تصنيفات النقاد في  ما يعرف بـ "الأدب النسوي" هو اصطلاح يعبر عن شئ مسئ للمرأة وأدواتها الجمالية وعينها النقدية وكل ما تكتبه ينتصل من إنسانيته ويربط بالعواطف ظلما حيث أن القيمة المعرفية  لما تكتبه  يغمض, وهو أمريجب اعادة البحث  فيه وينظر له مسبقا بعين عديمة الرضي.

وفي سؤال حول بنيوية المجتمعات العربية المتخمة بسلطة الذكورة والإكراه التقليدي شددت صاحبة ديوان أرائك القصب ورواية حنين بالنعناع أن التاريخ العربي والإسلامي وضاء بإبداعات فلسفية صوفية في حق المرأة حيث أن المعري بلغ احترامه لأمه جعله يسجن نفسه حتى الممات وقالت أن أدوات المعرفة اقتبستها عائليا بقراءة الحلاج السهروردي ميادة بنت المستكفي ,الخنساء ,رابعة العدوية وابن عربي هذا الأخير الذي قال أن المكان الذي لا يؤنث لا يعول عليه.

 لذلك تضيف الأديبة ربيعة جلطي أن على المدرسة دور جليل في نشر المعرفة بالتشجيع على قراءة التراث السابق خصوصا وان مجتمعاتنا  مائلة غير مستقيمة يكسوها غبار كثيف وتفتش عن أشياء مغفلة علما وان العقل  والإحساس كانا يمشيان بخطوات متماثلة عكس ربط التاريخ بالفوضى التي تعيشها العالم العربي الآن في تكوينات عرجاء تتقدم فقط لتتقهقر من خلال التشنجات والدوغمائيات والنوستالجيات وعلينا أن نتعلم التاريخ ونحن صغاربدل  دراسته في مراحل أخرى غير مفيد لفهم حركة العالم والإنسانية ويجعلنا غارقين  في تنامي حقول الكراهية والبؤر المظلمة والإقصاء. 

ومن خلال صورة مكثفة بالدلالات الرمزية قالت الشاعرة ربيعة جلطي  هناك تجارب لنساء رائدات في العالم العربي مثل  رضوى عاشور  آسيا جبار وغيرها  والمرأة تحمل هموم المجتمع فمثلا آسيا جبار فرضت نفسها في عالم صعب ,معقد  تكتب بنضال حقيقي بحاسة نقدية أكاديمية وشاعرية حيث نشعر الحس النقدي للمجتمع الاستعماري من اجل حلم الوصول لبلد يشبه المدينة الفاضلة.

وعن تجربتها الإبداعية أوضحت مؤلفة رواية عرش معشق أن ما شهده العالم العربي مؤخرا مما يسمى الربيع العربي كانت تنبأت به في روايتها "الذروة " انطلاقا من القراءة المتأنية للواقع والذروة كانت دلالة صوت صدى حقيقي  زلزال اجتماعي على شكل ارتدادات موجعة واليمة  مثلما كتبت عنه في مجموعة حجر حائر وبحار ليست تنام ومحاولة الفهم بعمق تلك المجتمعات فيها تساؤلات بدل اجوبةخصوصا وان الكاتب ملزم بعدم البعد عن كينونته المكانية والاجتماعية وذلك سببه أن قوة الغضب ناتجة عن قوة الحلم.

و ترسم الباحثة من خلال أعمالها شخوص روايتها الاربعة  حول النساء حيث يتقسمن عالما من الأحلام والأوهام والواقع  عكس الصور النمطية المنتشرة إعلاميا و تعالج المقاصد الاجتماعية والسياسية الكبرى للمرأة باعتبارها مرتكزا إنسانيا يحقق حلم التنور والازدهار الفكري والمعرفي بمستويات لغوية ومعرفية يقدمها الكاتب انطلاقا من واقعه وإبداعاته بعيدا عن التفكير المؤدلج الخاوي التصوير المنهجي.
تجدر الإشارة أن الدكتورة ربيعة جلطي ، شاعرة جزائرية وروائية نالت شهادة الدكتوراه في الأدب المغاربي الحديث، وهي حاليا أستاذة في جامعة الجزائر. كاتبة ومترجمة، لها مجموعات شعرية وروايات تتقن وتكتب بالعربية والفرنسية والاسبانية لها تجربة أدبية على مدى35عاما وكانت آخر أعمالها رواية حنين بالنعناع ,هي الرابعة معالجة قضية حس الجمال في العالم العربي وصراع الحضارات و تسلط الضوء على  المرأة العربية المعاصرة، في بنية سردية مؤثثة بالملامح وكثيفة الرمزية والدلالات العميقة حول الهويات الفرعية وسلطة المقدس المتأرجحة أمام فتوحات العولمة التكنولوجية الإتصالية الجديدة على عالمنا العربي مما يدفع بأسئلة كثيرة إلى الواجهة.

المصدر: لحسن حرمة/إذاعة الجزائر من أدرار

 

ثقافة وفنون, ابداعات