مسرح سعيدة يلتفت إلى إفريقيا

فصلت إدارة مسرح سيراط بومدين لمدينة سعيدة في طبيعة العرض الذي ستشارك به في فعاليات الدورة القادمة من المهرجان الوطني للمسرح المحترف بالجزائر العاصمة ذي الطابع التنافسي.

يتعلق الأمر بمسرحية "موسوساراما" التي كتب نصها محمد بن بديدة من تيارت ويعكف على جانبيها الإخراجي والسينوغرافي الفنان شوقي بوزيد [1968]، بمساعدة الفنان ياسين بن عيسى فيما أوكلت مهمة المرافقة الموسيقية إلى الفنان سعيد سامعي أما التعبير الجسماني فللفنان حاج مسعود أمحمد .

تعد المسرحية اقترابا فنيا من الفضاء الإفريقي ذي الحضور المحتشم في المشهد المسرحي الجزائري، من زاوية ما يعرفه من صراعات إثنية وقبلية مزقت أوصاله وحالت دون دخوله خطاب المستقبل بكل ما يفرضه من مصالحات وحوار وإيمان بالتعدد والاختلاف، من خلال ثنائية الهوتو والتوتسي التي باتت رمزا للتطاحن الإثني في العالم.

في هذا الإطار يقول المخرج شوقي بوزيد إن منطق الصراع والتطاحن في إفريقيا بقي تناوله حكرا على السياسيين والإعلاميين الذين قاربوه بأدواتهم الخاصة، وهي مهمة في سياقها، لكن آن للمسرح أن يقول كلمته في هذا الشأن بأدواته الفنية الخاصة، بعيدا عن النزوع إلى الخطاب المنحاز أو السطحي.

شوقي بوزيد قال إنه سيسخّر كل العناصر المسرحية من إخراج وموسيقى وسينوغرافيا ونص وتمثيل لتسليط الضوء على جملة الأسئلة المتعلقة بالموضوع، منها: لماذا بقيت إفريقيا مضربا للتخلف والاحتياج إلى الآخر، رغم أنها من أكثر القارات اتساعا وثروات وشبابا؟ لماذا استطاعت فضاءات جغرافية أخرى أن تذهب إلى المستقبل، رغم أنها لا تقل إثنيات وأعراقا ولغات وأديانا عن إفريقيا، بينما عجزت هذه الأخيرة عن تحقيق ذلك.

من جهته صرح الفنان سعيدي مرزوق مدير مسرح سيراط بومدين لمدينة سعيدة بأن إدارته كانت حريصة على أن توفر كل الشروط اللازمة لإنجاز هذا العمل المسرحي في ظروف مريحة، وعن المعايير التي اعتمدت في اختيار الفريق قال إنها كانت جمالية بالدرجة الأولى، فالمخرج قام بإجراء عملية انتقاء للممثلين كانت مفتوحة لكل الراغبين في المشاركة فيها من كل الولايات خاصة القريبة من سعيدة، مع ميل إلى ممثلي المدينة ذوي الكفاءات العالية حتى يتم إعطاء الفرصة لهم لإثبات ذواتهم.

وأضاف السعيدي أن هذه الالتفاتة إلى أفريقيا هي مرافقة فنية، بشروط الفن وأدواته، للجهود الديبلوماسية التي تقوم بها الجزائر في القارة، خاصة في دول الساحل وما تعرفه من اضطرابات أمنية، "تجربة تهديم مخطوطات تمبكتو وأضرحتها في دولة مالي، وما رافقها من سكوت العالم، أسست لتجربة تهديم آثار العراق وسوريا على أيدي الدواعش. على الفن أن يزرع حس رفض الإرهاب بكل أشكاله".

أدوار المسرحية التي تم اختيار العربية الفصحى لغة لها، بمعالجة فنية للكاتب عبد الرزاق بوكبة، عادت إلى هشام قرقاح من أم البواقي وموسى لاكروت من سيدي بلعباس وماجد كويتان من باتنة ومحمد مصطفاي ومباركي فتحي ومغربي نبيل الطاهر وويس محمد سعيد وحرطاني علي وخليل جباري وإيمان بوري والشيخ آسماء من سعيدة.

ثقافة وفنون, مسرح