الرئيس بوتفليقة ينوه بنجاح تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية في رسالة له بمناسبة يوم العلم

نوه رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، هذا  السبت بنجاح تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"، مشيرا إلى أن عاصمة الشرق الجزائري كانت على مدار عام كامل "فضاء تعارف و تفاعل إلتقت فيه صفوة من النخب العربية من المشرق إلى المغرب".

و أوضح رئيس الجمهورية في رسالة له بمناسبة إحياء يوم العلم الذي صادف هذه السنة إختتام تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"، أن هذه التظاهرة جعلت من قسنطينة عاصمة للبلدان العربية قاطبة، مضيفا أنها كانت، على مدى عام كامل، "فضاء تعارف وتفاعل، التقت فيه صفوة من النخب العربية، من المشرق والمغرب".


و أضاف الرئيس في رسالة قرأها وزير الثقافة عزالدين ميهوبي أن هذه النخب تبادلت فنونا من المعرفة والثقافة، "تجلى ما فيها من سعة وتنوع وثراء، وعمقت الصلة والإنتماء الطبيعي بين الإنسان الجزائري وأشقائه، في الفضاء الأوسع الممتد في كلتا القارتين إفريقيا وآسيا".
و تابع الرئيس بوتفليقة قائلا: "ولئن كانت السنة حافلة بالعطاء الثقافي فإن الفضل في ذلك يعود إلى جميع من ساهم في إنجاحها من رجال ونساء، نشطوا و أثروا بأعمالهم و عطاءاتهم فعالياتها، فكانوا بذلك أهلا للإكبار والتقدير".

دعوة للتمعن في المسيرة النضالية للشيخ عبد الحميد بن باديس
 
إلى ذلك،دعا رئيس الجمهورية، إلى التمعن في المسيرة النضالية لرائد الحركة الإصلاحية الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس، مذكرا بجهوده في مواجهة مخططات الإستعمار الفرنسي لمسخ الشخصية الوطنية ومحو مقومات هوية الشعب الجزائري.
و  قال رئيس الجمهورية أن "قسنطينة، على غرار المدن الجزائرية الأخرى، تحتفي اليوم بالذكرى السادسة والسبعين لرحيل رائد الحركة الإصلاحية الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس"، مضيفا أن الشعب الجزائري برمته "يستعيد صورة ذلكم العلم الفذ في تاريخنا الحديث. ومن ثم، يحتفل بيوم العلم الذي صار موعدا سنويا نقف فيه على ما قطعناه من أشواط على نهج إمامنا عبد الحميد بن باديس (رحمه الله)".
و أوضح أن "الغاية من هذا الإحتفال بيوم العلم، كل سنة، لا تتوقف عند استذكار هذا الرائد القدوة ورفاقه الأجلاء الذين نذروا حياتهم لخدمة وطنهم الجزائر
حين جعلوا من نشر العلم والمعرفة، النافعة في الدنيا والآخرة، وسيلة للتحرر الفكري الذي بدونه ما كان في استطاعة الإنسان الجزائري أن يقوى على التخلص من نير   الإستعمار".
و ذكر رئيس الجمهورية أن جهود الشيخ عبد الحميد بن باديس وصحبه في جمعية العلماء المسلمين إنصبت "على مواجهة مخططات الإستعمار الساعية إلى مسخ الشخصية الوطنية ومحو مقومات هوية الشعب الجزائري التي مكنته من المحافظة على قيمه الأصيلة وإعادة بناء كيانه الوطني وترسيخه حتى وقف شامخ الهامة بين شعوب العالم".
و أبرز الرئيس بوتفليقة أنه "من هذه الأرضية الصلبة، عرف عبد الحميد بن باديس كيف يدافع عن اللغة العربية والثقافة الجزائرية، مدركا في الوقت نفسه وبرؤية الصنهاجي+".
و تابع قائلا:

نحن حين نستذكر، في يوم العلم، مناقب الإمام عبد الحميد بن باديس وسيرته وحياته التي نذرها لخدمة العلم والتنوير ونشرها والنضال من أجل القضية الوطنية، لا يسعنا إلا أن نعمل الفكر في جميع ما أنجزه، مع رفاقه، في مضمار التربية والتعليم، وفي تخليص الممارسة الدينية من شوائب الدجل والبدع والشعوذة، وفي السياسة والإجتماع وفي الصحافة والإعلام على الرغم من سطوة المستعمر الفرنسي ومحاولاته اليائسة لإخماد كل صوت حر

بهذه المناسبة، أعرب الرئيس بوتفليقة عن "عرفان الشعب الجزائري قاطبة، وعن عظيم امتنانه وإكباره، لكل الرجال والنساء، على اختلاف أجيالهم، الذين ساهموا، قبل تحرير بلادنا وبعده، في استعادة حق الإنسان الجزائري في نور العلم، ونعمة المعرفة من خلال مساهمتهم القيمة الجليلة في بناء صرح المنظومة التعليمية الوطنية بمختلف قطاعاتها وبنائها".
كما أعرب عن حرص الدولة الثابت على "الإعتناء الدائم بتحسين ظروف جميع الذين يضطلعون بالوظيفة التعليمية النبيلة بكافة أسلاكها واختصاصاتها، وعلى تمكينهم جميعا من كل الوسائل اللازمة لمواصلة جهودهم في أداء رسالتهم الشريفة التي لا غنى عنها لتنمية بلادنا وتطويرها".

الارتقاء بالأمازيغية إلى مصف اللغة الرسمية تعزيز للوحدة الوطنية وتمتين للحمة المجتمع

 

و بذات المناسبة، أكد رئيس الجمهورية، أن الارتقاء بالأمازيغية إلى مصف اللغة الوطنية الرسمية في التعديل الدستوي  الأخير "تعزيز للوحدة الوطنية وتمتين للحمة المجتمع".

و  قال رئيس الجمهورية :

لابد لي، في يوم العلم هذا، أن أقول إن اللغة  الأمازيغية التي كرست لغة وطنية عام 2002، صارت بمقتضى التعديل الدستوري الأخير،  لغة وطنية رسمية وبصفتها عنصرا جوهريا من عناصر هويتنا الوطنية، فإنها ستتبوأ مكانتها  الطبيعية إلى جانب الإسلام والعروبة من حيث هي رافد من روافد التراث الذي يتقاسمه  الشعب الجزائري

و تابع قائلا: "وما الإرتقاء بالأمازيغية إلى مصف اللغة الوطنية الرسمية  إلا تعزيز للوحدة الوطنية وتمتين للحمة المجتمع".

و أوضح الرئيس بوتفليقة أنه "من شأن الأكادمية، التي نص الدستور على إنشائها،  العناية بالأمازيغية لغة وثقافة وتراثا، وذلك باعتماد المناهج العلمية الكفيلة  بتطويرها وتفعليها في الإبداء العلمي والفكري والأدبي والإعلامي وضمان تعميم استعمالها  وتداولها بين الجزائريين قاطبة".

الرئيس يبرز "الأهمية القصوى" التي توليها الجزائر للتربية و التعليم و البحث العلمي

و في سياق الاحتفال بيوم العلم أبرز الرئيس، "الأهمية القصوى" التي توليها الجزائر للتربية والتعليم والبحث العلمي.

و قال رئيس الجمهورية أن الجزائر أولت "أهمية قصوى" للتربية والتعليم  والبحث العلمي، مستدلا ببعض الأرقام التي تعكس هذه الجهود وتترجم مساعي السلطات  العمومية لرفع التحدي من أجل ضمان التربية السليمة القويمة للناشئة الجزائرية.

في هذا الإطار، اشار رئيس الجمهورية أن "نسبة تمدرس البالغين 6 سنوات من  الأطفال في الجزائر بلغت 5ر98 %، وبلغ معدل التمدرس في التعليم الإبتدائي 9ر97%،  وتجاوز مجموع التلاميذ المتمدرسين 8 ملايين ونصف مليون تلميذ، وهو يفوق خمس (1/5)  ساكنة الجزائر دون احتساب طلبة الجامعات ومعاهد التعليم العالي".

و شدد الرئيس بوتفليقة على أنه :

لا ينبغي أبدا أن تنسينا هذه الخطوات العملاقة  التي قطعتها منظوماتنا التربوية وجوب مواصلة تحسينها ببذل المزيد من الجهود للإرتقاء  بمستوى آداء المدرسين الذين هم الركيزة الأساس في كل عمل تربوي، مع توفير إمكانيات  ولوج عالم تكنولوجيات الإعلام والإتصال بقدر أوفى وأنجع في التعليم والتكوين و  التسيير

و أوضح ان "المدرسة هي التي تخلق في الإنسان روح التحدي بحيث لا يسلم نفسه  لإغراءات الكسل والخمول والتواكل، كما أنها تنمي فيه القيم الروحية والوطنية والإنسانية  بعيدا عن الغرور والتطرف والتعصب، فيصبح مواطنا سويا صالحا ونافعا لنفسه ولغيره".

و أكد أنه "يتعين على القائمين بالمدرسة، والقيمين عليها، أن يدركوا الدور  الهام الذي يقع على عاتقهم في تكوين البنية الصلبة للمواطن الصالح حسا ومعنى، وفي  توفير الأمن العلمي والثقافي لمجتمعنا".

الجزائر