إطلاق اسم الرئيس الراحل هواري بومدين على ألاكاديمية العسكرية لشرشال

قام نائب وزير الدفاع الوطني, رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي, الفريق أحمد قايد صالح, هذا الأربعاء بإطلاق اسم الرئيس الراحل هواري بومدين على الأكاديمية العسكرية لشرشال و ذلك خلال زيارته لها عشية حفل التخرج السنوي للدفعات بهذه المؤسسة التكوينية الرائدة, حسب ما أفاده بيان لوزارة الدفاع الوطني.

و أوضح بيان الوزارة أن "الفريق ورفقة اللواء أحسن طافر قائد القوات البرية واللواء حبيب شنتوف قائد الناحية العسكرية الأولى واللواء علي سيدان قائد الأكاديمية العسكرية لشرشال أشرف في البداية على تسمية هذه القلعة التكوينية الكبرى باسم "الرئيس الراحل هواري بومدين".

و قال البيان إن المدرسة حملت تسمية الرئيس الراحل هواري بومدين هذه "الشخصية الوطنية الرمز الذي كرس حياته كلها في خدمة وطنه  كمجاهد وكقائد للأركان العامة لجيش التحرير الوطني خلال الثورة التحريرية  وكوزير للدفاع في بداية الاستقلال أو كرئيس للدولة إلى غاية التحاقه بالرفيق الأعلى".

و أضاف البيان أن هذه الشخصية "تستحق أن تكون قدوة حسنة لرواد هذه الأكاديمية  ومثالا طيبا في العمل الصادق وحب الوطن  وهو الذي خاطب الشباب يوما: "إذا كان للأجيال السابقة شرف تحرير البلاد وكتابة صفحات تاريخها بالدم  فإنه يمكنكم اليوم وأنتم تسيرون مرفوعي الرؤوس بفضل تلك التضحيات  فعليكم مسؤولية مقدسة لا تقل أهمية عن التحرير ألا وهي الحفاظ على استقلال البلاد وحماية مكاسب الثورة وتشييد البناء الوطني على أساس الحق والعدالة والمساواة".

و بعدها "قام الفريق بتكريم أفراد عائلة الرئيس الراحل هواري بومدين  كما قام بتدشين بعض المرافق الرياضية والبيداغوجية والثقافية للأكاديمية  ليلتقي بعدها بإطارات وأساتذة وطلبة الأكاديمية  حيث ألقى كلمة توجيهية هنأ في بدايتها جميع المتخرجين  متمنيا لهم حياة مهنية ناجحة وثرية". 

و قال الفريق قايد صالح في كلمته "وإنني إذ أنتهز هذه السانحة الكريمة  لأهنئ كافة المتخرجين دون استثناء  وأشد على أيديهم  راجيا لهم حياة مهنية ناجحة وثرية  كما يجدر بي في هذا المقام الطيب تقديم تهاني لمتخرجي أشبال الأمة وتمنياتي لهم حياة عملية ومهنية موفقة  هؤلاء الذين بلغوا هذه السنة الدراسية 2015-2016 دفعتهم الأولى  وهي ثمرة مستحقة للقرار الصائب الذي اتخذه فخامة رئيس الجمهورية  القائد الأعلى للقوات المسلحة  وزير الدفاع الوطني  الذي أحدثت  بموجبه  مدارس أشبال الأمة باعتبارها امتدادا لمدارس أشبال الثورة". 

و أضاف الفريق قايد صالح قائلا في كلمته "انه لا شك أن الشعب الجزائري الذي فتحت من أجل أبنائه هذه المؤسسات التعليمية النظامية عبر كافة أرجاء الوطن  سيكون أكثر ابتهاجا وأكثر اعتزازا بالنتائج المحققة لاسيما وأن المتفوقين الأوائل في الدفعات المتخرجة هذه السنة على مستوى الأكاديمية وأغلب المدارس العليا هم من أشبال الأمة  وذلكم معلم واضح من معالم نجاح هذا المسار التعليمي  كما يحق لي أيضا بهذه المناسبة الكريمة  تقديم تهاني الخالصة لجميع الإطارات والمدربين والأساتذة وكل من ساهم بطريقة أو بأخرى في تكوين هذه الدفعات متمنيا للجميع المزيد من التوفيق في هذا المسعى المحمود والنبيل".

و أوضح البيان ان الفريق" طلب من المتخرجين الاقتداء بالتضحيات الجسام التي قدمها الأسلاف  وعدم نسيان المعاناة الطويلة والشاقة التي كابدها الشعب الجزائري بكل صبر في مواجهة الاستعمار الفرنسي" حيث قال "فعلى كافة الجزائريين  لاسيما فئة الشباب منهم  ألا ينسوا أبدا تلك التضحيات العظيمة والجسام التي قدمها أسلافهم عبر عقود طويلة  أي طوال أكثر من قرن وربع القرن من ليل استعماري استيطاني غاشم وظالم وعنصري  فقد جاء هذا الاستعمار بنية الاستيطان والبقاء إلى الأبد في أرضكم وأرض أجدادكم.".

و استطرد الفريق قايد صالح في هذا الصدد ان الاستعمار "طبق من أجل تحقيق أهدافه ومنذ الوهلة الأولى التي وطئت فيها قدمه هذه الأرض الطيبة  خطة مبيتة ومدروسة بعناية  قوامها القضاء التدريجي على السكان الأصليين أي الجزائريين  سواء من خلال سياسة الإبادة الجماعية التي نفذها بهمجية لا توصف ودون شفقة ولا رحمة  أو من خلال سياسة الترويع والتجويع والتخويف والأرض المحروقة  إلى جانب محاربته لعناصر الشخصية الوطنية والموروث الثقافي والحضاري من دين ولغة  وذلك حتى يضيق على الشعب الجزائري ويجبره على ترك أرضه والهجرة القسرية إلى بلدان أخرى."   

و قال الفريق "إنها معاناة طويلة وأليمة وشاقة كابدها الجزائريون بكل صبر  وواجهوها بكل شجاعة  وصنعوا من الألم أملا  ومن الظلمة ضياء  ومن الضعف قوة  وفجروا ثورة شعبية عالمية عارمة  داسوا بها على المستعمر الفرنسي وأذلوا غطرسته وكبرياءه  وجعلوا من مآثرها رصيدا ثوريا وطنيا حافلا وثريا  يستحق بأن ترسخ معالمه النيرة في الضمير الجماعي للشعب الجزائري  وتلكم مسؤولية جسيمة موضوعة على عاتق أجيال الاستقلال لاسيما وأن الأساليب بل والأهداف التي يسعى الإرهاب يائسا إلى تحقيقها في الجزائر اليوم."

و أضاف نائب وزير الدفاع الوطني ان الأساليب المذكورة "هي ذاتها التي سعى المستعمر الفرنسي البغيض إلى تحقيقها بالأمس  وهو ما يثبت تشابه الأساليب وتلاقي الأهداف المعادية  مما يجعلنا اليوم نواجه نفس التحديات ونخوض ذات المعركة  وإننا في الجيش الوطني الشعبي  على العهد باقون وعلى نفس الدرب سائرون وسيكون النصر  إن شاء الله تعالى  حليف الجزائر كما كان لنا بالأمس".

و أوضح ذات البيان ان " الفريق جدد التذكير بإصرار الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني والتزامه القيام بمهامه الدستورية وفاء منه لرسالة الشهداء: "تلكم هي ثورتكم التحريرية المجيدة وذلكم هو تاريخكم الوطني الخالد  الذي بقدر ما نعتز به باعتباره مرحلة حاسمة في تاريخنا العسكري والوطني  فإننا نعتبره مصدر إلهامنا  وسنبذل قصارى جهودنا  من أجل نشر معانيه السامية وقيمه النبيلة بين صفوف الجيش الوطني الشعبي  سليل جيش التحرير الوطني  بما يكفل أداء مهامنا الدستورية بكل عزيمة وإصرار وكفاءة واقتدار  وفاء منا لرسالة الشهداء الأبرار وضمانا أبديا لمكسب سيادة وحرية الجزائر واستقلالها الوطني ووحدتها الشعبية والترابية".

و بعدها "فسح المجال لتدخلات الإطارات والطلبة الذين عبروا من جديد عن فخرهم الكبير بالانتماء إلى صرح الجيش الوطني الشعبي واستعدادهم الدائم وفي كل الظروف للتضحية في سبيل عزة الوطن وأمنه واستقراره وسيادته".

الجزائر