تصنيف مقر الهيئة التنفيذية للحكومة الجزائرية المؤقتة ببومرداس كمعلم تاريخي وطني

صورة نادرة لمبنى مقر الهيئة التنفيذية للحكومة الجزائرية المؤقتة يوم 30 مارس 1962 ويبدو فيها المرحوم عبد الرحمان فارس وإلى يمينه برنار تريكوت

تم رسميا تصنيف مقر الهيئة التنفيذية للحكومة الجزائرية المؤقتة (من 19 مارس إلى 3 جويلية 1962) أو المشهور بـ "الصخرة السوداء" الموجود بداخل جامعة بومرداس ليصبح معلما تاريخيا وطنيا حسبما أفاد به مدير الثقافة.

وأوضح فوغالي جمال الدين أن قرار التصنيف صدر في العدد 28 من الجريدة الرسمية بتاريخ 8 ماي 2016 إثر ملف أودع سنة 2012 و تمت الموافقة عليه شهر ديسمبر 2015 من طرف "اللجنة الوطنية للممتلكات الثقافية".

و يوفر قرار التصنيف لهذا المعلم التاريخي الذي خضع قبل اقتراح تصنيفه لعملية "فتح دعوى تصنيف" من طرف وزير الثقافة -إستنادا للسيد فوغالي- "حماية قانونية فعلية" مشيرا إلى أن التفكير جار حاليا في كيفية "إبراز و تثمين" أهمية هذا المرفق و الدور الهام الذي لعبه في تاريخ الجزائر.

وما يهم من خلال إجراء عملية تصنيف هذا المبني - وفقا للمتحدث- هو "الحفاظ على ذاكرة المكان" حيث يتعين بموجبه على كل القطاعات و الهيئات المعنية المحافظة على هذا المعلم التاريخي 

و جميع الممتلكات الثقافية المنقولة التابعة له تنفيذا لشروط التصنيف التي نصت عليها المادة 2 من قرار التصنيف المذكور.

كما أن كل أشغال الحفظ و الترميم و التصليح والإضافة و التغيير و التهيئة المراد القيام بها على مستوى هذا المعلم التاريخي لاحقا و كذا جميع أشغال المنشآت القاعدية التي من شأنها أن تمثل اعتداء بصري و يلحق ضررا بالجانب المعماري للمعلم يجب أن يخضع إلي ترخيص رسمي مسبق.

  مسرح لحدث تاريخي يهم كل الشعب الجزائري

و يستمد هذا المبنى أهميته التاريخية , كما صرح نفس المصدر, من كونه كان "مسرحا لحدث تاريخي يهم كل الشعب الجزائري"حيث منه أشرفت الهيئة التنفيذية المؤقتة للحكومة الجزائرية برئاسة المرحوم عبد الرحمن فارس على تسيير الفترة التاريخية و المصيرية الممتدة ما بين الإعلان عن وقف إطلاق النار في 19 مارس 1962 و إعلان نتائج الاستفتاء عن تقرير المصير في 3 جويلية 1962.

و تم اختيار المبني المذكور لإيواء هذه الهيئة المنبثقة عن الحكومة الجزائرية المؤقتة التي أوكل لها مهام تسيير شؤون البلاد إثر اتفاقيات ايفيان بعدما كان هذا المرفق يؤوي مقر المحافظة السامية لفرنسا بالجزائر التي كان يقودها كريستيان فوشي.

و يستمد كذلك هذا المعلم التاريخي أهميته التاريخية كونه كان مسرحا لرفع و بصفة رسمية و لأول مرة في تاريخ الجزائر علم الدولة الجزائرية المستقلة و إنزال علم الدولة المستعمرة فرنسا.

و يقع هذا المبنى التاريخي الذي لا يزال على حالته الأولى بداخل الجامعة بالجهة الشمالية الشرقية لمدينة بومرداس حيث يحده من الجهة الشمالية شارع الاستقلال الرئيسي للمدينة و حديقة عمومية و الحرم الجامعي المطل على ساحل البحر من الناحية الغربية و مقر الولاية من الناحية الجنوبية.

و يتكون هذا المعلم التاريخي من طابق سفلي مستغل حاليا من قبل رئاسة الجامعة إضافة إلى مكاتب  ملحقة و قاعات للاجتماعات و استقبال الضيوف مطلة على فضاءات  خضراء صغيرة .

المصدر: واج

الجزائر, ثقافة وفنون