التعاون الصيني-الإفريقي: الصين تخصص 60 مليار دولار لتنفيذها وتدعيم بلدان شمال إفريقيا لمبادرات جوهانسبورغ

أعرب وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل اليوم الجمعة ببكين عن دعم دول منطقة شمال إفريقيا لمبادرات جوهانسبورغ.

وفي كلمة ألقاها باسم منطقة شمال إفريقيا خلال جلسة علنية لاجتماع الوزراء المنسقين حول تنفيذ أعمال متابعة توصيات قمة جوهانسبورغ لمنتدى التعاون الصيني-الإفريقي قال السيد مساهل"أود أن أعرب عن دعم بلداننا للمبادرات الهامة التي أعلنها رئيس جمهورية الصين الشعبية في جوهانسبورغ والتي تتمثل أساسا في إطلاق عشرة برامج تشمل عدة مجالات تهدف إلى تعزيز التعاون بين الصين وإفريقيا خلال السنوات الثلاث المقبلة ".

60 مليار دولار من أجل تنفيذ التزامات قمة جوهانسبورغ

وأضاف قائلا "نشيد في هذا الصدد بإعلان رئيس جمهورية الصين الشعبية عن تخصيص غلاف مالي بقيمة 60 مليار دولار من أجل تنفيذ التزامات قمة جوهانسبورغ".
واستطرد قائلا "نحن على قناعة بأن هذه البرامج من شأنها فتح آفاق جديدة للتعاون فيما بيننا وأنها ستعزز المبادلات في المجالات التقليدية بين إفريقيا والصين".

ونوه السيد مساهل بالتزام الصين إزاء القارة الإفريقية واصفا إياه ب"الالتزام القائم على مقاربة تعود بالفائدة على الطرفين وتدمج ضرورة التكفل بمقتضيات الدعم الواجب تقديمه لتنفيذ المشاريع التنموية المهيكلة وذات البعد الإقليمي".

التنسيق السياسي و الامني

وأكد الوزير أنه"فضلا عن الجانب الاقتصادي من شراكتنا من المهم التأكيد مجددا على التزاماتنا المشتركة على الصعيدين السياسي والأمني لضمان التنسيق الأمثل لمواقفنا حول القضايا الدولية ذات الأهمية لاسيما في إطار إصلاح منظومة الأمم المتحدة والمؤسسات المالية الدولية وكذا في مجال مكافحة ظاهرة الإرهاب الدولي بجميع أشكاله".
من جهة أخرى  أشار السيد مساهل إلى أن الجزائر "لن تدخر أي جهد في إطار منتدى التعاون هذا للمساهمة في تعزيز معالم هذه الشراكة ذات المنفعة المتبادلة التي تستقطب مبادرات ترقية العلاقات بين الصين وإفريقيا وتعزيز المبادلات بين شعوبنا وحكوماتنا".

منطقة شمال افريقيا تأمل المزيد من النجاعة في تجسيد مبادرات قمة جوهانسبورغ

وفي ذات الاطار ،أكد وزير الشؤون المغاربية و الاتحاد الافريقي و جامعة الدول العربية عبد القادر مساهل  أن منطقة شمال افريقيا تأمل في المزيد من النجاعة و الديناميكية في تجسيد مبادرات القمة الأخيرة للمنتدى حول
التعاون الصيني-الإفريقي المنعقدة بجوهانسبورغ (جنوب افريقيا).

وأوضح السيد مساهل في الكلمة التي ألقاها باسم منطقة شمال افريقيا خلال جلسة علنية لاجتماع المنسقين حول تجسيد أعمال متابعة توصيات قمة جوهانسبورغ للمنتدى حول التعاون بين الصين و افريقيا أن"لقاء اليوم يعتبر بالنسبة لنا فرصة لتكثيف التشاور حول سبل و وسائل ضمان تجسيد مختلف الأعمال التي تخص تعاوننا متعدد الأشكال مع تفضيل الفعالية والديناميكية لدى تجسيد مشاريعنا و البرامج التي سطرناها معا".

وأضاف قائلا "إن مشاركة الصين في عمليات حفظ السلام في افريقيا دعما لجهود الاتحاد الافريقي تساهم بشكل فعال في تنفيذ هندسة السلم و الأمن الخاصة بها".
و قال أيضا "إننا نعرب عن ارتياحنا لكون مطلب افريقيا الخاص بإصلاح الهيئات المالية الدولية بما يضمن مشاركة منصفة و ديمقراطية لدى اتخاذ القرار وفقا لمكانة و ثقل القارة الافريقية في جميع المجالات قد لقي ترحيبا لدى شريكنا".
تضم منطقة شمال افريقيا التي يمثلها السيد مساهل كل من الجزائر و مصر و ليبيا و المغرب و موريتانيا و تونس.

العلاقات الجزائرية-الصينية شهدت تطورا ملحوظا منذ وصول الرئيس بوتفليقة إلى الحكم

من جهة اخرى، أكد السيد عبد القادر مساهل  أن العلاقات الجزائرية-الصينية شهدت تطورا ملحوظا منذ وصول رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى سدة الحكم.
وذكر السيد مساهل بأن "الجزائر تجمعها بالصين علاقات صداقة وتعاون وتضامن وثقة واحترام متبادل تعود إلى فترة ما قبل استقلالها بكثير (...)".

وأكد السيد مساهل أن "هذه العلاقات ما فتئت تتعزز على مر السنين وشهدت منذ وصول الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى سدة الحكم تطورا ملحوظا يظهر جليا من خلال تكثيف تبادل الزيارات رفيعة المستوى وتعزيز التشاور حول المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وازدهار المبادلات التجارية".

وأشار إلى أن"الزيارة التي أجراها الرئيس بوتفليقة إلى الصين في نوفمبر 2006 قد ساهمت في إعطاء دفع قوي لهذه العلاقات وإضفاء طابع الشراكة الإستراتيجية عليها وهي شراكة تعززت بسرعة لتصبح في فبراير 2014 شراكة إستراتيجية شاملة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية فضلا عن المشاورات حول أهم القضايا الدولية".

وأضاف السيد مساهل قائلا إن "الجزائر أصبحت في هذا السياق أول بلد في العالم العربي وثاني بلد في إفريقيا بعد جنوب إفريقيا يجمعه هذا الشكل من التعاون مع الصين".
وأشار إلى أن العلاقة بين الجزائر والصين "لا يمكن أن تقتصر على المجال التجاري فحسب وينبغي أن تتطور إلى الاستثمار المنتج ولازمته نقل التكنولوجيا".

وأشار السيد مساهل أنه "لهذا السبب تولي الجزائر أهمية قصوى لإنجاح هذا اللقاء الذي تشارك فيه بوفد يضم مسؤولين سامين من مختلف الوزارات وممثلين عن مؤسسات اقتصادية من القطاعين العام والخاص لتأكيد التزامها والأمل التي تضعه في هذه الشراكة".

ارتياح الجزائر لتسجيل مشروع"ميناء الوسط"الضخم في قائمة المشاريع الأولوية

ومن جهة أخرى أعرب السيد مساهل عن ارتياح الجزائر لتسجيل مشروع "ميناء الوسط" الضخم في قائمة المشاريع الأولوية المقرر إنجازها في السنوات المقبلة كما سبق وأن أعلن عنه وزير الشؤون الخارجية الصيني وونغ يي خلال الاجتماع الوزاري الأخير بالدوحة وذلك في إطار المبادرة التي أطلقت سنة 2013 من قبل الرئيس الصيني شي جين بينغ والحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحرية للقرن ال21".

وأضاف يقول "إن أملنا كبير في أن يتم تجسيد هذا المشروع الكبير ذي البعد الإقليمي مع شريكنا الصيني في أقرب الآجال".

مساهل يتحادث ببكين مع وزير الشؤون الخارجية الصيني

كما تحادث وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل  مع وزير الشؤون الخارجية الصيني وونغ يي.

وصرح السيد مساهل قائلا إنه تم التطرق خلال اللقاء إلى"الشراكة الإستراتيجية بين الجزائر والصين التي تعززت لتصبح في 2014 شراكة إستراتيجية شاملة".
وأوضح الوزير أنه تم أساسا تناول المشروع البحري الضخم "ميناء الوسط" الذي يعد من بين المشاريع ذي الأولوية التي ستنجز خلال السنتين المقبلتين ، مشيرا إلى أن هذا المشروع يكتسي أهمية إستراتيجية بالنسبة للبلدين ، كما تطرق السيد مساهل مع الوزير الصيني إلى مسائل إقليمية ودولية لاسيما الإصلاح العادل والعميق لمنظومة الأمم المتحدة وبالخصوص مجلس الأمن.

وجرت المحادثات ببكين على هامش أشغال اجتماع الوزراء المنسقين حول تنفيذ أعمال متابعة توصيات قمة جوهانسبورغ لمنتدى التعاون الصيني-الإفريقي.
للتذكير انطلقت أشغال اجتماع الوزراء المنسقين حول تنفيذ أعمال متابعة توصيات قمة جوهانسبورغ لمنتدى التعاون الصيني الافريقي هذا الجمعة بمشاركة وفود رفيعة المستوى.

المصدر : الاذاعة الجزائرية + واج