إصدارات: جناس في كتابه الأخير...أوقات تاريخية للطلبة الجزائريين بمونبلييه

صدر مؤخرا عن دار النشر القصبة كتاب لمسعود جناس يحمل عنوان " أوقات تاريخية للطلبة الجزائريين في مونبلييه ( 1948 – 2014)، ضد النسيان".

يعد كتاب مسعود جناس، الذي ألف عدة كتب من قبل، شهادة تاريخية عن تطور النضال الثوري لدى الطلبة الجزائريين في مونبلييه, حيث يتطرق إلى علاقة الطلبة الجزائريين الدارسين في مدينة مونبلييه الفرنسية بالثورة التحريرية، خصوصا أن المجموعة الطلابية الجزائرية القائمة هناك خلال منتصف القرن الماضي سواء في أيام الحركة الوطنية أو بعد اندلاع الثورة التحريرية، تعد الثالثة من حيث العدد والأهمية.

ومعرفة تاريخ هؤلاء الطلبة يستحق كل الاهتمام. إذ يقول مسعود جناس، الذي كان طالبا في هذه المجموعة إنها كانت ثالث أكبر مجموعة بعد التي كانت موجودة في الجزائر العاصمة و في باريس، حيث زودت أجهزة جيش التحرير الوطني و جبهته، بإطارات ذات كفاءات عالية.

ويكشف مسعود جناس كيف تمكن هؤلاء الطلبة من الالتحاق بالثورة التحريرية بالرغم من أن المدينة التي كانوا يدرسون فيها لم يكن فيها أي تنظيم تابع للثورة أو للحركة الوطنية من قبل. حيث يقول الكاتب في شهادته أن أغلب الطلبة الجزائريين لم يكن لهم أي نشاط سياسي قبل إضراب الطلبة في 19 ماي 1956، لكن النقاش بينهم كان ينتهي دائما عن الأوضاع السائدة في البلاد. كما يشير إلى أن الغموض كان كبيرا، غداة اندلاع الثورة التحريرية في أول نوفمبر، بين جبهة التحرير الوطني وبين الحركة الوطنية الجزائرية التابعة لمصالي الحاج، هذه الأخيرة كان الكثير من مناضليها مقتنعين بعصمة الزعيم. ويضيف جناس أنه بفضل نشاط جبهة التحرير الوطني والواقع الثوري الذي فرضته، الكثير من مناضلي القاعدة سيلتحقون بالنشاط الثوري.

ويتطرق جناس إلى تنظيم خلايا جبهة التحرير الوطني في مدينة مونبلييه، وسط الطلبة الجزائريين. ولقد كان للكاتب دور فعال في ذلك. خصوصا في تأسيس الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين. كما يتحدث عن النضال الثوري في الحدود وفي أجهزة الثورة.

إن الطلبة الجزائريين في مونبلييه لم يتأخروا عن قيام بواجبهم تجاه وطنهم، فناضلوا وحاربوا الاستعمار الفرنسي. ويغتنم الكاتب الفرصة لذكر الطلبة الذين استشهدوا في ساحة الشرف.

لقد أراد مسعود جناس، أن يكون كتابه هذا تذكيرا بنضال هؤلاء الطلبة و حتى لا ننسى تاريخ وطننا الذي صنعه أبطال من طينة هؤلاء الطلبة.

 

المصدر: أنيس بن هدوقة

ثقافة وفنون, اصدارات