فارح مسرحي:تحرير الوعي العربي وتزكية خطاب المواطنة ينطلقان من فضاءات المعرفة والانفتاح الفكري

قال الدكتور فارح مسرحي  أستاذ الفلسفة بجامعة باتنة والفائز بجائزة محمد أركون العالمية لتعايش الثقافات والسلام إن اللحظة التاريخية التي يعيشها العالم العربي حاليا تحتم عليه أكثر من أي وقت مضى الدفع بخطاب المواطنة وفق أفق الأنسنة وما يتعلق بالمستقبل.

وأضاف خلال نزوله ضيفا عبر الهاتف ببرنامج نقطة حوار بإذاعة الجزائر من ادرار حول موضوع الوعي في المجتمعات العربية وخطاب المواطنة أن المنطقة العربية والإسلامية لم تستطع التخلص من الرزخ الاجتماعي وبناء المواطن الواعي بالحقوق والواجبات وهذا التأسيس يقتضي الحديث عن مجالات واضحة وقوانين في الانتقال من مجتمعات تقليدية إلى حداثة مادية وعقلية بناء على استراتيجيات  طويلة الأمد. 

وأضاف الباحث والأستاذ المحاضر بقسم الفلسفة  بجامعة باتنة أن الوضعية الصعبة للمجتمعات العربية بعد مرحلة التخلص من الكولونيالية أجلت عديد المشاريع المعرفية بسبب أولويات اجتماعية واقتصادية لمجتمعات كانت تشكو من الأمية ورافقتها ببناء هياكل صناعية كبرى دون أن تتطور لبناء الفرد 

وقال فارح مسرحي إن عدم تحديث اطر التفكير كان من أسباب الانزلاقات الشاملة لما يسمى الربيع العربي وحجم العنف الممارس  والانغماس في الفوضى لكونه غير قائم على الأفكار وعوض  بلغة السلاح والتكفير والإقصاء والإلغاء لذلك فإن تونس تمثل الحالة الوحيدة في دول ما يسمى بالربيع العربي حيث كانت استخدامات العنف محدودة لوجود مجتمع مدني قوي وواعي و مؤطر ثقافيا واجتماعيا

ومن خلال مقاربته لفكر أركون أفاد أن هذا المشروع مرتبط بحيثيات ثلاثي العنف المقدس والحقيقة انطلاقا من المثلث الانتربولوجي وتزداد المسالة تعقيدا  في حال توظيف الفكرة الدينية لأنها الأشياء الأكثر حميمية التي تملأ سلوك المواطن  ويصعب الاقتراب منها.

وأشار الباحث  في سؤال حول معدلات الإرهاب المتكئ على تفسيرات إثنينة تنطلق من إلغاء حقوق الآخر قال مسرحي ان فكرة حكر الحقيقة والخلاص مرورثة  وتعني أن المسألة معقدة ترتبط بمنظومات  إنتاج المعارف ومفهوم الحقيقة خصوصا وان اغلب المنتمين للجماعات الإرهابية يتشكلون من تخصصات تقنية وهو قائم على ثنائية الصفر والواحد والعلوم الإنسانية تساهم في تغيير طريقة التفكير والقبض على المعنى لان المعرفة العلمية عي مجرد مقاربة نسبية فما بالك بمعارف الإنسانية  وأضاف السياجات الدوغمائية  نتحرر منها انطلاقا من فكرة أبي حيان التوحيدي أن مشكلة الإنسان في الإنسان.  

تجدر الإشارة إلى أن الدكتور فارح مسرحي أستاذ محاضر بجامعة باتنة ورئيس المكتب  الولائي للجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية له عديد المؤلفات حول مشاريع محمد أركون الفكرية والحداثية  والتثاقف في زمن العولمة والأنسنة والمواطنة وفاز مؤخرا بجائزة محمد أركون العالمية حول التعايش وحوار الثقافات.

لحسن حرمة / إذاعة الجزائر من أدرار

ثقافة وفنون