ميهوبي: نفكر في إنشاء مؤسسة تحمل اسم الراحل مالك شبل

كشف وزير الثقافة عز الدين ميهوبي اليوم الأربعاء بسكيكدة على هامش مراسم تأبين المفكر الجزائري مالك شبل بأن الوزارة الوصية تفكر في إنشاء مؤسسة تحمل اسم الفقيد.

و قال ميهوبي بأن هذه المؤسسة ستضم مفكرين جزائريين و آخرين أجانب بالنظر إلى أن الفقيد مفكر عالمي و أنها ستعنى بتقديم أطروحات الفقيد من أجل الاستمرار في نقل فكره و طموحاته و آرائه و إقامة ندوات حول مؤلفاته.

كما أضاف وزير الثقافة أنه من غير المستبعد تخصيص جائزة حول فكر مالك شبل و أن نجله ميكائيل شبل سيعمل على إتمام مشروع والده الهام و المتمثل في إصدار مجلة فكرية تحمل اسم "نور " تدافع عن الفكر الإسلامي في أوروبا.

كما أفاد ميهوبي بأن وزارة الثقافة ستسعى من أجل إطلاق اسم مالك شبل على واحدة من أهم المؤسسات الثقافية بالبلاد لأن في ذلك "وفاء لهذا الرجل واستمرارية لهذا الاسم الذي عاش مشعا لثلاثة عقود كاملة" على حد تعبيره.

وكان جثمان المفكر الجزائري مالك شبل ووري الثرى ظهر اليوم الأربعاء بمربع العائلة "مقبرة منزل المجاهدين" بمنطقة بيسي على بعد حوالي 15 كلم عن مدينة سكيكدة وسط حضور جماهيري غفير.

و تقدم هذا الحضور وزير الثقافة عز الدين ميهوبي و أفراد من عائلة الفقيد و أقاربه و مثقفين و السلطات المدنية و العسكرية للولاية بالإضافة إلى القنصل العام لفرنسا بعنابة باثريك بوانسو حسبما لوحظ .

و قد أقيمت قبل ذلك تأبينية على روح الفقيد بقصر الثقافة و الفنون لمدينة سكيكدة حيث تمكن المواطنون من إلقاء نظرة أخيرة على فقيد الجزائر الذي وافته المنية ليلة الجمعة إلى السبت بباريس (فرنسا) عن عمر ناهز 63 سنة و ذلك في أجواء حزينة بحضور أفراد من عائلته و نجله و ابنتيه.

و ذكر نجله ميكاييل شبل بالمناسبة بأن والده "عاش عظيما و كان رفع طوال حياته العلم الوطني و دافع عن الإسلام عبر العالم وحمل طوال مسيرته حبا حقيقيا للجزائر حتى أنه رفض مرتين الجنسية الفرنسية بعد أن حاول الرئيسان الفرنسيان السابقان جاك شيراك و نيكولا ساركوزي منحها له".

أضاف ابن الفقيد بأن والده "رغم أنه عاش خارج الوطن إلا أن قلبه بقي طول حياته معلقا بالجزائر و نشر العلم و الإسلام و كانت أمنيته أن يدفن بوطنه".

كما ذكر بتأثر كبير بأن والده نجح في حياته و ترك أولادا أحسن تربيتهم، موضحا بأن مرضه لم يدم طويلا و قد رحل و هو مرتاح خصوصا و أن عائلته كانت إلى جانبه و بجواره إلى آخر لحظة مضيفا أنه "على الجزائر أن تفخر لأنها أنجبت ابنا بارا مثله".

من جهته صرح وزير الثقافة عز الدين ميهوبي الذي حضر التأبينية التي أقيمت على روح الفقيد بأن الجميع التقى اليوم لتوديع "قامة فكرية و ثقافية حقيقية نجحت في أن تقدم الجزائر بكل ما تحمله من زخم في المحافل الدولية و رجل نجح في أن يدافع عن هوية الشعب الجزائري و دينه و قيمه و مقومات".

و أضاف ميهوبي بأن الفقيد كان "رجلا هادئا صامتا إلا أنه كان ممتلئا بالثقافة و العلم" معتبرا أن "كل من يحمل اسم مالك يرحل غريبا على غرار مالك بن نبي و مالك حداد و مالك بوذيبة و مالك شبل و كأن قدر هذا الاسم أن يكون أشبه بالغريب".

و أضاف الوزير في كلمته التأبينية أنه "تم اليوم توديع أخ صديق مفكر ومثقف من طينة الكبار نظرا للتكريمات التي نالها عبر العالم وكان أمله أن ينجز عملا حول الجزائر و قد أنجز أكثر من 40 عملا من أمهات الكتب الفكرية التي دافع فيها عن الإسلام العظيم وكان كاتبا مستنيرا لأنه فهم الغرب فقدم حصيلة تجربة عميقة لأنه كان يعرف أنه يجب أن يتصدى بفكره للأفكار المغلوطة و التشويهات التي تطال الدين الإسلامي في هذا الظرف".

و قال الوزير "لقد ظهر مالك شبل في وقت كنا بحاجة لأمثاله للدفاع عن الإسلام و هوية الإسلام و الأمة الموسومة بأنها أمة التطرف و الإرهاب و الخوف" إذ أنه كان "أفضل من عرف معنى الإرهاب و حلل مسألة التطرف و أفضل من تناول القضايا المعقدة في الفكر الإسلامي و قدمها بأسلوب بسيط للغرب حتى يستوعب.

و أضاف يقول "كان مالك شبل مناضلا حقيقيا في جبهة ملتهبة و وقف لأكثر من 30 سنة في مواجهة تيارات الفوبيا و التخويف" كما كان "صامدا و نجح في إرسال الكثير من الرسائل للمجتمعات الغربية عن الجماعات المتطرفة التي أساءت لديننا الحنيف".

للتذكير فإن مالك شبل وافته المنية ليلة الجمعة إلى السبت بباريس عن عمر ناهز 63 عاما، و كان حائزا على ليسانس في علم النفس العيادي من جامعة قسنطينة قبل أن يسافر إلى فرنسا لمواصلة دراسته ليختص بعدها في الأنثروبولوجيا و دراسة الأديان.

و للفقيد و هو من مواليد سكيكدة عام 1953عدة مؤلفات أهمها "قاموس الرموز الإسلامية" الصادر عام 1995 و"العبودية في أرض الإسلام " و"الإسلام كما شرحه مالك شبل" فضلا عن قيامه بترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية ترجمة تختلف جذريا عن الترجمات السابقة حيث اهتم بالمعنى لا ترجمة النص. 

ثقافة وفنون