سلال وشارل ميشال يؤكدان الاتفاق على ترقية العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وبلجيكا

اكد الوزير الأول عبد المالك سلال الأربعاء بالجزائر العاصمة أن الجزائر و بلجيكا اتفقتا على إعطاء "دفع جديد" لعلاقاتهما الثنائية خاصة في المجال الإقتصادي، بينما قال نظيره شارل ميشال إن المحادثات  كانت"واسعة ومكثفة حول مواضيع هامة" تصب في مصلحة الشراكة الجزائرية البلجيكية.

وقال سلال خلال ندوة صحفية نشطها مع نظيره البلجيكي شارل ميشال الذي يقوم بزيارة عمل للجزائر بقوله " بعد المشاوات الثنائية اتفقنا على إعطاء دفع جديد للعلاقات الثنائية التي عرفت تراجعا  خاصة في المجال الإقتصادي رغم أنه لا توجد اختلافات كبيرة في الاراء في المجال السياسي".

 وأضاف سلال في هذا الشأن أن هناك حوالي 182 متعامل بلجيكي بالجزائر مشددا على ضرورة الدخول في "مرحلة جديدة"  لأننا " دخلنا منذ سنوات في التنويع الإقتصادي".

أردف " نحن بحاجة إلى شراكة قوية و قد إتفقنا على هذا الموضوع لا سيما في

بعض القطاعات التي أعتبرها حساسة في إقتصادنا الوطني خاصة الصناعةالزراعة التكنلوجيا الرقمية و الخدمات بصفة عامة لأن الشركات البلجيكية تتمتع بخبرة كبيرة".

وذكر سلال بأن البلجيكيين لاحظوا  فعلا بأن الجزائر تحت رئاسة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة "في حالة إستقرار تام   متحكمة بالأوضاع و حريصة على تحسينها".

كما قال بأنه تطرق إلى الوضع في المنطقة خاصة في الساحل  تونس وليبيا مؤكدا بأن هناك "إتفاقا" و "رؤية مشتركة" في هذا الشأن.

من جهته أوضح الوزير الأول البلجيكي قائلا "لقد أجرينا محادثات واسعة و مكثفة حول مواضيع هامة تصب في مصلحة الجزائر و بلجيكا لإقامة شراكة ذكية".

و أضاف انه "من المهم العمل معا لتحديد مختلف المجالات التي يمكننا تعزيز شراكاتنا و إعطاء دفع أكثر ديناميكية للتعاون الثنائي". كما أكد السيد ميشال على "مختلف التحديات التي يواجهها كلا البلدين" داعيا إلى "مزيد من النشاطات" من اجل الاستجابة للانشغالات الاجتماعية للمواطنين "بفضل الديناميكية الاقتصادية".

و تطرق الوزير الأول البلجيكي في ذات السياق إلى هدف التنمية الاقتصادية مؤكدا على "إمكانية توسيع المبادرات" مشيرا إلى المجالات التي تم التطرق إليها خلال محادثاته مع السيد سلال على غرار "البنية التحتية و الطاقة و النقل و البيتروكيمياء و الصناعة الصيدلانية...".

 من جانب آخر أكد المسؤول البلجيكي انه "من اجل تحقيق أي تنمية اقتصادية يجب توفر الاستقرار و الأمن" مضيفا أن الجزائر "تعرف جيدا ما هي مكافحة الإرهاب لكونها دفعت ثمنا باهظا" خلال سنوات المأساة التي عرفتها الجزائر.

كما أشار السيد ميشال إلى "ضرورة إقامة تعاون صادق في مجال مكافحة الإرهاب" معربا عن ارتياحه "لكونه لمس لدى المسؤولين الجزائريين إرادة في العمل معا" في هذا المجال.

و في معرض تطرقه لمسالة تنقل الأشخاص أوضح المسؤول البلجيكي أن الأمر يتعلق ب"رهان كبير" مضيفا أن بلجيكا "ستواصل العمل مع الجزائر من اجل تبادل التحاليل" حول هذه الإشكالية.

و أعلن في سياق آخر انه وجه دعوة للسيد سلال ليقوم بزيارة إلى بلجيكا من اجل "مواصلة هذا العمل على مستوى سياسي أعلى".

سلال: ترحيل الجزائريين في وضعية غير قانونية يتم بحنكة كبيرة  مع عدة بلدان 

وأكد  الوزير الأول عبد المالك سلال، أيضا أن ترحيل الجزائريين الذين يوجدون في وضعية غير قانونية بالخارج يتم  بـ " حنكة كبيرة" و " تنسيق جيد" مع العديد من البلدان لاسيما بلجيكا مع السهر على احترام " كرامة الاشخاص" .وقال سلال " فيما يتعلق بترحيل (الجزائريين الذين يوجدون في وضعية غير قانونية) فاننا نقوم به بحنكة و بتنسيق جيد دون صعوبات. و الأهم بالنسبة لنا يكمن في الحفاظ على كرامة الأشخاص".

في نفس السياق  أوضح الوزير الأول " الأهم بالنسبة لنا هو السهر على كرامة الاشخاص" مضيفا " أما الباقي فسيتم في اطار القوانين المعمول بها".

كما استرسل قائلا " ليست لدينا أية مشكلة (...) لأنه هناك عمل يتم القيام به بين مصالح الشرطة بكلا البلدين" و المكلفة بالعمل بحنكة كبيرة".

في نفس الاتجاه  صرح سلال " نتوفر على قدرات تقنية و قواعد معطيات (...) كما نعمل في اطار قانوني و في ظل الاحترام الصارم للأشخاص و من المفروض أن لا تكون هناك صعوبات و لا مشاكل من هذه الناحية ".

من جهة أخرى  قال الوزير الاول " نحن جد صارمون في مجال مكافحة الارهاب و نسهر على التنسيق مع جميع البلدان سيما بلجيكا حتى نساعد بعضنا البعض و أنا أعتقد أن الأمور تسير على ما يرام و ستكون كذلك مستقبلا في اطار الاحترام المتبادل للقوانين و خاصة الاشخاص".

كما أشار سلال استنادا الى معطيات السلطات البلجيكية الى وجود 35000 جزائري في وضعية قانونية ببلجيكا مؤكدا أنهم " عموما يتحلون بسلوك جيد".

و خلص الى القول " لقد تحدثنا في هذا الخصوص و نحن نقوم بذلك منذ عدة سنوات كما نقوم بأعمال عديدة ربما غير جلية" مشيرا الى وجود " تفاهم تام" حول الاحترام المتبادل في مجال تنقل الأشخاص. 

الوزير الأول البلجيكي يزور مؤسسة جزائرية بلجيكية مختصة في الدواء

من جهة أخرى، أكد الوزير الأول شارل ميشال خلال زيارته اليوم الأربعاء إلى مجمع بروديفال المختص في إنتاج المواد الصيدلانية الشريك الأول للعلامة الصيدلانية البلجيكية جنسن إن الجزائر تعد شريكا اقتصاديا مهما في المنطقة.

كما اعتبر الوزير الاول البلجيكي الجزائر بوابة لإفريقيا. وأوضح في هذا الخصوص "بان هناك التزام في المجال الصحي وانه من المهم جدا توسيع المجهودات المبذولة في هذا المجال لتحقيق الأمن الصحي في جميع مناطق العالم والجزائر كمحطة أولى ، وان هناك التزام اقتصادي من حيث خلق مناصب عمل مباشرة وغير مباشرة وعليه يجب تقوية الشراكة في مجال إنتاج الدواء بدرجة عالية" ، كما دعا إلى توسيع الشراكة بين الشركتين البلجيكية والجزائرية خاصة وان هناك نية في تصدير المنتج المحلي نحو إفريقيا.

من جهته، قال الياس ايت ناصر المدير العام لفرع جنسن بالجزائر :" إن الهدف من زيارة البلجيكيين إلى الجزائر هو تقييم الشركة الجزائرية البلجيكية في مجال صناعة الأدوية المحلية و نحن الآن نتفاوض في مجال التصدير ومن الممكن الوصول إلى اتفاق لتصدير منتجاتنا نحو المغرب العربي وكذا إلى إفريقيا.

وتعتبر هذه الزيارة اقتصادية محضة و تهدف إلى تقييم مستوى بحث الشراكة في المجال الصيدلاني وسبل تعزيزها بين البلدين .

المصدر:الإذاعة الجزائرية

الجزائر