الأخضر الإبراهيمي يؤكد أن وقف النزاع في سوريا "أولية قصوى ومستعجلة"

أكد السيد الأخضر الإبراهيمي المبعوث المشترك السابق للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا أن وقف النزاع في سوريا هو"أولوية قصوى ومستعجلة"في الوقت الحالي داعيا مختلف الأطراف التي تدخلت في الأزمة السورية إلى مساعدة السوريين على تحقيق المصالحة و إعادة بناء بلدهم.

وقال الدبلوماسي الجزائري ووزير الشؤون الخارجية الأسبق في حوار خاص أجرته معه وكالة الأنباء الجزائرية أن"الأولوية الأولى القصوى والمستعجلة هو أن تتوقف الحرب وأن تتم مساعدة السوريين على المحافظة على وحدة بلدهم والمصالحة فيما بينهم وإعادة بناء بلدهم".

وشدد السيد الإبراهيمي أن"المحافظة على وحدة سوريا أمر أساسي جدا"داعيا مختلف أطياف الشعب السوري بما فيها الرئيس بشار الأسد إلى التعاون من أجل "تحقيق التغيير الذي ينشده الشعب السوري".

وقال في هذا السياق "أن التغيير لا يمكن التملص منه أو رفضه أو نكران الحاجة إليه"معربا عن أمله في أن تدرك الدول التي تدخلت في النزاع القائم في سوريا منذ قرابة 5 سنوات لمصلحة هذا الطرف أو ذاك أن "الأزمة لن تحل عسكريا ولابد من حل سياسي يرضي الشعب السوري و بناء سوريا جديدة وهذا الحل يتطلب التغيير بدون شك" كما قال.

وتابع الدبلوماسي الجزائري المخضرم أنه "لابد على السوريين أن يجلسوا مع بعض"من أجل إيجاد تسوية للنزاع, حاثا الدول الأجنبية التي تدخلت في هذا البلد على مساعدة السوريين فيما بينهم على تحقيق المصالحة وبناء سوريا جديدة.

ونبه السيد الإبراهيمي إلى أن التدخلات الأجنبية في سوريا بدعوى مساعدة السوريين "لم تكن في مصلحة الشعب السوري في النهاية" مؤكدا أن تدخل الدول الأجنبية في النزاع السوري "فضلا عن أنه كلف هذه الدول كثيرا, فانه أطال عمر الأزمة".  

حل الأزمة الليبية لابد أن يكون من الليبيين أنفسهم

وبخصوص الأزمة في ليبيا وصف الدبلوماسي الجزائري في حواره مع (وأج) ما يجري في هذا البلد بأنه " كارثة بكل معاني الكلمة و مأساة وظلم شديد جدا سلط على أناس لا ذنب لهم"."فالتدخل الخارجي في ليبيا كان فجا إذ لم  ينظر ولم يسأل عن مصلحة الشعب الليبي وهذا ظلم شديد جدا" كما قال.

وأشار إلى دور الجزائر و سعيها "بكل ما تستطيع من أجل مساعدة الليبيين على حل مشاكلهم" إلى جانب مساعي الليبيين أنفسهم و الأمم المتحدة مشددا أنه " لا بديل عن الجهد الوطني و على الليبيين أنفسهم أن يحلوا مشاكلهم".

ونبه السيد الإبراهيمي إلى"العبئ والخطر الكبيرين جدا" الذي تمثله الأزمة الليبية بالنسبة للمغرب العربي مشيرا إلى أن مشكلة "بحجم الأزمة الليبية أو السورية لا يمكن أن يقفل عليها إلى الأبد داخل الحدود وأنه من مصلحة تونس و مصر والجزائر ودول الساحل أن تحل الأزمة الليبية بما يرضي الشعب الليبي وبأسرع ما يمكن" نظرا لما خلفته هذه الأزمة من مشاكل على حدود دول الجوار مثل تهريب الأسلحة وقضية اللاجئين...

وأكد السيد الإبراهيمي الذي شغل سابقا منصب مبعوث الأمم المتحدة إلى كلا من أفغانستان والعراق ودول أخرى على ضرورة أن ينبني أي مشروع علاج أزمة على"ما هو مطلوب وماهو ممكن وما هو في مصلحة أهل البلد".

وفي تطرقه إلى النزاع في الصحراء الغربية وإمكانية أن يحرك الأمين العام الجديد المرتقب للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس هذا الملف أوضح السيد الإبراهيمي أن"قضية الصحراء الغربية موجودة على جدول الأمم المتحدة وهنالك إطارا لا يستطيع لا هو (غوتيرس) ولا غيره الخروج منه"بالنسبة لهذا الملف مضيفا أن غوتيرس"رجل لديه خبرة واسعة ويعرف الأمم المتحدة وله سمعة طيبة سيصل إلى هذا المنصب مهيأ".

وعن سؤال حول مطالب عديد من الدول بإصلاح الأمم المتحدة و منها الدول الإفريقية أعرب الدبلوماسي الجزائري عن أسفه لوجود مشكلتين أساسيتين كما قال في هذا الشأن و يتعلق الأمر بكون أنه "لا يمكن تغيير أي شيء في الأمم المتحدة حسب ميثاقها إلا إذا وافقت كل الدول دائمة العضوية الخمس"والأمر الثاني يتعلق بالخلافات القائمة فيما بين الدول الإفريقية ذاتها أو دول الآسيان ودول أمريكا اللاتينية"وهذه عقبة كبيرة" كما قال.

المصدر : وكالة الأنباء الجزائرية

العالم