قمة إفريقيا-فرنسا : سلال يــؤكــد علـى ضــرورة التعبــئة الــدولية مـن أجــل السلــم في مـالي

عبد القادر مساهل يشارك في الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة

جدد الوزير الأول عبد المالك سلال هذا السبت في العاصمة المالية باماكو استعداد الجزائر لمرافقة مالي في مرحلة تطبيق اتفاق السلم والمصالحة مبرزا ضرورة تعبئة دولية من أجل تحقيق أهداف التنمية التي تضمنها  هذا الاتفاق.

و بصفته ممثلا لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة  صرح سلال  أمام رؤساء الدول والحكومات المشاركين في قمة إفريقيا-فرنسا المنعقدة في باماكو قائلا "أود أن انتهز هذه الفرصة لأجدد استعداد الجزائر الكامل لمواصلة دعمها لإنجاح مسار تطبيق اتفاق السلم في أقرب الآجال".

و أضاف "دعما لهذا المسار أجدد من هنا النداء رسميا للمجموعة الدولية لتبقى مجندة بهدف تحقيق أهداف التنمية التي تضمنها هذا الاتفاق".

 هذه هي التحديات الامنية التي تهدد استقرار و أمن منطقة الساحل

كما أشار الوزير الأول الى التحديات التي تهدد استقرار و أمن منطقة الساحل من أجل اقامة تعاون بجميع أبعاده، قائلا  "إن جلساتناهذه تنعقد في ظرف تواجه فيه قارتنا العديد من التحديات الامنية التي تهدد استقرار وأمن منطقة الساحل على وجه الخصوص و ترهن تحقيق مشاريعها التنموية".

وانتهز سلال هذه الفرصة للتحذير من الارهاب و الجريمة المنظمة العابرة للاوطان و تهريب المخدرات و الأسلحة و الاختطاف و المتاجرة بالبشر و الهجرة.

وأوضح سلال أن كل هذه المشاكل تمثل "تحديات تستوقفنا جماعيا من أجل تعزيز تعاوننا الثنائي و الجهوي و الدولي من منطلق روح المسؤولية الجماعية وكذا التضامن الفعلي انطلاقا من مبدأ عدم قابلية الأمن للانقسام و وجوب تحقيقه للجميع".

وأكد الوزير الأول في نفس السياق أن المآسي المتكررة نتيجة الفقر و الأمراض و التدفقات الكبيرة للهجرة تستوقف اجتماعنا بغية "تركيز الاهتمام و خاصة العمل على الأسباب الحقيقية لهذه الآفة أي النزاعات و التدخلات الأجنبية خرقا للقانون الدولي و التي هي مصدرا الفوضى و الخراب الملائمين لبروز الارهاب و غياب الدعم المناسب لجهود التنمية و مكافحة الفقر بالعديد من البلدان الافريقية و كذا تفاقم التناقضات الداخلية و عدم اللجوء الى الوسائل السلمية و الحوار من أجل تسويتها و تجاوزها".

كما أبرز الوزير الأول التقدم الذي سجلته إفريقيا في مجال ترسيخ الديمقراطية  و الحكامة السياسية و الاقتصادية و بناء دولة القانون.

وأكد سلال أن "إفريقيا سجلت منذ انعقاد أول قمة سنة 1973 تقدما لا جدل فيه في مجال ترسيخ الديمقراطية وإرساء الحكامة السياسية والاقتصادية و بناء دولة القانون  وعيا منها بأن ذلك هو السبيل الوحيد الذي يضمن لبلدانها وشعوبها العوامل اللازمة للاستقرار السياسي وللتنمية الاجتماعية و الاقتصادية التي تتطلع إليها بكل شرعية".

 وفي السياق ذاته  أوضح سلال أن هذه الديناميكية قد جائت لتكرس مسار تصفية الاستعمار الذي سمح للأغلبية الساحقة من الشعوب الإفريقية استعادة استقلالها السياسي وسيادتها الوطنية وهو مسار لا بد حتما من استكماله.

سلال يذكر بالاجراءات التي اتخذتها الجزائر من أجل تحسين مناخ الأعمال

 

أبرز الوزير الأول عبد المالك سلال النمو الاقتصادي المحقق بافريقيا مذكرا أيضا بالاجراءات التي اتخذتها الجزار من أجل تحسين مناخ الأعمال.

وصرح سلال قائلا "إن قارتنا تشهد على الصعيد الاقتصادي منذ عدة سنوات نموا اقتصاديا مطردا

في حدود 5 بالمئة و إن التوقعات الخاصة بسنة 2017 أكثر تفاؤلا مما يؤكد القدرة على استيعاب استثمارات أجنبية جديدة لاسيما في مجال الخدمات المالية و البناء و الصناعة التحويلية"

 في هذا الشأن أوضح الوزير الأول أن الجزائر اتخذت تدابير هامة من أجل تحسين مناخ الأعمال دعما للمستثمرين العموميين الكبار في مجال المنشآت القاعدية و احتضان منتدى افريقي هام حول الاستثمارات و الأعمال اضافة الى اسهامها في تحقيق مشاريع مهيكلة للاقتصاد الاقليمي و القاري".

 و في نفس السياق أوضح سلال أن الطريق العابر للصحراء الجزائر-أبوجا الذي يمنح لتجارة افريقيا الغربية منفذا على البحر المتوسط و يخفض بشكل كبير من التكاليف و الوقت في مجال نقل البضائع و مشروع أنبوب الغاز الجزائر-لاغوس و مشروع الألياف البصرية الجزائر-نيجيريا تستجيب كلها لضرورة تكامل اقتصادياتنا". 

 من جهة أخرى  أكد سلال أن افريقيا القوية بمؤهلاتها تعمل على اقامة شراكات نوعية قائمة على الاحترام المتبادل و توازن المصالح و تقاسم عادل للرفاه.

  وكان وزير  الشؤون المغاربية و الاتحاد الإفريقي و جامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل،  الذي يرافق سلال في هذه الأشغال، في تصريح له بعد انتهاء أشغال الاجتماع الوزاري التحضيري قد تطرق للمحاور التي ستناقشها قمة إفريقيا-فرنسا  ال27 و التي ستتوج بإعلان باماكو الذي سيتضمن جانب منه "اهتمام القارة الإفريقية  بالمشاكل التي يعالجها العالم".

وسيقوم المشاركون في هذه القمة بتقييم التقدم المحقق في تجسيد التوصيات  المصادق عليها في القمة ال26 التي جرت بباريس (فرنسا) في 2013.

 ستتمحور المحادثات حول السبل و الوسائل الكفيلة بتعميق هذا الإطار  من التعاون من اجل مواجهة جماعية للتحديات المشتركة سيما السلم و الأمن و تحقيق  النمو في إفريقيا

و تنعقد قمة باماكو في وقت تسعى فيه إفريقيا بفضل المبادرة الجديدة للتنمية  في إفريقيا (النيباد) و أجندة 2063 للاتحاد الإفريقي لتوفير الشروط الضرورية لتنميتها  من خلال تعاون امثل مع مختلف شركائها.

و قد تم توسيع قمة إفريقيا-فرنسا التي كانت مقتصرة عند انطلاقها في مشاركة   بلدان فرانكوفونية لتشمل البلدان الناطقة باللغتين البرتغالية و الانجليزية.

 

المصدر : الإذاعة الجزائرية

 

الجزائر