بعد انسحاب الولايات المتحدة... بيان أوروبي وأفريقي يؤكد الالتزام القوي حول اتفاقية المناخ

أكد الإتحاد الأوروبي والإتحاد الأفريقي من جديد التزامهما القوي بالتنفيذ الكامل لاتفاق باريس بشأن مكافحة التغيير المناخي  وطالبا جميع الشركاء إلى مواكبة الزخم الذي نشأ في عام 2015.

وتعهد الاتحادان في بيان أصدراه في بروكسل اليوم بالعمل معا قبل انعقاد مؤتمر الأطراف الموقعة في السادس والعشرين من نوفمبر المقبل لوضع اللمسات الأخيرة على برنامج عمل اتفاق باريس الذي سيدرج تغير المناخ والطاقة المتجددة على جدول أعمال القمة القادمة بين أفريقيا والاتحاد الأوروبي في أبيدجان يومي 29/30 من نوفمبر.

وقال البيان إن الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي يعيدان تأكيد التزامهما بمواصلة معالجة الآثار الضارة لتغير المناخ على صحة الإنسان والحيوان والنظم الإيكولوجية الطبيعية وغيرها من الآثار الاجتماعية والاقتصادية التي تهدد مكاسبنا الإنمائية كمجتمع عالمي.

تخلي الولايات المتحدة عن اتفاقية باريس لن يعرقل الجهود العالمية ضد تغير المناخ

من جهة أخرى، أكد المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة  إريك سولهايم  أمس الخميس  إن قرار الولايات المتحدة بالانسحاب من اتفاقية باريس حول تغير المناخ لن يوقف الجهود العالمية لمواجهة هذا التحدي المشترك.

وقال في بيان إن "العلم حول تغير المناخ واضح تماما: نحن بحاجة إلى المزيد من العمل وليس أقل. هذا تحد عالمي. وكل دولة تتحمل مسؤولية التصرف والعمل الآن".

وأفاد سولهايم إن نحو 190 دولة تظهر تصميما قويا على العمل مع اللاعبين الرئيسيين في مكافحة الاحترار العالمي لحماية هذا الجيل والأجيال القادمة.

وذكر البيان أن هناك زخما لا يصدق حول الإجراءات المناخية من قبل الدول على المستوى الفردي والمدن والقطاع الخاص والمواطنين  مشيرا إلى أن قرارا سياسيا منفردا لن يعرقل هذا الجهد الذي لا مثيل له.

وفي خطاب ألقاه في البيت الأبيض أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة سوف تتخلى بشكل كامل عن اتفاقية باريس  التي حددت أهدافا للدول بشأن خفض الانبعاثات من أجل مستقبل منخفض الكربون لهذا الكوكب.

وحث برنامج الأمم المتحدة للبيئة  الذي يتخذ من نيروبي مقرا له  جميع الأطراف على مضاعفة جهودها. وقال سولهايم "سنعمل مع جميع من هم على استعداد لإحداث فرق".

وتابع أن "العمل في مجال المناخ لا يمثل عبئا بل فرصة غير مسبوقة. إذ أن التحول إلى الطاقة المتجددة يخلق المزيد من فرص العمل ووظائف ذات أجر أفضل وذات نوعية أفضل. ومن شأن تقليل اعتمادنا على الوقود الأحفوري أن يفضي إلى بناء اقتصادات أكثر شمولا وقوة. كما أنه سيحفظ حياة الملايين ويخفض تكلفة  الرعاية الصحية الضخمة الناجمة عن التلوث".

وأضاف أن "الالتزام بالعمل المناخي يعني مساعدة بلدان مثل العراق والصومال  التي هي على خط الجبهة ضد التطرف والإرهاب  كما يعني مساعدة المجتمعات الساحلية من لويزيانا إلى جزر سليمان. ويعني حماية الأمن الغذائي وبناء الاستقرار لتجنب إضافة المزيد من اللاجئين إلى ما يشكل بالفعل أزمة  إنسانية عالمية غير مسبوقة".

وأوضح البيان أيضا أن اتفاقية باريس التي تم التوصل إليها في ديسمبر عام 2015 تستند إلى أدلة واضحة وعلوم متينة وتعاون دولي لا يصدق حيث من المتوقع أن تقوم بنبذ الخلافات جانبا لمعالجة تحد هائل مشترك.

وقال إن "عكس الضرر الذي لحق بطبقة الأوزون يثبت أن مثل هذا الجهد العالمي يمكن أن ينجح. في النهاية إن هذا هو استثمار في بقاءنا لا يستطيع أحد تحمل كلفة التخلي عنه''.

الصين تجدد عزمها المشاركة بإيجابية في جهود حوكمة المناخ العالمي

من جهتها، جددت الصين أمس الخميس موقفها بشأن اتفاقية باريس للمناخ مؤكدة عزمها المشاركة بإيجابية في العملية متعددة الأطراف الخاصة بحوكمة المناخ العالمي  حسبما أوردته وكالة الانباء الصينية (شينخوا).

و قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون يينغ  اليوم أن "الصين سوف تستمر في تنفيذ اتفاقية باريس وفي المشاركة بإيجابية في العملية متعددة الأطراف الخاصة بحوكمة المناخ العالمي", مضيفة أن "الصين والولايات المتحدة حافظتا على تواصل وثيق على مستويات متعددة حول موضوعات  منها التغير المناخي". 

 وأبرزت المسؤولة الصينية " إن اتفاقية باريس جاءت نتيجة جهود شاقة " مشيرة إلى أن التغير المناخي يشكل تحديا عالميا وأنه لا تستطيع أي دولة استثناء نفسها من هذه القضية, موضحة ان "اتفاقية باريس تعكس التوافق الواسع للمجتمع الدولي وتضع هدفا للتعاون العالمي حول التغير المناخي"  وأنه "حتى لو  قررت البلدان الأخرى تغيير مواقفها  فإن الصين سوف تستمر في خطتها القائمة على  الابتكار والتنسيق والتنمية الخضراء والانفتاح والمشاركة". 

كما أكدت  هوا تشون يينغ  أن الصين عازمة على العمل مع الاتحاد الأوروبي لتعزيز التعاون العملي حول التغير المناخي.

هذا وأعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أمس الخميس انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ ليفى بذلك بوعد قطعه أثناء حملة الانتخابات الرئاسية بسبب ما اعتبره أن الاتفاقية تثقل كاهل الأمريكيين.

 

 

العالم