مساهل يعرض بابوجا مقاربة الجزائر حول مسائل السلم

أكد وزير الشؤون الخارجية السيد عبد القادر مساهل اليوم السبت بأبوجا أهمية التجارة و الاستثمار كأدوات للتنمية تسمح برفع النمو الاقتصادي و تقليص الفقر حتى و إن لم تكن المفتاح لتذليل كل الصعوبات التي تشهدها البلدان النامية.

و لدى تدخله خلال أشغال الاجتماع الوزاري ال16 لدول إفريقيا و شمال أوروبا ذكر السيد مساهل أن الجزائر "دعت دوما لى تبني نظام تجاري متعدد الأطراف و مفتوح قائم على قواعد واضحة و غير تمييزية لصالح النمو و الحفاظ على حركية التجارة و الاستثمارات المنتجة للمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستديمة و ضمان نمو اقتصادي منصف يعود بالمنفعة على الجميع".

ومن جهة أخرى قال السيد مساهل أن الجزائر "اختارت بحزم تنويع اقتصادها و صادراتها للتخلص من تبعيتها للمحروقات" مضيفا أن "تنويع الاقتصاد يعد التحدي الرئيسي الواجب رفعه و الذي تم دمجه في مخطط 2015-2019".

وأشار في هذا الصدد إلى أن هذا الهدف "سيتحقق حتما بفضل التطوير الهام للمنشآت الذي شهدته الجزائر خلال السنوات الأخيرة و ذلك من خلال استثمارات عمومية هامة و كذا التنمية المسجلة في مختلف قطاعات الاقتصاد الوطني و بروز قطاع خاص يتميز بقدرات متنامية بما يتناسب مع مستوى استثماراته ومهارته.

ومن جهة أخرى تطرق السيد مساهل إلى "الإطار الاقتصادي المتين الذي تتوفر عليه الجزائر حاليا و الذي يسمح بالتنمية الاقتصادية و تعبئة الاستثمار و كذا الازدهار المستديم للنشاطات الصناعية و التجارية لتمكين تنفيذ استراتيجية للتصنيع و كافة سياسات التكييف الواجب وضعها لضمان هذا الازدهار".

وفي هذا الإطار عرض السيد مساهل على المشاركين الإصلاحات التي باشرتها السلطات الجزائرية "لتحسين الأجهزة المتعلقة بالاستثمار وتحسين مناخ الأعمال المتمثلة في إصدار القانون الجديد للاستثمار لسنة 2016 و كذا حرية الاستثمار و التجارة و مسؤولية الدولة في تحسين مناخ الأعمال وهي جوانب تمت دسترتها في القانون الأساسي للدولة مما سمح بنمو واضح للاستثمارات المباشرة الأجنبية سنة 2016 و تنظيم أحسن للتجارة الخارجية".

مساهل يعرض بابوجا مقاربة الجزائر حول مسائل السلم و الامن

عرض وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل اليوم السبت بابوجا مقاربة الجزائر حول مسائل السلم و الامن معربا عن استعدادها لتقاسم تجربتها في مجال مكافحة الارهاب و القضاء على التطرف و ترقية المصالحة الوطنية.

و عرض السيد مساهل خلال تدخله في أشغال الاجتماع الوزاري ال16 لدول إفريقيا وشمال أوروبا وجهة نظر الجزائر بشأن مشاكل السلم و الامن التي تشهدها القارة الافريقية.

وابرز السيد مساهل التجربة الجزائرية في مجال مكافحة الارهاب و التطرف العنيف مذكرا بأن الجزائر "التي عانت طويلا من هتين الآفتين استطاعت بفضل استراتيجية تشرك كافة الفاعلين الوطنيين و بدفع من رئيس الجمهورية تحقيق نجاحات باهرة في مجال القضاء على التطرف و تعزيز ديمقراطيتها كاداة للتصدي للخطاب المتطرف الذي ينتج و يغذي التطرف العنيف كما جعلت من المصالحة الوطنية احدى الركائز الاساسية لسياستها من اجل الخروج من الازمة و تعزيز المؤسسات ومحرك رئيسي بغية ضمان في كنف جزائر هادئة للظروف القصوى للتنمية و السلم الاجتماعي".

واشار الوزير الى ان "الجزائر القوية بنجاحاتها التي سمحت لها باستعادة استقرارها الذي يعد المحرك الرئيسي للتنمية و تعزيز الانسجام الوطني مستعدة لتقاسم تجربتها مع كل بلد يواجه هذه التهديدات و يبحث عن حلول للخروج من دوامة العنف".

وفيما يخص افريقيا اشار الى ان "التقدم المسجل في القارة الافريقية في اطار تطبيق برنامج تنميتها المستديمة الواسع محققة تقدما اكيدا في مجال تعزيز المؤسسات و الحكم السياسي و الاقتصادي الراشد و احترام حقوق الانسان".

وأكد السيد مساهل أن "افريقيا تواصل رغم هذه المكاسب الهامة مواجهة التحديات الأمنية التي تعيق تقدمها و تضرب مشاريعها التنموية الطموحة ".

وذكر في هذا الصدد ب"الوضع الأمني الهش الذي يسود المنطقة و المخاطر التي تهدد استقرار منطقة الساحل الصحراوي برمتها لاسيما الأزمات التي تشهدها ليبيا و مالي و كذلك حالة الانسداد التي تميز مسار الصحراء الغربية" مبرزا على وجه الخصوص التهديد المستمر للإرهاب المنتشر في المنطقة و مخاطر توسعه الى باقي انحاء القارة و صلته مع الجريمة المنظمة العابرة للحدود خاصة تهريب المخدرات و الأسلحة و الإتجار بالأشخاص.

و أضاف الوزير قائلا "هذه التهديدات هي السبب في نزوح السكان و تدفق المهاجرين بأعداد كبيرة نحو البلدان المجاورة و نحو أوروبا مولدة بذلك ازمات و مآسي انسانية شهدها العالم في سنتي 2015 و 2016 في منطقة المتوسط".

و نوه السيد مساهل في هذا الصدد بالأعمال التي قام بها الاتحاد الافريقي للمساهمة في تسوية النزاعات و الأزمات التي تضرب القارة و الآليات التي تعزز بها لمواجهة التحديات المتعلقة بالأمن و السلم بفعالية و خاصة القوات الافريقية الاحتياطية قيد التفعيل اضافة الى جهاز التعاون في مجال الشرطة أفريبول الكائن مقره بالجزائر العاصمة.

و ذكر الوزير في هذا الإطار بالجهود التي بذلتها الجزائر لتسوية الأزمات والنزاعات في افريقيا داعيا دول الشمال إلى مرافقة افريقيا في جهودها التنموية خدمة للسلم و الاستقرار

و ينعقد هذا الاجتماع الذي يضم وزراء خارجية خمسة عشرة بلدا إفريقيا و بلدان شمال أوروبا الخمسة تحت شعار "ضمان تنمية مستدامة من خلال الاستثمار".

و يشكل هذا المنتدى إطارا لتبادل وجهات النظر والخبرات حول القضايا  المتعلقة بالأمن و التنمية المستدامة و الشراكة بين بلدان شمال أوروبا و إفريقيا.

و سيتطرق اللقاء في سياق موضوعه الرئيسي إلى أربع مواضيع فرعية هامة تتعلق  بالسلم و الأمن و ترقية التجارة و الاستثمار و التعاون في مجال الفلاحة و الصناعة المنجمية و كذا المساواة بين الجنسين و حقوق الانسان.   

و من المقرر أن يتوصل الوزراء عقب هذا اللقاء إلى "تحديد جملة من الإجراءات  الكفيلة بدعم التعاون القائم بين المجموعتين من أجل مواجهة التحديات المشتركة في مجالي الأمن و التنمية الدائمة". 

وعلى هامش هذا اللقاء سيكون للسيد مساهل محادثات ثنائية مع عدد من رؤساء الوفود المشاركة.

الجزائر, سياسة